الموريتاني خلّف الرعب في نفوس الجميع سيما أن الاستحقاقات القادمة قريبة سواء في إطار كأس أمم إفريقيا أو تصفيات مونديال روسيا. الجماهير عبّرت عن غضبها حتى أن معظمها غادر الملعب قبل نهاية المباراة وهو ما يؤكد أن المنتخب كان خارج نطاق الخدمة وبات على الجميع مراجعة الأفكار والتصورات حتّى لا نندم على ما هو أت.
تختلف المباريات بين رسمية وودية إلا أن قناعات الناخب الوطني هنري كاسبارجاك لا تتغير حيث واصل التعويل على ثلاثي في محور الدفاع معتمدا نفس الخطة التكتيكية رغم منح الفرصة لبعض العناصر على غرار لاري العزوني والعائد صيام بن يوسف ونعيم السليتي الذي كان مصدر الخطورة التونسية في الدقائق الأولى من المواجهة الودية رقم 11 في تاريخ مباريات تونس وموريتانيا حيث كاد مهاجم ليل الفرنسي أن يفتتح النتيجة في تمام الدقيقة 11 إلا أن الحارس الموريتاني تألق وحول الكرة إلى ركنية. فرصة أدخلت منتخبنا صلب الموضوع حيث سيطر على اللقاء مستغلا الجهة اليمنى التي كانت الأقوى بفضل تحركات الظهير الأيمن حمزة المثلوثي... المنتخب واصل الضغط خاصة بعد كسبه معركة وسط الميدان وهو ما فرض عليه الاعتماد على الهجمات المعاكسة التي قادها المزعج «اسماعيل دياكيتي» الذي كان وراء أول تهديدات المنتخب الموريتاني على مرمى رامي الجريدي ولم يهد مهاجم مستقبل المرسي ليكون التهديد المستمر على دفاع المنتخب حيث اقلق دياكيتي راحة مدافعي المنتخب بفضل سرعته ومهاراته ولاحت أمامه عدة فرص لكن دون جديد. صحيح أن الفرص سجلت حضورها في الفترة الأولى إلا أنه كان شوطا للنسيان بالنسبة للمنتخب الوطني الذي واصل الظهور غير المقنع على غرار مباراة الجمعة الماضي أمام المنتخب الليبي رغم الانتصار المحقق.
الإقصاءات في الموعد
رغم طابعها الودي فإنّ بداية الفترة الثانية كانت حمراء من الجهتين بعد أن رفع المدرب المغربي سمير الكزاز الورقة الحمراء في وجه قائد المنتخب وهبي الخزري والمدافع الموريتاني «ديو» بعد اشتباكهما بالأيدي وهو ما جعل الحكم لا يتردد في إخراجهما من المباراة... الخزري وفي أول مواجهة له كقائد للمنتخب ينال بطاقة حمراء مجانية ستجعله مطالبا بإعادة حساباته خاصة أنه يعد أحد أهم الأوراق الهجومية في تركيبة المدرب هنري كاسبارجاك.
أخطر فرص المباراة كانت من الجانب المورتاني وكالعادة عن طريق الخطير دياكيتي الذي استغل سرعته لينفرد بالحارس رامي الجريدي بعد أن تجاوز ثلاثي محور إلا أن كرته اصطدمت بالعارضة.
صافرات ضد المنتخب
لم يرتق المستوي المقدم من لاعبي المنتخب إلى طموحات الجماهير الغفيرة التي واكبت المباراة خاصة أنها منت النفس بمشاهدة أفضل نسخة للمنتخب الوطني بما أن نسور قرطاج كانوا في أول زيارة لملعب قابس الأولمبي لكن الطموحات اصطدمت بمردود هزيل من زملاء عبد النور وهو ما جعل الجماهير تغضب وتنطلق في صافرات الاستهجان للمردود المقدم من المنتخب الوطني حتى أن الأمر وصل إلى حدّ التصفيق على مردود لاعبي المنتخب الموريتاني...
الوضعية فرضت على الإطار الفني التعديل من الأوتار حيث تمّ اللجوء إلى التغييرات بعد أن أقحم كلاّ من يوهان توزغار وسعد بقير وعبد القادر الوسلاتي لعلهم يأتون بالجديد ويتمكن المنتخب من التسجيل والفوز في المباراة إلا أن العكس حصل بما أن المنتخب الموريتاني بات أفضل وأكثر خطورة في مردود مهزوز جعل عددا كبيرا من الجماهير تغادر الملعب قبل 5 دقائق من نهاية المباراة.
• حضور جماهيري غفير
منحت السلطات الأمنية 6 آلاف تذكرة للجماهير الباحثة عن مواكبة لقاء الأمس بين المنتخب الوطني ونظيره الموريتاني إلا أن الجماهير تجاوزت هذا العدد ليصل إلى 7 آلاف متفرج وهو طاقة استيعاب الملعب الأولمبي بقابس ويبدو أن الطابع الاحتفالي للمباراة جعل السلطات الأمنية تمكن الجماهير من متابعة اللقاء حتى أن تجاوزت العدد الممنوح.
• رقم من المباراة 4
انتهت المواجهة رقم 11 في تاريخ مباريات المنتخب الوطني مع نظيره المورتاني بالتعادل وهو الرابع في جملة المباريات التي التقى فيها المنتخبان.
تكريم لرئيس الجامعة وطارق بوشماوي
قبل بداية المباراة الدولية الودية بين المنتخب الوطني ونظيره الموريتاني قامت هيئتا الملعب القابسي ومستقبل قابس بتكريم رئيس الجامعة التونسية لكرة القدم وديع الجريء وطارق بوشماوي عضو الاتحاد الدولي لكرة القدم والاتحاد الإفريقي ويأتي هذا التكريم بعد قرار الجامعة بخوض اللقاء في ملعب قابس الأولمبي لأول مرة في تاريخ مدينة قابس... وأكد رئيس الملعب القابسي صابر الجماعي أن رئيس الجامعة لا يمانع برمجة لقاء رسمي في ملعب قابس الأولمبي وعلى الأغلب فإن مباراة الجولة الثالثة من تصفيات كأس العالم حين يستضيف منتخبنا منتخب الكونغو الديمقراطية قد تكون في مدينة قابس.
التكريم لم يقف عند الثنائي بوشماوي والجريء بما أن هيئة مستقبل قابس على غرار نظيرتها في الملعب القابسي قامت بتكريم أبن الجهة المدرب المساعد حاتم الميساوي.