حول عدم حصول المسرحية للدعم من طرف لجنة دعم المشاريع المسرحية التي لم تأخذ بعين الاعتبار الهيكل المنتج وهو مركز الفنون الدرامية باعتباره مؤسسة تابعة لوزارة الثقافة، ومن أوّل مهامه الإنتاج المسرحي كما أنّ اللجنة لم تأخذ أيضا بعين الاعتبار السيرة الذاتية للمخرج والمؤلف ولم تدع هذين الطرفين لتقديم بعض التوضيحات، قبل اتخاذها لقرار عدم إسناد منحة الدعم، كما فعلت مع بعض الأطراف الأخرى.
وللحديث عن هذه المسرحية الجديدة، والردّ عن عديد التساؤلات والاطلاع على بعض أنشطة مركز الفنون الدرامية «المغرب» التقت الفنان المسرحي الهادي عباس مدير المركز ومخرج المسرحية في الحوار التالي.
• قبل الخوض في عديد المسائل، هل ستواصل مسرحية «النجدة» سلسلة عروضها خلال الموسم الثقافي الجديد؟
بالتأكيد فمسرحية «النجدة» التي بلغ عدد عروضها 14 عرضا من خلال مشاركتها ضمن فعاليات عديد المهرجانات والتظاهرات الثقافية في موسمها الأوّل ستكون لها جملة من العروض الأخرى خلال الموسم الثقافي الجديد، وقد نالت استحسان المهتمين بالشأن المسرحي وعديد النقّاد وأيضا جمهور الأطفال، الذين واكبوا مختلف عروضها باعتبار أهمية المواضيع التي تطرقت إليها، ومعالجتها لقضايا هامة، مثل أهمية المحافظة على البيئة، وخطورة التلوّث على كوكب الأرض.
• وماذا عن العمل المسرحي الجديد، الذي انطلق مركز الفنون الدرامية في إنجازه؟
المسرحية الجديدة تحمل عنوان، حديث لجبال» عن نصّ للمسرحي الطاهر رضواني تمثيل دليلة مفتاحي ولسعد حمدة ومحمد السعيدي وحسن بن ربح وإيمان ممّاش، إخراج الهادي عباس وسينوغرافيا عبد الواحد المبروك.
والمسرحية باللغة الدارجة وهي محاولة لردّ الاعتبار لشريحة من المجتمع التونسي وهم سكّان الجبال والأرياف الذي وللأسف الشديد تمّ استغلالهم كمصدر للتندر وإضحاك المتفرّج في عديد الأعمال الدرامية رغم أنّ هذه الشريحة من المجتمع هي مفخرة لبلادنا لاستبسالهم في الذّود عن حدود الوطن، وتفانيهم في خدمة الأرض لتوفير عديد الحاجيات، رغم قساوة الظروف والطبيعة، كما ستقدم المسرحية صورة واضحة المعالم عن جيشنا الوطني المرابط في الجبال وعلى الحدود، والذي لا يعرف المواطن العادي عنه سوى مقاومته للإرهاب والاستشهاد في سبيل الوطن، فثمة تضحيات أخرى وجب التوقف عندها بكلّ أجلال واحترام وتقدير.
• ما حكاية امتناع لجنة دعم المشاريع المسرحية، عن إسناد منحة الإنتاج للمسرحية، رغم أنّ الطرف المنج هو مؤسسة ثقافية تابعة لوزارة الثقافة، ومن مهامها الانتاجات المسرحية؟
في الواقع ليست المرة الأولى، فمسرحية «النجدة» أيضا لم تحظ بالدعم رغم حصولها على ملاحظة حسن جدّا، وقد تدخلت حينها وزيرة الثقافة لطيفة لخضر، ومكنتنا في آخر المطاف من هذه المنحة، وقد حدث نفس الشيء أيضا مع مركز الفنون الدرامية بالقيروان، حيث حرمت مسرحية «الصابرات» من الدعم رغم حصولها أيضا على ملاحظة حسن جدّا. ورغم ذلك فنحن ساعون لانجاز هذا العمل المسرحي المبرمج للموسم الثقافي الجديد.
• هل تعتبر أنّ هذا العمل تحدّ بحكم انّه من أوّل انتاجاتك وأنت مدير لمركز الفنون الدرامية، ولم تحظ بالدعم من طرف لجنة دعم المشاريع المسرحية.
اعتبر أن كلّ عمل مسرحي وإبداعي هو تحدّ، بغضّ النظر عن الظروف المحيطة به، ويأتي التحدّي من خلال أنّ كلّ عمل يجب أن يكون بالنسبة لنا نموذجا و ليس نسخة لبقية المسرحيات المتوفرة و أيضا نظرا لإيماننا الراسخ بان العمل المسرحي الصادق و الذي تتوفر فيه نسبة من الإبداع يجب أن يكون نتاج بحث متواصل و ليس فكرة جاهزة يتم العمل على تجسيدها على الركح.
• بالإضافة إلى هذا العمل المسرحي الجديد كيف ستكون ملامح البرمجة المسرحية والثقافية خلال الموسم الثقافي الجديد بالمركز؟
البرنامج الثقافي للمركز خلال هذا الموسم سيتم خلاله الحفاظ على المحطات والبرامج القارة منها المهرجانات المسرحية مع العمل على الترفيع في مستواها وسيتم أيضا تنظيم قافلة مركز الفنون الدرامية والركحية المسرحية بالجزائر من خلال جملة من العروض لمسرحية «النجدة» بالولايات الجزائرية الكبرى وصولا إلى ولاية بجاية للمشاركة في الدورة 8 لمهرجان بجاية الدولي المسرح. و أيضا السعي إلى ترسيخ و دعم ورشات التكوين المسرحي الى حين الوصول الى مدرسة الممثل. ومواصلة سياسة المركز في الانفتاح على محيطه الخارجي و دعم الجمعيات و المهرجانات و التظاهرات المسرحية و توفير فضاء العروض للجمعيات لتقديم أعمالها المسرحية.
• كمبدع ومدير لمركز الفنون الدرامية والركحية، ما هي انتظاراتكم من وزير الثقافة الجديد؟
لابدّ من الإشارة أوّلا إلى أنّ إستراتيجية الدولة في التغيير المتواصل للوزراء في شتى المجالات، من شأنه أن يساهم في تعطيل العمل على إيجاد الحلول إلى الملفات والمواضيع العالقة، ففي المجال الثقافي مثلا ما إن يتمكّن الوزير من الاطلاع على هذه الملفات والانطلاق في دراستها وحلحلة المواضيع العالقة حتى يتمّ الاستغناء عن خدماته. وهو ما يجعلنا نتمنّى أن تتاح للوزير الجديد محمد زين العابدين الفرصة من حيث مدة الإشراف على الوزارة على الأقلّ، ليتمكن من اتخاذ الإجراءات الكفيلة لمزيد النهوض بالقطاع الثقافي وحلحلة بعض المسائل العالقة...