أداء المنتخب الوطني في عيون الفنيين: «المنتخب حقق أفضل البدايات... وكاسبرجاك مطالب بمراجعة الحسابات»

• « نقطة ضعف منتخبنا اللعب بـ3 مدافعين في المحور مما خلق نقصا في وسط الميدان وترك مساحات شاغرة وراء الظهيرين حمدي النقاز وعلي معلول »


• « عدم نجاعة الاختيارات حرمتنا من نتيجة عريضة تترجم سيطرتنا المطلقة على المنافس »

يقال دائما «العبرة بالخواتيم» لكن لبلوغ أفضل نتيجة يجب أن تكون البداية طيبة لتفتح آفاق التطلع إلى النهاية السعيدة والمنتظرة. ومنتخبنا حقق يوم الأحد أفضل بداية ضمن رحلة البحث عن بطاقة العودة إلى أجواء كاس العالم التي افتقدنا أجواءها منذ دورة ألمانيا 2006 بانتصاره على غينيا بهدفين دون رد، والانطلاقة الايجابية من شأنها أن تجعل المجموعة تدخل استعداداتها لبقية المواجهات بمعنويات مرتفعة لكن دون إفراط في الثقة أو تبني نظرية أنها المجموعة الأضعف فكم من مرة ذقنا مرارة الاستسهال من منتخبات مغمورة تمردت على لغة الورق.
كيف كان أداء المنتخب في مباراة غينيا؟ وهل يمكن القول أن كاسبرجاك أفلح في رسمه التكتيكي الذي أسال الكثير من الحبر؟ ذلك ما حاول «المغرب» طرحه من خلال الحديث مع عدد من أهل الاختصاص فكان ما تقرؤون.

خالد التواتي:
«كاسبرجاك أثبت قوة شخصية...»
«على خلاف لقاء ليبيريا، فإن مباراة الأحد كانت أمام منافس محترم من حيث الإمكانيات ويحسن التحكم في الكرة. في مواجهة غينيا أثبت كاسبرجاك أنه مدرب كبير ويتمتع بشخصية قوية حيث حافظ على نفس الرسم التكتيكي بالاعتماد على 3 لاعبين في المحور رغم الانتقادات التي توجهت إليه في شأن هذا المنهج التكتيكي . وما يهم انه أفلح في قيادة نسور قرطاج إلى الفوز في أول مباراة ضمن تصفيات المونديال والمعلوم أهمية المباراة الأولى وتأثيرها على بقية السباق».

وقال التواتي: «قدم منتخبنا أداء مرضيا خاصة من الناحية الهجومية رغم غياب التجسيم في الشوط الأول باعتبار كثرة الفرص المهدورة وهو ما سبب نوعا من التخوف لكن مع تسجيل الهدف الأول كان المجال مناسبا لمضاعفة النتيجة وترفيع الحصيلة لكن كان الفوز بهدفين لصفر في مباراة تألقت فيها جل الأسماء على غرار وهبي الخزري وأنيس بن حتيرة. أما في ما يخص اعتماد كاسبرجاك على 3 مدافعين في المحور فإنها طريقة لها فوائدها خارج القواعد لأنها توفر لنا مساحات كبيرة بالإمكان استغلالها لبلوغ مرمى المنافسين. وبحديثنا عن منافسينا فيمكن القول إن ليبيا منافسنا في الدور الثاني من التصفيات يمثل نقطة استفهام كبيرة في المجموعة في غياب النشاط والاضطراب في التحضيرات لكن يجب أن لا ننسى أن مباريات الدربي لا تستجيب لحديث الأرقام والأحكام المسبقة لكن لنسور قرطاج من الإمكانيات ما يخول لهم التفوق على منافسيهم و ضمان موطئ قدم في روسيا 2018».

مختار التليلي:

