وقد تميّزت العروض الأولى بالحضور الجماهيري الهام لا سيما خلال عرضي الفنانة سمية الحثروبي في سهرة 18 جويلية والفنان الشعبي وليد التونسي في سهرة 20 جويلية، وهو ما يعكس رغبة الجماهير المحبة للسهر في متابعة العروض الموسيقية الكبرى، ولكن ما كل ما يتمناه جمهور مهرجان أفراح الواحات الصيفي يدركه... حيث يشكل فضاء العروض وقلة الدعم المادي العائق الأكبر أمام تطوّر المهرجان. رغم الشعارات المتعدّدة التي ما إنفكت وزارة الثقافة تتحفنا بها ومنها، اللامركزية الثقافية بين الجهات، والتمييز الإيجابي، وما إلى ذلك. لتبقى الأمور على حالها. وتتكرر نفس الحكاية خلال كل دورة، موارد مالية ضعيفة وعروض متوسطة، وجمهور مغلوب على أمره، ينتظر الأفضل.
وفي السياق ذاته يبقى في برنامج الدورة 32 لمهرجان أفراح الواحات الصيفي بتوزر، ما يزيل بعض الرتابة والروتين عن المواطنين ويدعوهم للسهر ومواكبة عروض مجموعة أولاد الجويني العالمية، ومطرب الراي بلطي، ولأحباء المسرح عرض مسرحية «سلفي» للفنان إكرام عزوز، كما هو الشأن بالنسبة للأطفال الذين سيتابعون يوم الأحد 24 جويلية عرض مسرحية «بائع الحكايات» لشركة بابا سنيشو، وأيضا العرض الفرجوي «عمّي رازي» والذي ستكون مداخيله لفائدة المهرجان للمساهمة في تغطية بعض المصاريف «جاد الفقير بما لديه» ورغم ما ذكرناه سابقا فإنّ العلامة المضيئة لهذا المهرجان العريق هي الإقبال الجماهيري، وخاصة العائلات التي تتوافد على فضاء العروض بأعداد هامة. للاستمتاع ببعض العروض الفنية والمسرحية، التي أكّد مدير المهرجان الفنان رازي الرويسي: «أنها تتماشى والميزانية المخصصة لهذه التظاهرة الصيفية، مضيفا أنّه كان بالإمكان أن تكون أفضل، إذا ما توفرت مداخيل إضافية أخرى، حيث لا يمكن في هذا الإطار التعويل على مداخيل التذاكر كما أنّ الجهة تفتقر إلى المؤسسات الإقتصادية الكبرى التي بإمكانها أن تساهم في دعم المهرجان. وبالتالي فإننا نجدد توجيه الدعوة إلى وزارة الثقافة لمراجعة الدعم المخصص لمهرجان أفراح الواحات الصيفي والإسراع في إعادة تهيئة فضاء العروض، بما من شأنه أن يساهم في مزيد تطوير المهرجان.
محمود الأحمدي