بين المداخلات النقدية وشهادات إنسانية وقراءات قصصية وحفل توقيع إصدار جديد حيث اهتمت مداخلة الباحثة المغربية آمال اليملاحي بموضوع «عبد الله المتقي إنسانا ومبدعا» وأكدت أن القصة القصيرة جداً، قطعت أشواطا متقدمة ومتسارعة في المشهد القصصى العربي في الألفية الثالثة، كما يعدّ المغرب من أكثر البلدان العربية احتفاء بالقصة القصيرة جدا لهذا كان التفكير في تنظيم هذه الأمسية خاصة مع حضور أحد أهم كتاب القصة القصيرة جدا.. بدأ المتقي النشر منذ أواخر السبعينيات وحصل على جائزة وديع الأسفي، وعلى تنويه من بيت الشعر في المغرب وصدر له من الكتب في مجال الشعر قصائد كاتمة الصوت»،»مساؤك بارد كالخيانة» و»ثقيل هذا الريش» سنة 2016 عن منشورات مقاربات بالمغرب، أما في القصة فقد صدرت له المجاميع التالية: «الكرسي الأزرق» ، «مطعم هالة» ، «قليل من الملائكة» وصدرت هذه المجموعات القصصية مجمعة في «لسان الأخرس» الصادرة بسوريا»..يتميز عبد الله المتقي وكما أكد الناقد المغربي جميل الحمداوي بالجرأة في طرح المواضيع الحساسة والالتزام بقضايا الواقع والتسلح بخطاب السخرية والباروديا لتعرية تناقضات المجتمع والثورة على مواضعاته المتردية بكتابة حبلى بالإيجاز والإدهاش والترميز والتخييل ، كما تمتاز قصص عبد الله المتقي بمجموعة من الخاصيات الفنية والأسلوبية ، يمكن اختزالها في السمات التجنيسية التالية:
الحذف والإضمار اللغوي، الإيقاع المتوازي، التنويع في التركيب القصصي، الإيجاز في الوصف، الاسترسال في الأفعال واستعمال الجمل البسيطة، بلاغة التشخيص والترميز، التناص والخلفية المعرفية، النزعة القصصية، تهجين الأساليب والإثراء اللغوي.. وقد نجح عبد الله المتقي في إرساء شعرية القصة القصيرة جدا من الناحية الفنية ..
عبد الله المتقي عضو فاعل في اتحاد كتاب المغرب وله حسب اليملاحي مسيرة حافلة بالعطاء والتألق الورقي والرقمي في مختلف مجالات الأدب فضلا عن حضوره المهم في المشهد الإعلامي الثقافي المغربي والعربي ليتجدد اللقاء بمدينة الشابي في تونس من خلال المهرجان الدولي للشعر بتوزر.
التجربة القصصية والشعرية للمحتفى به
في مداخلته التي تناولت «القصة القصيرة جدا ..تجربة عبد الله المتقي أنموذجا « تحدث الناقد زهير مبارك عن الأبعاد الدلالية والجمالية في المجموعة القصصية لسان الأخرس ،حيث اعتبر العناوين تيجان هذه القصص لكن في علاقة مع المتن القصصي معتبرا أن هذه النصوص لها هويتها بين هويات أخرى ، ليتحدث بعدها عن التكثيف والتجذير ثم الإيجاز وظاهرة المفارقات الدلالية كما لامس العلاقة بين القصة القصيرة جدا وقصيدة النثر ليخلص إلى أن لكل جنس خصائصه ودلالاته، مع قراءة أمثلة قصصية للمحتفى به، هذا و أثثت المداخلة الثالثة المعنونة بـ « في التجربة الشعرية لعبد الله المتقي ، «ثقيل هذا الريش» أنموذجا» الأستاذة صبحة ساسي حيث اعتبرت في البداية أن الكتابة بناء جمالي ورسم بالكلمات و في ديوان شاعرنا عبد الله المتّقى نتساءل عن خصوصيّة التجربة خاصّة في زمن تراجع فيه تأثير الكلمة وقوّة الشّعر لفائدة الصورة والمرئيّ في عالم متسارع لا تستوعبه سوى لغة سريعة - غير اللّغة النّمطيّة المعروفة - لغة الاختزال والاختصار التّي يُراد من خلالها قول كلّ شيء بأقّل الكلمات. وهو ما يُطالعنا من العتبات الأولى : العنوان....