«الجبال الصلدة» هو عنوان رواية (الكاتب الروائي الراحل ابراهيم بن سلطان اصيل مدينة الرديف) ما فتئت تزهر مسرحا وابداعا بفضل مبادرات جمعية مسرح الصمود بأم العرائس بالخصوص، والتي ما فتئت تكسر حواجز قلة الدعم المادي، وغياب فضاءات العروض وتنتج أعمالا مسرحية متعددة ومتنوعة موجهة للأطفال بدرجة أولى ثم للكهول. والتي حصدت عديد الجوائز من خلال مشاركاتها المتعددة ضمن فعاليات المهرجانات والتظاهرات الوطنية والدولية، وتنظيمها للمهرجان الدولي لمسرح الطفل، الذي اكتسب مصداقية عالية في الاوساط المسرحية داخل تونس وخارجها. ومن احدث أعمالها: نهاية ساحرة والاخطبوط وانتجت خلال السنة الجارية عملين مسرحيين الأول للاطفال بعنوان: «الذئب الماكر» تأليف حسين براهمي الذي تولى الاخراج ايضا بمعية زينب عيساوي، تمثيل عمار عيساوي في دور «الاسد» وجمال قرين في دور «الذئب» وفدوى المنجي في دور «الارنب» والهام هلال في دور «النمر» وصابرين عيساوي في دور «الغزال» ومحمد بكري في دور «الصبي».
اضاءة ومؤثرات صوتية لحسين براهمي وبلال يعقوبي في حين تولى التوظيب الركحي والديكور كلّ من الهام بن احمد وبصيري براهمية.
وتطرح المسرحية، موضوع الخير وانتصاره على الشر من خلال قيم الصدق والتعاون وحب الآخر، والتواضع والتعايش السلمي، باسلوب كوميدي مشوق يتماهى وخصائص المرحلة العمرية للاطفال. والمسرحية تقدم حكاية صبي تاه وسط الغابة، ولم يعرف طريق العودة، إلى مكان سكناه حتى وصل عرين الأسد، وموطن الحيوانات التي اعتادت العيش في سلم وامن وطمأنينة، وبقدوم الصبي اصيبت بالذعر والخوف في بادئ الامر... لكنها اطمأنت له في ما بعد، ولمكافأتها رغب في بناء جسر على النهر لمساعدة الحيوانات على العبور إلى الضفة الاخرى. لكن الذئب كان له بالمرصاد، ودبر عديد المكائد التي كشفها الغزال. لتتم تبرئة الصبي وصديقه الارنب.
مسرحية الشارع رقم 5
اما العمل المسرحي الثاني: فيحمل عنوان: الشارع رقم 5 وهو عمل موجه للكهول تاليف واخراج زينب عيساوي، سينوغرافيا حسين براهمي، تمثيل عمار عيساوي ورشاد حامد، وفدوى المنجي وزينب عيساوي، وبلال يعقوبي ومحمد بكري ونرجس براهمية موسيقى محمد براهمي، اضاءة الهام احمد، وتوضيب ركحي عمار عيساوي.
وملخص المسرحية يحكي قصة فتيات في قفص، بملابس توحي بانهن دجاجات، يستعرضن معاناتهن بعد وضعهن في الحجز، وسوء معاملة البائع، وبعد تحريرهن، يعدن الى الشارع رقم 5، لاستعادة الذكريات الجميلة لما كانت اجواء الفرح والرومانسية تغمر الشارع، لكن تكون الصدمة حين تكتشف الفتيات ان الاوضاع والاجواء قد تغيرت وان الشارع قد اصبح مهجورا، فيلجأن إلى الحديث عن الذكريات، ثم يكتشفن ان المكان لم يعد امنا وان الاوضاع قد ساءت، فيطلقن نداءا للمحبة والتسامح. وهو ما نحتاج اليه اليوم في ظل الاوضاع الراهنة التي تعيشها بلادنا، والصراعات المعلنة احيانا، والمقنعة احيانا اخرى، والتي اصبحت تخيم بظلالها على الواقع المعيشي للمواطن العادي، وهذا ما تدركه جيدا مجموعة زينب عيساوي وحسين براهمي، وبحكم الاقامة بهذه المنطقة المنجمية المحرومة، ومن خلال جولاتهم المسرحية عبر عديد مناطق الجمهورية. وفي سياق اخر والى جانب الاهتمام بالانتاجات المسرحية تواصل جمعية مسرح الصمود بام العرائس، الاعداد لأعمالها المسرحية للموسم الثقافي الجديد، رغم حملات التشكيك والتقليل من أهمية انتاجاتها على غرار ما حدث مؤخرا خلال تنظيم المهرجان الوطني لمسرح الهواية بالمهدية وما تتعمده الجامعة التونسية للمسرح من أساليب. لا تخدم مصلحة مسرح الهواية.