(1) الوَعْي بِاُلْزَمَنِ آفَتـُنا نـَحْن اُلْبَشر و غَنيمتنا
منْذ سنوات طوال وأنا أتدبّر أمْري لأتدرّب على اُلْكَذب لئلا أنْتَحِر . أقصد لئلا أقْتل نَفْسي بنْفسي . أقْصد لِئَلاَ أنْشَطِرَ إلى قاتِلٍ وقتيلٍ فأكون «القابيل» و «الهابيل» في الآنِ كما يحْدث للكَثيرِ من الشّعوب اُلْـمُتشعّبة الأهْواء والإنْفعالات فَتـَـتَدَحْـرج بها رغباتها اللاّواعية إلى حَتفها فَتَغتالُ نفْسها وأوْطانها بنفسها وتذْهَبُ ريحُ تناحُرها الأحْمق بروحها ويناديها «لسان الكَوْن أنْ أدْبري فَتستجيب لَـهُ» صَاغرة وفق عبارة قاتلة للحضرمي جدنا بن خلدون. نحنُ عَرب «حَضَارة الإعْتبار «ولا نَعْتبر أنه الإنتحار, سؤال الإنتِحار هو سؤال الفلسفة الرئيس» اذا صدّقنا صاحب رائعة «أسطورة سيزيف» وأنا أُصدّق ألبار كامو في ما يقول لأنّه طرحَ أخْطر سؤال على الإطلاق, سؤال يقْترن تلازما بالبَحْث عن «معني الحياة» سؤال يقترن به «اقتران الشفاه باُلأسنان» وفق عبارة للويس آلتوسير. قال ديكارت الحكيم عن نفسه منذ القرن 17 بكونه «يتقدم بأقنعة» في أكثر من درب من دروب الحياة مما يعني أن « فيلسوف الحقيقة» يحْدث له أن ينْتعِل «اُلْريح فَـيـُمارِسَ الكَذِبَ سواه خوفا من رجالات الدّين» وتلك وقائع سرديّة في ذمّة السيد التاريخ.
(2) الوَعْي بِاُلْزَمَنِ آفَتـُنا نـَحْن اُلْبَشر و غَنَيمتنا
أنا أتدرّب على الكذِبُ على نفسي أوّلا و آخرا فأُغنّي مَثلاً حين تَشْتدّ بي الوِحْشة و شهْوة البُكاء والعَويل اُلْطّويل آخِر اللّيل ساعة أتذكّر من فقدْتُ من الأهْل وِمن الشّهيدات والشّهداء في كتابِ الكَون و مِن المعارف والصّديقات والأصْدقاء الذين حين رحيلهم ترحّل معهم بعْض ما في سِني العُمر . نعَم أنا أتقدّم نحوي بأقْنعة لأُقْنِــعني بفْعل بالمعُاودة والتكرار أنّ الحياة في وطني جديرة بالحياةِ اذ أنّ وطني من أحْسن الأوطان ولغتي من أحْسن اللغات وأن أمي من أنبَل الأمهات وأنّ أصْدقائي من أصْدق الأصْدقاء حتى وان خانوا فذلك لهشَاشَةٍ في طين الإنسان . مُطلق الإنسان وأنّ القَادم الوطني و الكَوني أجْمل من كل الذي مَضَى وكان الكَذب الذي يعني ضمن ما يَعنيه « وضع الكلام في غير موضعه « قد ينقذنا من «مقصلة الحقيقة الجائرة». الحقيقة التي «تذهب بالبصر» كما فعلتها «بأوديب الملك». لا أريد لي أن أكون «أوديب الملك .» فمن يُــريد له « الحقيقَة» ولا شيءَ غيْر اُلحقيقةِ فلهُ كلّ «اُلحقيقة» وما فاضَ عنها وهي دائما تَفيضُ ولي « الحَديقة» بأشجارها الوارفة رغم حَطابَة الليْل في الوطن «يجبُ أن نَزْرَع الحَديقة» تذكّرت الأمر الجمالي الذي أصْدره الكائن الحبري الفرنسي العنيد والعتيد «فولتار» وطارت بي أطيار ذاكرتي لتَحُطّ بي عنْد رائعة «كانديد» لأحطّ به بدوري عند حَدائق «أحْرف كليمنسيا الجميلة » وهي تَــنْهض من نومها في أرض تُونس الحالمة بعد قدومها من « رام الله « من أرض فلسطين المحتلة _ فك سيد الأكوان _ أسْرها وأسْراها .
