الفنان عماد العليبي: «أنا ابن المكناسي.. هناك تعلمت الموسيقى والحياة..

عشق الايقاعات منذ النعومة، في طفولته هناك في احدى المدن التونسية تربّى على حب الموسيقى الشعبية و الايقاعات الشعبية وكانت الة «الدربوكة» اول حبيباته معها عشق الايقاعات لأنها الاقرب الى لغة الجسد والرقص والمسرح فوحده الايقاع قادر على جمع كل الفنون وان اختلفت.

تونسي الهوى، هو ابن مدينة المكناسي من ولاية سيدي بوزيد، فنان عالمي يعزف امام الاف المتفرجين في كل دول العالم، من المكناسي بدأت ملامح الحلم وفي باريس تشكل الحلم و في اوكرانيا والهند والبرازيل والبرتغال والمغرب ومصر والجزائر وإيران تجسدت رغبة تونسي في التميز والتحليق في سماء الفن.

جميل ان اكون «درباكجي» فالإيقاع رسالة ودرس في الحضارات
هو عماد العليبي اصيل مدينة المكانسي من ولاية سيدي بزيد عازف ايقاع يقول عن ذاته «تعلمت الايقاع بطريقة عفوية ففي مناطقنا وثقافتنا الافريقية والمتوسطية نتعلم الايقاع بطريقة شعبية، ثم درست الانقليزية في «بورقيبة سكول» وفي 2001 سافرت الى فرنسا ومن هناك انطلقت التجربة».

اسمر سمرة تراب هذه الأرض على الركح يبدو كعاشق يغازل حبيباته و يعانق موسيقى الالات الايقاعية المختلفة، يعزف الدربوكة كطفل صغير يمازح اترابه، ويحمل الطبلة كشيخ حكيم ينقره برفق ليقدم اجمل الحكايات ويعاكس الدرامز كشاب عاشق للجمال .
عماد العليبي انطلقت تجربته الموسيقية في2001 في فرنسا مع مع فرقة les boukakes وهي فرقة تقدم موسيقى الروك والقناوة و الفلامنكو وموسيقى الغجر لمدة ثمان «سنوات تعلمت فيها الكثير وخاصة السفر مع المجموعة اذ زرنا 35 دولة منها الهند والبرازيل وهناك تعرفت على موسيقيين قمت باستدعائهم فيما بعد في الالبوم ثم انطلقت تجربتي مع رشيد طه لمدة صغيرة في 2007 ثم آمال المثلوثي 2009 و البومي بلادي ومرة». على حد تعبير ابن المكناسي.

منذ البداية وجد فناننا نفسه مع كبار عازفي العالم وبعد تجربته مع les boukakes، صعد الركح ولعب بموسيقاه المميزة مع العازف watch clan و عازف القيثارة العالمي محمود بحري والمغني المغربي حميد بوشناق ومجنون الترومبات michel marre و الفنان العالمي Justin Adamsمنتج البوم سفر. و صافي ورتله الجزائري الذي يعزف موسيقى الافلام «وعملت في الموسيقى التصويرية والوثائقية مع ورشات للصغار في العديد من الأماكن

عماد العليبي عازف الايقاع يقول «أنا دوما سعيد لأنني «درباكجي» عالمي، فما اقدمه من موسيقى هو نتاج بحث فكلما قدمت ايقاعا إلا وسبقته دراسة عمن اتى به والشعوب التي عزفته وتاريخه لتكون الموسيقى وكأنها درس في التاريخ والجغرافيا والحضارات وذاك ما القنه للصغار عادة».
 

