سنة من الإنجازات" (160 ص)، وهو عبارة عن محاولة تأريخ لقطاع الاتصال في الجزائر (1954/1962)، وخلال كلّ المراحل التي أعقبت ذلك.
يُقدّم هذا الكتابُ معلومات موثّقة مدعومة بصور نادرة يملكُها أرشيف المركز الوطني للوثائق والصحافة والصورة والإعلام، وهو ما يُشكّل مادة دسمة للمشتغلين في قطاع الإعلام، وكذا المهتمّين بتاريخ قطاع الاتصال والإعلام في الجزائر.
ومن أهمّ المحاور التي يُناقشها الكتاب مراحل تطوُّر الإعلام خلال الفترة 1962/1989، وقانون الإعلام الأول لعام 1982، وقانون الإعلام الثاني 1990، وميثاق أخلاقيات المهنة الصحفية، والصحافة الإلكترونية في الجزائر، وقانون الإعلام لسنة 2012، وقانون السمعي البصري لسنة 2014.
ويؤكد الناشر، في مقدمة هذا الإصدار، أنّ الحديث عن الإعلام في الجزائر، هو حديثٌ عن تجربة إعلامية عريقة ومتميّزة، بأعلامها وأقلامها وموضوعاتها ومواقفها، كانت جريئة ورائدة في مسيرتها، حيث قامت بدور بارز في نشر التعليم والثقافة والوعي الإصلاحي، وكذلك قامت بالتعريف بالقضايا الوطنية والعربية والإسلامية.
ويُسجّلُ الكتاب، في جزء منه، ما يشهده قطاع الاتصال والإعلام في الجزائر من تحوُّلات كبيرة، سواء ما تعلّق بطبيعة الرسالة الإعلامية أو ما تعلّق بالهياكل وعدد الصحف والقنوات وخصائصها.
وجاء هذا التحوُّل كحتمية للتغيير الشامل الذي عرفه هذا القطاع عقب دستور فبراير 1989، وكذا إدراك السلطات لأهمية الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام على اختلاف أنواعها ومدى تأثيرها على الجماهير.
كما أنّ الثورة التي أحدثتها تكنولوجيا المعلومات والاتصال وتأثيراتها على وسائل الإعلام، تشكّل عاملا حاسما في قيادة التوجُّهات العالمية على المستويات الاقتصادية والاستراتيجية والإعلامية، بالإضافة إلى أنّ التكنولوجيا الحديثة باتت تفرض تحديات لا يمكن تجاهلها أو التغاضي عنها، بأيّ شكل من الأشكال، ولا بدّ من التعامل معها وفق رؤية مستقبلية واضحة تترجم إلى اتسراتيجيات وخطط بعيدة المدى.