(3) الوَعْي بِاُلْزَمَنِ آفَتـُنا نـَحْن اُلْبَشر وغَنيمتنا .
أضْحَكْـتِنِي يَا رِيــرِيتَا اُلْفاتِنَةْ.
حِينَ تَغْضِبُ «نُوريتَا» اُلجميلة تَرْقُصُ حِـينَ تَشْتَاقُ «كلِيـمُوسْــتِــيَـانا»
اُلْتسَكُّعَ في شَوارِعِ اُلمْــدُنِ واُلْـقُرَى اُلخـَلْفِيَّـةِ للُعُمُرِ اُلْحَزِينِ تَرْقُـصُ .حينَ تُريدُ «لينِيـتَا» اُلْفَاتـِنَةُ اُلْــتَّتَبُغَ ولاتجدُ سيجارة واحدة آخر الليل تَرْقُصُ حـِـينَ تُريدُ «كِيدْنِــيسْيَا» كِتَاباً مِنْ «مَكْتَبَةِ الكِتابِ» بِشَارِعِ بورقيبية ويَخُونُها اُلْجَيْـبُ اُلْخَؤُونُ اُلْعَبـُـوسُ تَــلْــعَنُ اُلْــفُلُوسَ وتَرْقُــصُ «لِيريتَـــا», تَرْقُـصُ. تَـرْقُـصُ «رِيـريتَا» تَرْقُصُ. حِيَنَ أقُولُ لَهَا:
أُحِبُّكِ
يا «مَرامَاريــتَا»
ياكَارِثَـتِيَ اُلْـرَّائِعَـةْ.
يا «سيـْمـانوفا»
ترْقُص حِين
تَقُـولُ لِيَ:
أنَا «مَرَامَارِيتا».
أنا «غَامُـوغَـا»
أنا «رَامُورَا».
أنا «لِينِيسْيَا»
أنا «مَغَامُوغَـانا» اُلْـفَاتـِنَةْ
امْرَأَةٌ «بَارِغدَةْ» تَقْصُدُ «رَاوْرِيتَا» أنـَّـها امْرَأَةٌ بَارِدَةٌ.. فُكَّ عَـلَيْكَ مِنِّي حِبَاليَ «غَاشيَّة» تَقْـصُدُ «لِيريتَا» اُلْجَـميلةْ أنَّ حِبَالَــها رَاشِيَةْ . عَنْزَةٌ
بَرْشَاءُ أجْملُ مِنِّيَ وإنْ كُنْتُ أجْمَلَ مِنْ كُلِّ
عَارِضَاتِ اُلْأزْيَاءْ . ثُمَّ أنِّي حُرَّة ٌ
وَلَسْتُ تُحْفَةَ «اُلْأثْغيَاء» تَقْصُدُ «مَارَامَارِيتَا_ ريريتَا» اُلْأثْرِيَاءْ
تـرْقُـصُ كَارِثَـتي اُلْرَّائِعَةْ عَلَى كُلِّ مَقَامَاتِ حُزْنِهَا اُلْأنْثَوِيِ ثُمَّ تَبْكِي طَويلاً
و يَـتـمَطَّى حُزْنـُها اُلْأنيقُ ويمـْتَدُّ ليْل اُلْعَويلِ اُلْـــطَّويلِ عِنْد قَلْبي اُلْوحيدُ إلاَّ قَليلاً وَتمَدُّني بِرسَالةِ
« تَرِكَة اُلْنَّبي عَليْهِ اُلْصَّلاَةُ واُلسَّلَامُ » وتَقُولُ ليِ وهيَ شِبْهُ ذاهِلَةٍ مِنْ ذُهُولي وذُبوليَ :
«هَـذَا ابنْ هِشَامِ وإنّيَ زاهِدَةٌ في اُلْــدُّنْيَا
وفَواكِهِ اُلْآخِرَةْ» .
