وفي هذا السياق، عرف المشهد الرياضي في تونس في سبتمبر من السنة الماضية الولادة الرسمية لإختصاص كرة السرعة على اثر انبعاث جامعتها و السير شيئا فشيئا إلى تكوين فرق بغرض إعطاء ضربة بداية بطولة هذه اللعبة في بلادنا ...ورغم أن هذا الاختصاص لا يزال في خطواته الأولى فإنه مقبل بعد أيام معدودة على تحد كبير يتمثل في تنظيم بطولة العالم الثامنة والعشرين بتونس لأول مرة في تاريخ بلادنا .
مشاركة قياسية
قد تستغرق الجامعات التي مضى على تأسيسها عقود من الزمن طويلا لإقناع الاتحاد الدولي بتنظيم تظاهرة عالمية لكن يمكن القول إن فوز تونس بتنظيم النسخة الثامنة و العشرين من بطولة العالم لكرة السرعة بعد سنة واحدة من إنشاء جامعة هذا الاختصاص ورغم المنافسة القوية من عدة بلدان على غرار فرنسا والكويت يعدّ فرصة مناسبة لضرب أكثر من عصفور بحجر واحد على غرار الترويج لصورة تونس سياحيا و أمنيا والتعريف بهذه الرياضة التي لا تزال غامضة لدى الجمهور الرياضي. وتعطى ضربة بداية بطولة العالم في الفترة الممتدة بين 26 و28 أكتوبر بقصر الرياضة بالمنزه حيث سيكون اليوم الأول مخصصا للاجتماع الفني و حفل الافتتاح ومباريات استعراضية فيما سيكون يوما الخميس 27 أكتوبر و الجمعة 28 من الشهر نفسه مخصصين للمباريات الرسمية. وستستغل لجنة تنظيم المسابقة برئاسة عادل بوقرة الفرصة لتنظيم زيارة سياحية على شرف الوفود المشاركة الى سيدي بوسعيد وقرطاج و متحف باردو والحمامات.
ووفق رئيس الجامعة المنصف الميلي خلال ندوة صحفية احتضنها أمس أحد نزل العاصمة فإن دورة تونس ستشهد مشاركة قياسية من 120 رياضيا ينتمون إلى 17 بلدا وهي: السعودية، اسبانيا، أوكرانيا، الكاميرون، السودان، العراق، الكويت،ألمانيا،بولندا،الجزائر، فرنسا، أفغانستان، سويسرا، مصر، الهند، ليبيا وتونس البلد المنظم فضلا عن حضور عدة شخصيات عالمية على غرار رئيس الاتحاد الدولي أحمد لطفي ورئيسي الاتحادين العربي و الافريقي للعبة.
وأضاف الميلي الذي يشغل أيضا منصب المكلف بالعلاقات الخارجية في الاتحاد الدولي للعبة أن التوجه العام للجامعة له بُعدان الأول رياضي من خلال نشر هذا الاختصاص ورفع عدد المُجازين و الثاني اجتماعي من خلال الشراكة مع دور الشباب و المؤسسات التربوية وتنظيم ايام تنشيطية في عدة جهات .
اتفاقيات شراكة
كما تم إمضاء اتفاقيات شراكة مع عدة اتحادات على غرار الاتحاد الكويتي الذي سيجري تربصا تحضيريا مشتركا في تونس من 24 الى 27 ديسمبر وسيكون تحول تونس إلى الكويت في شهر فيفري 2017 . كما ينتظر أن يتمتع وفد تونسي بتربصات في الهند وتايلاندا .... دون أن ننسى اللقاء مع رئيس الاتحاد الآسيوي الذي انبثق عنه تأسيس الاكاديمية التونسية الآسيوية لكرة السرعة حيث ستبدأ عملها بتمويل 20 مدرسة ابتدائية ونشر هذه الرياضة.
من جانبه أكد ممثل وزارة الشباب و الرياضة أن الفوز بتنظيم البطولة العالمية أفضل بداية للجامعة الناشئة حديثا مبرزا أن الاجتماعات بين سلطة الاشراف وممثلي الجامعة تم فيها تبادل الافكار ووجهات النظر و تعهدت فيه الوزارة بدعم الجامعة ومساعدتها على نشر هذه اللعبة خاصة أنها لاتتطلب امكانيات كبيرة.
وفي الوقت الذي كانت فيه الوزارة في الموعد فإن التساؤل يطرح نفسه بشأن غياب اللجنة الأولمبية وتأخر دعمها...
على خطى بطولة العالم لكرة اليد 2005
عادل بوقرة من الأسماء المعروفة في المشهد الرياضي على المستوى التنظيمي خاصة بعد إشرافه على تنظيم دورة الألعاب الشاطئية مؤخرا وقد استنجدت به جامعة كرة السرعة ليرأس لجنة تنظيم البطولة العالمية أملا في أن تكون نقطة البداية القوية لهذه الرياضة في تونس ،وهو ما أكده بوقرة بقوله: «من المؤكد أن تنظيم بطولة العالم حدث فريد نرغب في أن نؤكد خلالها ثقة الهيكل الدولي ونحقق نتائج طيبة لكن لا يخفى أن هدفنا أن ننشر هذه اللعبة و أن نفتح الباب للجمهور الرياضي لاكتشافها على غرار ما حدث اثر تنظيم بطولة العالم لكرة اليد 2005 حيث زاد انتشارها وتطور عدد ممارسيها وهو ما نرنو إليه لعلنا نرفع عدد المجازين ونتمكن من تكوين بطولة وطنية والسير على درب الدول الأخرى التي لها تقاليد في اللعبة على غرار مصر حيث يبلغ عدد المجازين في ناد واحد ببلد الفراعنة 54 ألف مجاز إذ هي من الرياضات القليلة التي تعرف سيطرة عربية....»
حظوظ وافرة للفتيات خاصة
أما بلال السبيعي المدير الفني للجامعة فقد قدم في بداية مداخلته لمحة عن الرياضة التي ظهرت سنة 1960 في مصر ومنذ 1984 بدأ تنظيم البطولات العالمية. وتمارس اللعبة بالكرة و المضرب مع جهاز بسيط يمكن الكرة من الدوران حول مركزها وهي اللعبة الوحيدة في عائلة رياضات كرة المضرب التي تتيح للاعب أن يلعب بمفرده... وتتكون من 4 أنواع وهي : السوبرسولو أو اللعب ضد الوقت ، السولو تتابع ب4 لاعبين (اثنين لكل فريق مع إمكانية إن يكون الفريق مختلطا بين ذكور وإناث) ، الفردي (1*1 ) والزوجي (2 *2 مختلط).
وأفاد المدير الفني أن المنتخب الوطني المتكون من 20 لاعبا سيدخل بداية من الغد وإلى غاية 24 أكتوبر في تربص أخير بالزهراء لوضع اللمسات الأخيرة على التحضيرات والأمل في التتويج موجود خاصة بالنسبة إلى الفتيات إذ أن عناصرنا الوطنية شاركت في عدة تظاهرات عالمية على غرار بطولة العالم ببولونيا مما مكنها من الاحتكاك بمنتخبات عالمية ...