الأولى منها كان إيداع الأرشيف الوطني التونسي جزءًا من تراث سراس.
قدم كريم بن اسماعيل مدير الدار، إلى الأستاذ هادي جلاب، مدير الأرشيف الوطني محفوظات الفيلم الوثائقي "موعد مع التاريخ"، من إنتاج سراس وإخراج حمادي الصيد سنة 1965، والمتعلق برحلة الرئيس بورڤيبة إلى الشرق الأوسط، وزيارته إلى القدس (التابعة للأردن في ذلك الوقت) وخطابه الشهير في أريحا. بالإضافة إلى البكرات الأصلية للفيلم، تتكون هذه المحفوظات من رسائل وتعليقات ومبادلات بين محمد بن اسماعيل (المدير المؤسس لدار سراس) وحمادي الصيد (الصحفي والسينمائي والديبلوماسي الشهير في ما بعد) ومراسلات مع الحكومة.
بادرت سراس في ذلك الوقت، حرصا على توثيق أحداث البلاد، بإنتاج هذا التقرير الوحيد المصور الكامل للحظة سياسية تاريخية
كما اودعت جميع الأشرطة الصوتية لبرنامج «إفطارالصباح» لباتريك فيرلا، على إذاعة سويسرا الروماندية التي شارك فيها محمد بن اسماعيل لمدة ثلاث سنوات (من 1996الى 1998)، ثلاث سنوات من الشهادات الأسبوعية، تكشف عن الحياة اليومية في ذلك الوقت، كما يراها أحد كبار صحفيي جيله.
لقد ترددنا لفترة طويلة قبل التفريط في هذا الأرشيف، لكن جدية ومهنية الاستاذ الهادي جلاب وعراقة مؤسسة الارشيف الوطني ،التي ستتولى رقمنتها، كانت الحافز لنا لتسليم هذه الشهادات عن الحياة الثقافية والسياسية والاجتماعية التي تشكل دفعة أولى من الوثائق التي تضعها سراس على ذمة أمناء المحفوظات والباحثين والمؤرخين.