وأحِبُّــني لاَ كَما يـُحَبُّ ليَ أنْ أُحِبَّ .
إمْرَأةٌ أنَــا كَمـَا أُحِبُّــني..
بَارِدَةٌ أوْ صَاعِقَةْ
كُنْتُ يَا كِليمَنْسِيَا أرَى اُلْرَّغْبَةَ تُتَمْتِمُ بَيـــْنَ
شَفَــتَيْكِ وتقُولينَ لِيَ عَنْكِ
يَا عَيْنِيَ
أنَــّكِ
مَرِيـضَــةٌ
اِمْـــرَأَةٌ
بَارِدَةٌ - ثَــلاَّجَة ٌ- في سُوقِ اُلخٌرْدَةِ «باُلْـمَلاَّسـِينْ»
وَأنَّ قَلْبَكِ اُلْذِي كَانَ يَنُطُّ تحْتَ اُلْجِهَةِ اُلْيُسْرَى
مِنْ صَدْرِكِ يَهْـذِي بحُبٍّ غامِضٍ
كَمَا خَرِيطةٌ فِي اُلْغُــيُومِ
تِلْكَ اُلْتِي تَقُولُ عَنْها
أنَّـهَا إمْرَأَةٌ بَارِدَةٌ
وَأنَّـهَا أَضَاعَـتْ
قَـلْبَهَا فِــي
سِيِبيرْيَا عَوَاطِفِهَا
(...)
أَوْ فِـي سُـوقِ اُلْــجُمْلَـةِ
لمَعَاجِمِ
اُلْحُبِّ
وَاُلْـحَرْبِ
وَأَنَّ أرْنَبَ عَواطِفَها اُلْجَائِعَة ْ
اُفْتَـــرَسَتْهُ ثَعَالِبُ شُكُـوكِهَا
تِـــــلْكَ هِيَ أنْتِ
يَا كِليمَنْسيَا اُلْجَمِـيلَةْ وتِلْكَ هِي عَاداتُهَــا تِـــــلْكَ اُلْمَرْأَةُ اُلْــتِي
هِي َأنْتِ. يا» كيدْ_نِــيسَا «كَـمَا اُلْبِلاَدُ تَفْعَلُ بقَلْبِهَا مَا تَــــفْعَلُ اُلْــبِلاَدُ فِعْلًا
بِأجْمَلِ أوْلاَدِهَا وبَنَاتِهَا
يا «رُوُ _تُوشْكَا» يَا بِنْتَ اُلْمَوَّالاَتِ اُلْحَزِينَةِ.
إنً قَلْبِيَ يَا كِليِمُــورِيتَا لَيْــسَ فَرِحًا...وَلاَ هُوَّ
حَزِيِنٌ عَلَي غَيْرِ اُلْعَادَةِ
يَهْذِي كَمَـــا اُلْـعَادَة
قَــلْــبي
(...)
قَـــلْـــبـِيَ يَــهْذِي
بـِكَلاَمٍ بَـسيـــط ٍ كَاُلْفَـقِيرَاتِ اُلْجَميلاَتِ بَسِيـطٌ هـُوَّ تَمَامًا كَـمَا اُلْفُـقَـرَاءْ اُلْـوَسِيـمِـينَ وإنْ كَانُوا تَـحْتَ اُلإحْتِـلاَلِ اُلْعَاطفِي بعَسَاكِر مِنَ اُلْأعْداءِ
و اُلْأهْلِ وأهْلِ اُلْأَهْلِ كَمَا تَفْعَلينَ أنْتِ تمَامًا بِقَلْــبيَ
(4) يا أهل تونس يا أهْلي الطيبين «يجبُ أن نَزْرَع حَديقتنا» ونَتْركَ السّماءَ للمَلائِكَة والعَصافير.