لتفادي الاخلالات والنقائص: خطة جهوية للنهوض بالمهرجانات والتظاهرات الثقافية بولاية توزر

المخزون الثقافي والحضاري، والتراثي والفني لهذه الربوع الضاربة في القدم، وما تتميز به من معالم أثرية وحضارية ورصيد هام من الحرف والفنون والصناعات التقليدية والفنية، ولما عرفت به أيضا كمنارة للعلم والمعرفة، وبروز نخبة من علمائها على الصعيدين العربي والعالمي، ويكفي هذا أن نذكر الشاعر الكبير أبو القاسم الشابي، الذي ترجمت قصائده إلى عديد اللغات الأجنبية.

ولمزيد تفعيل هذه المهرجانات، وإكسابها الخصوصية حسب نوعيتها والمناطق التي تقام بها. عملت المندوبية الجهوية للثقافة على إعداد خطة متكاملة للإحاطة بها ودعمها. من ذلك دعوة المشرفين عليها إلى تقديم برامج هذه التظاهرات في المواعيد المحددة، وربط الصلة بينها وبين وزارة الثقافة والأطراف الأخرى الداعمة لها، وتوفير الوثائق الضرورية الخاصة باقتناء العروض، لا سيما الدولية منها. والحرص على دعم الموارد والمنح المخصصة لكل تظاهرة، وفي السياق ذاته وكما أكّد –للمغرب- السيد معز خريف المندوب الجهوي للثقافة أن الإدارة الثقافية الجهوية ستنطلق وخلال الموسم الجديد في الإعداد مبكرا وبالتنسيق مع الجمعيات والهيئات لإعداد البرمجة الخاصة لهذه المهرجانات.

والتظاهرات الثقافية، العريقة والحديثة منها، على غرار وخلال شهر أكتوبر ملتقى الإعلام الثقافي والتنمية المستدامة الذي ستنظمه الجمعية التونسية للتنشيط الثقافي والسياحي، والمهرجان الدولي للشعر الذي تنظمه جمعية المهرجان بمعية فرع اتحاد الكتاب التونسيين وخلال شهر ديسمبر المهرجان الدولي للواحات، والمهرجان الدولي للفنون التشكيلية، ومهرجان بوهلال الثقافي، إلى جانب البرامج والمواعيد الأخرى بدعم وإشراف من المندوبية الجهوية للثقافة، التي دعت مختلف الأطراف إلى ضرورة مزيد التنسيق مع المؤسسات الثقافية، في إطار المسار التشاركي الذي انخرطت فيه الهياكل المعنية، لا سيما بعد عقد الشراكة بين وزارات الثقافة والشباب والرياضة والتربية من أجل دعم وتفعيل البرامج والأنشطة الثقافية بالمؤسسات التابعة للوزارات السابق ذكرها، إضافة طبعا إلى التعاون المتواصل مع وزارة السياحة والصناعات التقليدية، وللتذكير فإنّ المهرجانات والتظاهرات الثقافية التي تتوزع على معتمديات الولاية، تعاني من عديد الإخلالات والنقائص وخاصة المتعلقة منها بتنظيم الجلسات التقييمية إثر كلّ دورة، وتشريك المثقفين والمبدعين في إعداد البرامج العامة، وهيمنة بعض العناصر على الإعداد لتنظيمها وتسييرها، وتجريد البعض منها من خصوصياتها وأهدافها التي بعثت من أجلها والتي كسبت من خلالها سابقا مصداقية عالية في الأوساط الثقافية والسياحية ومحاولة بعض الجمعيات الأخرى استغلالها لمصالحها الخاصة وتهميش دور الإدارة الثقافية الجهوية، والحال أن هذه المهرجانات يتم تنظيمها بدعم وإشراف من وزارة الثقافة، وإبداء الرأي في ما تقع برمجته خلال كل دورة، قصد ضمان أوفر حظوظ النجاح لهذه التظاهرات المختلفة.