مقدمات موسيقية لمحمد علي كمون في مهرجان قرطاج الدولي: غازل «هيرميس» و« افروديت» فكانت نشوة العطور التونسية

اغمض عينيك ولا تعر الضوء اهتماما استمع الى هسهسات البحر وحديث امواجه واستمع الى مناجاة الطبيعة للنجوم وتراقص بعض اوراق الشجر على نغمات موسيقى الطبيعة، هناك في مكان قدسي كنيسة القديس سان سيباريان تماهت النغمات حد الشعور انك في حضرة

الالهة في سان سيباريان.

سيقول المتفرج حتما عفوك افروديت فنغمات كمان زياد الزواري اجمل منك، عذرك «ابولو» ابو الفنون فنشيج ناي نبيل عبد المولى اكثر سحرا من سحرك، عفوك «ارميس» إله الصيد فايقاعات لطفي صوة اصطادت كل المشاعر المبعثرة وعذرك «هيرميس» إله السفر فالكل تركك وخير السفر مع ناي احمد ليتيم وقيثارة وسيم بن رحومة الى عالم سرمدي جميل ، ونعتذر منك هيفسوس الاه الناس فصور حبيب كراي كان لها وقع نيران العشق على الروح ونطلب منك العذر زيوس كبير الالهة فموسيقى محمد علي كمون كما البرق اضاءت سماء الكنيسة المظلمة.

مقدمة للحرية والحلم
ضرب جمهور قرطاج موعدا مع الحلم حلم ميزته الرائحة العطرة رائحة تونس هناك في سان سيباريان ستنتشي برائحة الشيح والريح رائحة الصحراء ونخيلها رائحة ملح البحر وعرق بحارته رائحة جبال الكاف والقصرين ورائحة البخور في نفطة هناك كل العطور تفوح من الاات موسيقية ابت إلا أن تتماهى لترحل بالجمهور الى عالم سرمدي جميل كما الجنات القدس رحلة ميزتها توطئات موسيقية لعرض عطور لمحمد علي كمون ومجموعته الموسيقية.

ستة عازفين صاحبوا الجمهور في رحلة الحرية والحلم معا، هدوء يلف المكان صوت الموج يحادث النجوم ويغازل الطبيعة، جمهور محترم العدد في كنيسة القديس كيبريانوس صاحب مقولة « من منا لا يرغب في أن يكون بلا حزن؟! من منا لا يتوق بالإسراع لنوال الفرح؟!

لقد أعلن الرب نفسه أيضًا عن وقت تحويل حزننا إلي فرح بقوله «ولكن سأراكم أيضًا فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم» وفي كنيسته كان للجمهور موعد مع الفرح.

بداية الرحلة كانت مع عطر القصبة، على الشاشة صورة لرأس شاب فمه مفتوح يصرح وبقية الفضاء زين بالراية الوطنية وكلما تقدمت المعزوفات الا وازداد اكتمال الصورة حتى يكون العلم كاملا، القصبة ميزتها ايقاعات البركيسيون القوية ونغمات رقيقة كما الكمان القصبة كما قال محمد علي كمون هي احالة الى القصبة1والقصبة2 عطر الثورة، عطر شباب وحدتهم الراية الوطنية فخرجوا الى الشوارع واكتسحوها مطالبين برحيل النظام، القصبة في مقدمات محمد علي كمون كانت فاتحة العرض وهل هناك أجمل من ذكريات الثورة وعبق الحرية الذي تنفسه الشباب التونسي.

نغم حنين رقيق رقة ضحكة طفل صغير، موسيقى هادئة يقودها ناي احمد ليتيم موسيقى وكانها الشجن، ثم حديث للقيثارة وبنغماتها الرقيقة ايضا فالبيانو ثم الثورة مع البيركسيون، تتصاعد وتيرة النغمات لتصبح اقوى نغمات كما خلجات النفوس الثائرة المرددة «الشعب يريد» ، نغمات قوية في معزوفة ثانية هي «القصرين» ومن يتحدث عن القصرين يقول الثورة ثورة الجياع وثورة الرافضين للظلم، ومن القصرين الى منطقة حدودية عرفت بنضالها ضد المستعمر على الشاشة صور لاطفال صغار تصاحبهم موسيقى الكمان الهادئة وغنجها وكانهم يتحادثون ويلاحقون الفراشات ويقتطفون زهورا فاح شذاها وفجأة تصبح الموسيقى متقطعة وكأنها انين الموجوعين وتتألم اوتار الكمنجة بين يدي زياد الزواري وتصبح الصورة في الشاشة حمراء في احالة الى تفجير مدرسة بعيد الاستقلال وتحديدا في أحداث فيفري 1958 حين فجرت فرنسا مدرسة حدودية اثناء ملاحقتها للمناضلين الجزائريين.

ثلاث مقدمات موسيقية لثلاثة عطور فاحت باسم الحرية وتغنت بتونس من خلال ايقاعات تدفعك عنوة الى التفكير في هذا الوطن الحالم، ثلاث مقدمات نادت بالحرية وتنفست عبق الثورة كانت فاتحة الرحيل والسير رفقة شهداء الوطن ففي احدى المعزوفات تكون كل النغمات رقيقة وكانها تراتيل كنائسية او جوقة تتغنى بالشهيد «فرحات حشاد» الذي رفعت صورته بابتسامته تلك، موسيقى الكمان والناي وكانها حديث حشاد وهو يقول «احبك يا شعب».

دعني ابدع دعني أحب دعني أعيش
هل اتاك شجن الكمنجة وهل سابقت نغمات الناي وهل اتاك حديث القيثارة وهي تتغزل برفيقها الناي هل رحلت الى عالم سرمدي وانت تجلس في مكانك وهل سبق وان استمتعت برحلة قادها إله البحر بوسيدون رحلة ميزتها الموسيقى الحلوة والنغمات اللذيذة .
بعد القصبة والقصرين وساقية سيدي يوسف كان اللقاء مع الغزل وعشق محمد علي كمون لعطور هذه الارض وجولته فيها بالموسيقى، هناك عطر الجبل، عطر المقاومة عطر :الوشام» و «الخلة» و «تخليلة» عطر الكاف او «سيكافينيريا» عطر ميزته الة الناي سيدة المكان والزمان نغماتها كحنين من سكنوا تلك الارض.

تتواصل الجولة الموسيقية من سيكافينيريا الى صفاقس والموعد مع «سيدي علي الكراي» و العباسية» صورتان....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115