«حذار من الاختيارات بالعاطفة»
«أعتبر أن مباراة الأحد الماضي أمام غينيا من أفضل المباريات التي قدمها منتخبنا على مستوى الأداء رغم أن النتيجة لم تعكس حجم السيطرة المطلقة و الضغط الذي سلطه منتخبنا على منافسه بسبب الفرض المهدورة. والانتصار يمكن اعتباره انتصار الانضباط التكتيكي والشجاعة نظرا إلى الأهمية الكبيرة التي كانت تحتلها المباراة الافتتاحية من التصفيات وضرورة تحقيق نتيجة إيجابية تكون لها أفضل الانعكاسات على بقية المسيرة وخاصة أننا غبنا عن أجواء المونديال منذ 2006 ونتطلع إلى العودة إلى الساحة العالمية عن جدارة. ما أقوله أن منتخبنا استغل ضعف الدفاع الغيني ليفرض سيطرته هجوميا ويكون الانتصار رغم بعض النقائص التي فرضتها عدم جاهزية بعض الأسماء على غرار بلال المحسني ووهبي الخزري وحمدي الحرباوي ولولا تألق الحارس أيمن المثلوثي لكانت النتيجة مغايرة».
ويضيف محدثنا: «المدرب له إشكاليات عديدة في تشكيلته حيث أرى أنه يعمل على الاختيار أحيانا بالعاطفة لذلك يعطي الفرصة لبعض الأسماء للظهور حتى لو لم تكن في جاهزيتها المطلوبة ،فلو اعتمد المدرب على مهاجم ثان منذ البداية عوضا عن اللعب بـ3 مدافعين لكانت النتيجة اعرض، عموما الامتحان لا يزال طويلا ويتطلب من منتخبنا أن يكون جاهزا لبقية المواعيد...»

محمد عامر حيزم:
«لابد من إصلاح الأخطاء الدفاعية»
في مثل هذه المباريات تحتل النتيجة الأهمية القصوى خاصة أن الأمر يتعلق بتسلق سلم التأهل إلى نهائيات روسيا 2018 وهو ما تحقق بتسجيل هدفين وكان بالإمكان أن تكون الحصيلة أكبر، لكن في ما يتعلق بالمردود فقد كان أفضل مقارنة بمباراة ليبيريا حيث حضرت العزيمة و حب الانتصار رغم بعض النقائص التي يملك الإطار الفني الوقت الكافي لإصلاحها».
وأضاف محدثنا: «النقطة الوحيدة التي استغربها هي تشبث المدرب كاسبرجاك باللعب بثلاثة أسماء في المحور وهو الأمر الذي خلق نقصا في الوسط وترك مساحات شاغرة وراء الظهيرين حمدي النقاز وعلي معلول وهي نقطة ضعف قد تسبب الكثير من المشاكل لعناصرنا الوطنية بالنسبة للمنتخبات التي يعتبر منتخبنا كتابا مفتوحا بالنسبة إليها ...ذلك الإشكال الوحيد الجلي للعيان .أما من الناحية الهجومية فقد كان الأداء ممتازا خاصة في الشوط الثاني حيث سلط نسور قرطاج ضغطا كبيرا في مناطق المنتخب الغيني. فكان الانتصار ...عموما هي ليست إلا البداية و الطريق لا تزال طويلة و تتطلب الكثير من التركيز والحذر وطريقة اعتماد 3 مدافعين في المحور قد تكون مناسبة خارج الديار أكثر لفرض أسلوبنا والتأهل إلى النهائيات...»

أمين النفاتي:
«الحضور الذهني و حب الانتصار كانا سلاح المجموعة ..»
«بغض النظر عن النتيجة التي ترجمت السيطرة فإن زملاء أيمن عبد النور قدموا مباراة جيدة لمسنا فيها «القرينتة» وحب الفوز وحضورا ذهنيا متميزا وكانت إثباتا على انسجام المجموعة و تجانسها .غير ان ذلك لا يخفي بعض النقائص فنيا و تكتيكيا خاصة على مستوى اتخاذ القرارات أو على مستوى الانسجام بين أيمن عبد النور وعلي معلول. بالنسبة إلى الرأي القائل إن هذا الأداء مرتبط باللعب داخل الديار وقد لا نجد نفس العزيمة في أدغال افريقيا فذلك غير مطروح خاصة عندما نلاحظ حتى من خلال تصريحات اللاعبين و ما يعبرون عنه في وسائل التواصل الاجتماعي من رغبة كبيرة في ضمان التأهل إلى روسيا 2018».
وفي ما يتعلق بالمباراة القادمة أمام المنتخب الليبي وضرورة عدم وقوع نسور قرطاج في فخ استسهال المنافس الذي انهزم أمام الكونغو الديمقراطية برباعية قال محدثنا: «هناك هدف نرنو إلى بلوغه وهو التأهل إلى كأس العالم بعد غياب، لكل مباراة خاصياتها وحقيقتها الميدانية و يجب أن نحرص على استغلال النقاط الايجابية ونصلح النقائص حتى نتمكن من بلوغ الهدف المنشود».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115