بعد التعادل الودي المخيب للمنتخب الوطني أمام موريتانيا: متى يتخلّى كاسبرجاك عن التعنّت في اختياراته ...؟

جمهور قابس خاصة والجنوب بصفة عامة كان يمني النفس في أول إطلالة للمنتخب بعاصمة الحناء بأداء يرتقي إلى حجم التطلعات في غياب ضغط النتيجة و الطابع الودي للمباراة، لكن من تابع المباراة خرج بنقاط استفهام عديدة واستياء كبير، ومن فرط دهشة الجمهور من الأداء السلبي

للاعبين رفع صافرات الاستهجان والاستنكار للوجه المحير الذي ظهر به المنتخب.

والدهشة امتدت ونحن نتابع تصريح المدرب هنري كاسبرجاك الذي اعتبر أن الأداء كان طيبا ومقبولا ولو في غياب الأهداف وهي مرد الإرهاق بعد مباراة ليبيا، وتصريح المدرب الوطني قد نفسره في اتجاهين مختلفين فإن كان الأمر يدخل في رفع معنويات المجموعة بعد الوجه المخيب أملا في الإصلاح لاحقا فقد نتفهمه، أما إن كان ما قاله عن اقتناع فتلك الصدمة الكبرى فهو «يغطي عين الشمس بالغربال» ويقود المنتخب إلى المجهول.

أما آن أوان التغيير...ومراجعة الحسابات ؟
خلال المباريـــــات السابقة غطى الانتصار عـلى الأداء العـام رغم أن الملاحظين نادوا في كـــل مـرة بضرورة أن يغير المدرب هنري كاسبرجاك رسمه التكتيكي ووفاءه لمبدإ الاعتماد على 3 مدافعين في المحور وهو توجّه أحبط خطورة منتخبنا وقدرته على مباغتة المنافسين وكان علينا أن ننتظر هجوما معاكسا أو انجازا فرديا من أحد اللاعبين ، وإن ابتسم لنا الحظ في مباراة ليبيا الأخيرة بفضل ضربة جزاء دونها كان يمكن أن تكون النتيجة مغايرة «فما كل مرّة تسلم الجرّة» كما يقال وإن كان غياب نسق المباريات لدى المنتخب الليبي هو الذي صنع الفارق لفائدتنا مند أيام معدودة في الجزائر فإننا سنكون في النهائيات الإفريقية أمام منتخبات في قمة الجاهزية قد ندفع معها «كاش» بمثل هذا الأداء و التمركز و الأخطاء.

3 عروض لمباريات ودية
مع اقتراب رهان كأس الأمم الإفريقية الذي لم يعد يفصلنا عنها سوى 6 أسابيع تقريبا ، بات إصلاح الأخطاء أمرا ضروريا ومن حسن الحظ أن مواطن الخلل ظهرت بوضوح في مباراة ودية زدنا فيها اكتشافا لتعنت المدرب وغلق أذنيه أمام كل انتقادات الفنيين لتوجهه التكتيكي الذي كرّس عقما هجوميا وعجزا لمخالب نسور قرطاج عن مباغتة منافسين أقل منهم من حيث الإمكانيات فكيف العمل مع أشرس المنتخبات في الأدغال الإفريقية على محاربي الصحراء (الجزائر) واسود التيرنغا (السينغال) والمحاربين (منتخب الزيمبابوي) في «كان» الغابون أو الفهود (منتخب جمهورية الكونغو) في الجولة الثالثة من تصفيات كاس العالم. على المدرب الوطني أن يعلم أن أصوات النقد ليست لعرقلته كما قد يظن ولكن لأننا بتنا نخشى أن نمر مرة أخرى بجانب الحدث الافريقي و نخرج من نهائيات الغابون بحسرة جديدة لذلك فمراجعة حساباته باتت ضرورة حتمية في الوديات القادمة.

و ما دمنا في سياق الحديث عن الاختبارات الودية نشير إلى أن المنتخب الوطني يجري مباراة ودية مع نظيره المصري يوم 8 جانفي في القاهرة حيث من المنتظر أن يجري نسور قرطاج تربصا بأرض الفراعنة. وفضلا عن العرض المصري تلقى المكتب الجامعي عرضين أخرين من منتخبي الكوت ديفوار وغانا للتباري وديا قبل ضربة بداية الكأس الإفريقية ولا يزال أهل القرار في الجامعة في طور دراسة هذه العروض.

هل كان صابر خليفة ضحية وشاية ؟
الغريب أن الطاقات موجودة ولكن الإشكال هو في حسن توظيفها فكم من لاعب لامع في ناديه نجده في المنتخب شبحا لذلك الذي تعودنا عليه دون الحديث عن التغاضي عن دعوة بعض الأسماء لأسباب غير مقنعة ، فالتفهم الذي نجده لبعض الأسماء المحترفة خارج الحدود عند عدم تلبية الدعوة يغيب إذا كان الاسم محليا و الدليل إبعاد صابر خليفة مهاجم الافريقي من القائمة المدعوة للقاء ليبيا لأسباب برّرها المدرب بكونها فنية.
كواليس الجامعة تبيّن أن المهاجم المذكور كان ضحية وشاية بكونه تمارض قبل مباراة غينيا . ولم نفهم إلى حد الآن ما المانع من عدم دعوة متوسط ميدان النادي الصفاقسي ماهر الحناشي وهو الذي يبرهن في كل مباراة عن أدائه البطولي وروحه القتالية وماذا عن يوسف المساكني حيث يردد المدرب أنه غير جاهز والحال ان اللاعب أبدى استعداده لتقديم الإضافة والأسماء أكثر من أن تحصى وهو ما رسّخ المجاملات خاصة بتوجيه الدعوة لأسماء عاطلة عن المشاركة في المباريات وأخرى عجزت بشهادة الملاحظين عن تقديم الإضافة في فرقها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115