ضمن مسابقة الأفلام الطويلة للدورة الرابعة لأفلام حقوق الإنسان كان الموعد مع فيلم بريطاني الإخراج عما عاشته مالي من 2012 بعد الانقلاب ودخول الجهاديين والطوارق الى شمال مالي ومحاولة الانفصال وكيف اصبحت البلاد وخاصة كيف أصبح الموسيقيون فيها؟ أسئلة كثيرة واجابات موجعة قدمها فيلم «عليهم ان يقتلونا أولا» لجوهانا شوارتز من بريطانيا .
الفن مقاومة.
«مالي في خطر، وان منعوا الموسيقى ستُقتل مالي، نشعر أننا سفراء بلدنا فنحن لدينا رسالة حياة وعلينا ايصالها للعالم» هكذا تحدث عمر عن مجموعة «سينغهوي بلوز»، مجموعة من باماكو شمال مالي، بعد انقلاب 2012 ودخول الجهاديين اصبحوا يجتمعون خلسة ليوفّروا لانفسهم ولعشاق الحياة جرعة من الموسيقى، ويحقنون أنفسهم بحقن النغمات الجميلة ويتناولون حبوب الأغاني الثورية والمنادية بوحدة مالي، هكذا شاءت المتناقضات ان تباع المخدرات والسلاح وتمنع الموسيقى ويهدد كل من يشاع انه يعزف او يغني.
تتجول الكاميرا لتنقل العديد من الوقائع والاحداث بين الرواية والتوثيق تكون جولة الكاميرا ومعها تتأرجح مشاعر المتفرجين كما مشاعر من عايشوا تلك الفترة القاتمة التي لازالت اثارها تكتم الانفاس الى اليوم. ايعقل ان تقطع يد احدهم فقط لانه خالف الشريعة وواصل عزف القيثارة؟ ياي دين يقتلون شخصا فقط لانه احمر اللون ليس بزنجي ولا ابيض ولا عربي، هو مسلم ولكن بشرته حمراء؟ اي شريعة ربانية تلك التي تبيح انتهاك دم اطفال يلعبون كرة القدم التي حرمها الجهاديون، هناك مع الانقلاب ودخول الجهاديين باتت الشريعة اقوى من القانون واصبح اصحاب العقول «الوهنة» يتحكمون في كل شيء في تمبكتو و باماكو وغاو وعدة مدن مالية.
في الفيلم يتساءل علي عازف القيثارة «كيف يطلبون منا ترك الهاتف الجوال الحديث وهم يستعملون أسلحة عصرية ومدرعات عصرية آلات رصد الصوت العصرية، يريدون الرجوع بنا الى الخلف وفي الوقت ذاته يطورون سلاحهم، اي اسلام هذا، الاسلام في قلبي؟.
دماء هنا وصراخ هناك، ظلم هنا ووجيعة هناك، قتل وتقتيل وتشريد وانتهاك لحقوق الانسان جميعها باسم الله والشريعة، ولكن ابناء شمال مالي لم يتوانوا عن نضالهم تمسكوا بحبهم للموسيقى وواصلوا نضالهم فقط ليقولوا اننا موجودون نريد ان نحيا بموسيقانا نريد ان نعزف للحياة للوحدة لمالي دولة واحدة غير مجزأة، لابناء مدينتنا الذين هاجروا الى بوركينا فاسو واصبحوا لاجئين في مخيم «ساغ نيونوغو».
طيلة الساعة ونصف تتجول الكاميرا في.....