سفر الحلم فالسفرة مع الايقاع
«سفر»، عرض موسيقي هو نتاج لجولة في اكثر من 35دولة، في سفر تستمع الى الموسيقى التركية والهندية وكل النغمات المغاربية والمتوسطية في عرض واحد، في «سفر» تستمتع بالبونوارة صحبة الموسيقى الالكترونية، عن سفر يقول العليبي «هو رحلة موسيقية وبحث في علاقة الايقاعات الشرق متوسطية وموسيقى المتوسط بالجذور وتحديدا موسيقى الاتراك والهنود والفرس».
البداية فقط بحث موسيقي ثم «خامرتني فكرة البوم سفر، البوم حاولت أن اقدم فيه رحلة الخمس وثلاثين دولة في ألبوم واحد صدر في 2014 في انقلترا ومنتجه عازف القيتارة العالمي Jasin adams وقد وجد نجاحا في بريطانيا وفرنسا ثم المغرب والبرتغال ومصر».

وبدأنا بتجربة ايقاع مع Zé luis nasciemento، ثم مع زياد الزواري الصديق والاخ الوفي ، في الالبوم حاولنا ان نقدم الاساليب والتجارب التي تأثرنا بها وأثرت فينا خطوة جريئة لأنه من الصعب جمع انماط متعددة في مقطوعة واحدة في «سفر» تسمع البلقاني والهندي والشرقي والتونسي والبرازيلي جميعها ايقاعات مختلفة تعايشها في العرض الواحد» و«سفر» هو موسيقى تصويرية لاكتشاف العالم العربي بطريقة مغايرة كما قال منتج الالبوم جامس ادامس.

الفنان ملتزم بفنه والفن رسالة للحياة
«نحن باعثي رسائل سلام، الفنان وحده الكفيل بالحديث عن شجون الناس ونقلها للعالم وهو سفير السلام» جملة قالها امام 6000 متفرج في البرتغال صفق لها الكل ثم اعادها في مصر وفي تونس، وعن التزامه بما يقدم وبما يعيشه ويعاشه قال عازف الايقاع العالمي انه ينحدر من مهد الثورات والرفض المكناسي وسيدي وبوزيد وقفصة هناك تعلم ابجديات الحياة وتعلم كيف يرفض الظلم وموسيقاه دعوة للحياة ورفض للظلم والحيف اينما كان مصدره ومأتاه.

عماد العليبي تعلم من قريته الصغيرة التضحية لاجل الاخر،»المغرب» سبق أن التقته هناك في ربوع جبل سمامة يلاعب الاطفال ويدللهم لمدة ثلاثة ايام ضمن فعاليات تظاهرة عيد الرعاة حينها قدم ورشة للايقاع «لان الاطفال هم جيل الغد، هم رمز قوة البلد وعلينا حمايتهم ورعايتهم» مع الاطفال يبدو أكثر هدوءا كطفل صغير يحدثهم عن الايقاع والعزف ويلاحقهم في رقصهم، عيد الرعاة في تونس لم ينته بانتهاء ايام التظاهرة اذ حرص عماد العليبي على انجاز توأمة بين عيد الرعاة في مدينة «شاناك»جنوب فرنسا وسافر عدنان الهلالي مدير عيد الرعاة ليكون التواصل اسهل ويرى سكان جنوب فرنسا ما يقدمه التونسيون للاطفال في المناطق «المهددة» فالفن التزام بتعاليم الحياة ونحاول ان يعرف الاخرون في كل دول العالم أننا نحن التونسيين نعشق الحياة والفنون ونناضل لنواصل لأن الأرض حياة لا موت، وموسيقانا معطرة برائحة هذه الارض رائحة التين والزيتون.

المكناسي مدينتي نحاول ان تكون افضل فنيا
يؤمن العليبي بالموسيقى وقدرة الفنون على التغيير، خرج من بيئة تعيش جفافا ثقافيا وابداعيا فأراد ان يحمي البعض من ابناء مدينته ويوفر لهم المجال ليبدعوا، البداية كانت في جلسة في مقهى تطورت لتصبح جمعية قائمة الذات لها هيكلها ونشاطها وتساهم منذ

تاسيسها في تاثيث فعاليات ثقافية موجهة للطفل والشباب في المكناسي.

