غازي الزغباني الذي تطرّق في جل أعماله المسرحية الى ما يسمى بالثالوث المحرّم أو المسكوت عنه أو التابو ونقصد الدين والجنس والسياسة، وكأنه يسعى من خلال مسرحه الى تحقيق طوباوية نهاية الرداءة والوصول الى المدينة الفاضلة .
وكعادته كان غازي الزغباني وفيّا لمسرحه الذي عودنا به في مسرحية "الفيرمة" التي شاهدها جمهور تظاهرة "الخروج الى المسرح" مساء السبت 23 سبتمبر بقاعة الجهات بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
"الفيرمة" انتاج فضاء "الأرتيستو" تمثيل كل من محمد حسين قريّع وإباء حملي ويسرى الطرابلسي وأسامة غلام وغازي الزغباني الذي تكفل أيضا الى جانب النص والاخراج بموسيقى العمل، إضاءة وديكور سليم الزغباني .
خمس غرف منفصلة .. خمس شخصيات .. يجتمعون داخل "فيرمة"، يعيشون داخل قوقعة من العزلة الموحشة، تسلط الاضاءة في كل مشهد على غرفة لتكشف لنا ما تحمله من أسرار ... شخصيات مركبة تعبر عن الأنا والآخر وتروي قضية وطن ينخره الفساد السياسي والأخلاقي وقضية شعب يطوق الى الحرية والتحرّر والخروج من القفص .. قفص الاستبداد والظلم والإهانة وتحقيق العدالة الاجتماعية .. وهو ما تجسده نهاية المسرحية بمشهد قتل مجدي للمجد وتحرير ميساء من الدهليز المظلم، "صحيح حررتك أما بعد ما اغتصبوك" بهذه الجملة يسدل الستار على "الفيرمة" عن الوطن المغتصب ..