فيلم علوش الذي يدوم 15 دقيقة من بطولة أربعة ممثلين، شخصية الجد (صاحب الخرفان)، ويؤدي هذا الدور (منصف الصايم) وحفيده (الطفل محمد بهاء كروشي) والشرطيان (جوهر الباسطي ومنعم العكاري).. وتم تصوير هذا الفيلم في ولاية تطاوين..
في الصباح الباكر، الكل يبحث عن قوته ورزقه، وفي صحراء قاحلة، تتناثر عليها نباتات شوكية هنا وهناك، تظهر من بعيد شاحنة (404 باشي) يقودها الجد المنصف الصائم ويجلس بجانبه حفيده الصغير، شاحنة تحمل بعض الخرفان لبيعها في السوق بمناسبة العيد الكبير، أو عيد الأضحى.. الجد يسابق الزمن يريد أن يسرع لكي لا «يفوته السوق» كما يقول، غير أنّ سرعة شاحنته بطيئة..
يظهر عونا أمن (جوهر الباسطي ومنعم العكاري) في تلك الصحراء المقفرة، يأمران الجد بالتوقف، ويتفحص أحد الأعوان أوراق السيارة، كل الأوراق مرتبة ولا وجود لخلل ما، غير أنّ أحد العونين يطلب من الجد شهادة من الطبيب البيطري تثبت سلامة الخرفان، هكذا.. فيردّ الجد الذي بدأ يستشعر الخطر “لاباس عليهم، هاني هازهم للسوق باش نبيعهم جاي العيد الكبير».. الشاحنة محملة بثمانية خرفان وقد باع الجد خروفين كما ذكر حفيده للعونين..
لم يجد العون أي خلل في الأوراق، ولم يرتكب الجد أي مخالفة في تلك الصحراء المقفرة، فهم الجد بالمغادرة بعدما فهم أنّه لم يرتكب أي مخالفة، لولا أن يطلب منه الشرطي الثاني تشغيل الأضواء الخلفية للشاحنة في ذلك اليوم المشمس، فيزعم الشرطي أنه تفاجأ بأحد الأضواء لا تشتغل، وتبدأ حكاية الفيلم..
قام الفيلم على السخرية السوداء، يضحكك ويبكيك في آن، فيلم “علوش” للطفي عاشور يدين ظاهرة الفساد التي استفحلت في المجتمع وأصبحت “عادة يومية”، وكأنه يقوم بالتعبئة ضد ظاهرة الفساد..
لم يحمّل مخرج الفيلم مسؤولية الفساد لطرف بعينه، بل حمّلها بالتساوي لعوني الأمن وللجد (المواطن) الذي لا يفرّق بين حقوقه وواجباته، حاله كحال العديد من المواطنين..
كما بني فيلم علوش على رمزية الطفل الصغير الذاهب مع جدّه لبيع الخرفان، هذا الطفل الذي يسأل جده في كل مرّة عن ....