العليبي قال «احسست انه وقيّت ليكون لأبناء مدينتي جمعية يناضلون فيها بالفن هم متعطشون للإبداع، معاذ بلعيد وبهاء قمودي متحمسون والمهم ان نحيي المدينة التي تعيش جفافا ثقافيا واعرف ان هناك احباطات وتراكمات ترفض الفن باسم العادات والدين والعقد الرافضة للفن، من واجبي حماية 30 شابة وشابة على الأقل وتشجيعهم لينعتقوا من ربقة الموجود وما أقدمه «موش مزية».

الشبان في المكناسي منذ البداية متحمسين للعمل ولازالوا متمسكين بأحلامهم رغم الصعوبات والمشاكل التي يعانونها يوميا هكذا قال معاذ ڤمودي وأضاف «قد كان شرف لنا أن تنجب مدينتنا فنانا عالميا ذاع صيته في عديد المهرجانات .. فنانا مزج بين مختلف الثقافات في إبداعه الفني كي يكون حاملا لرسالة كونية راقية .. و لم ينس جذوره و لم يتردد في وضع حجر الأساس لمشروع ثقافي ينهض بمعتمدية المكناسي .. مشروع «فن في المكناسي» الجمعية التي تكونت منذ سنة مباشرة بعد أول لقاء لنا مع عماد .. و لم يتردد في كل مرة في دعمنا و مساندة الطاقات الشابة من خلال تشجيعها في سبيل الايمان بقدراتها و التشبث باحلامها بالرغم من التصحر الثقافي في ربوعنا» على حد تعبير ريّان رداوي احد مؤسسي جمعية فن المكناسي. .
ويضيف العليببي ارسل دائما رسائل الى الفنانين ليؤثثوا جزء من المشهد الثقافي في قراهم ومدنهم ليكون المشهد اجمل لان الوزراة غير قادرة على معرفة كل الجزئيات كما الفنانين ابناء الجهة .


من سفر الى الصالحي فجذور
موسيقاه مميزة، عزفه ساحر محبته للايقاعات يعيشها الجمهور ويعانقها المشاهد، سلس الخطاب، قليل الكلام هادئ امام الناس وعلى الركح يتحول الى مجنون بما يقدم، سفر الرحلة الجميلة والدراسة العلمية في التاريخ والجغرافيا لاتزال متواصلة مع سفر2 صحبة عازف الكمان زياد الزواري.

ويخوض عماد العليبي تجربة جديدة تخص موسيقى الجاز بعيدا عن الموسيقى الالكترونية، هذه المرة سيغوص بجمهور العالم في الموسيقى الصوفية عرض سماه «صالحي»، «في البداية عملنا على الصالحي ولكن وجدنا انفسنا مندفعين الى الموسيقى والاغاني الصوفية» قوام العرض هذه المرة الة الترومبات مع العازف ميشال مار وغناء الفنان منير الطرودي .

لانه ملتزم بموسيقاه وبما يقدم ولأنه يريد البحث المتواصل عن الجذور والهويات ينكب عماد العليبي على التحضير لألبوم «جذور» صحبة الفنانة البرازيلية «فرجينيا» عمل عن تنقل المهاجرين من شمال البرازيل الى جنوبها وهجرة السوريين واللبنانيين الى البرازيل سنوات الثلاثينات، فالفن درس في الانسانية ايضا.

ابن المكناسي يسير بخطى حثيثة في مسيرة فنان عالمي ينحت مسيرته بحب كبير لموسيقاه «نحن في الطريق الصحيح مهمتنا الاولى ان نكون فنانين وليس معروفين لأنه ان بحث الفنان عن الشهرة سيقدم «الماركيتينغ» لا الفن ، اعمل وأقدم الموسيقى لأنتشي بها و امتع جمهوري والرحلة لاتزال طويلة وكلما سافرت اشعر ان هناك الكثير لاقدمه».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115