وستخصص حافلة لنقل الصحفيين من أمام وزارة السياحة على الساعة التاسعة صباحا.
صعب أن يكتب الدكتور «يوسف زيدان» مقالا أو دراسة أو كتابا أو يقول موقفا دون أن يثير جدلا، ويفتح نقاشا طويلا قد يمتد أشهرا أو حتى لسنوات... يغرد بآرائه ومواقفه خارج السرب... منحاز للحقيقة التاريخية والعلمية مهما كانت ضريبتها.
هو متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه، وله عديد المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي، وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية وعمل مستشارا لعدد من المنظمات مثل مكتبة الإسكندرية.
ولد يوسف زيدان في 30 جوان 1958 في مدينة سوهاج بصعيد مصر وانتقل إلى الإسكندرية مع جده وهو طفل صغير ودرس في مدارسها، ثم التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية أين تحصل على ليسانس الفلسفة سنة 1980، ثم تحصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن «الفكر الصوفي عند عبد الكريم الجيلي، دراسة وتحقيق لقصيدة النادرات العينية للجيلي مع شرح النابلسي» ثم نال درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن «الطريقة القادرية فكرا ومنهجا وسلوكا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلانى» وذلك سنة 1989 .
له الكثير من المؤلفات والتحقيقات في التصوف نذكر من بينها «شعراء الصوفية المجهولون»، «المتواليات: دراسات في التصوف»، «الطريق الصوفي وفروع القادرية بمصر»، «فوائح الجمال وفواتح الجلال»، «المقدمة في التصوف، للسلمي»، «ديوان عبد القادر الجيلاني»، «ديوان عفيف الدين التلمساني (الجزء الأول)، «النادرات العينية، مع شرح النابلسي».
ويتمثل إسهام الدكتور «يوسف زيدان» النقدي بجلاء في مؤلفه «ملتقى البحرين» الذي يبسط فيه رؤيته النقدية لأعمال معاصريه من أمثال الروائي جمال الغيطاني.
كما له مؤلفات في الرواية تتمثل بشكل خاص في روايتي «ظل الأفعى» المنشورة في سلسلة روايات الهلال، ورواية «عزازيل» (وهي عبارة باللغة الآرامية وتعني «الشيطان») التي فازت بأهم جائزة أدبية في الشرق الأوسط وفي العالم العربي وهي الجائزة العالمية للرواية العربية لأفضل رواية عربية لسنة 2009 وحققت انتشارا واسعا إذ طبعت في دار الشروق المصرية في ما يزيد عن 16 طبعة منذ صدورها أوائل 2010 إلى اليوم.
من بين آرائه الأكثر إثارة للجدل ما قاله في أحد البرامج التلفزية إن «المسجد الموجود في مدينة القدس المحتلة ليس المسجد الأقصى ذا القدسية الدينية الذي ورد في القرآن الكريم والذي أسرى إليه الرسول محمد، وأن المسجد الأقصى الحقيقي الذي ذكر في القرآن يقع على طريق الطائف، بينما المسجد الكائن في فلسطين لم يكن موجودا من الأساس في عهد الرسول محمد، وأن من بناه هو الملك بن مروان في العصر الأموي»، ويوضح بأن موقفه لا يعني أن إسرائيل لها الحق في احتلال فلسطين مضيفا أنه تم بناء إسرائيل على باطل، وهي عدو وعبارة عن مجتمع عسكري برر وجود حكومات عسكرية في المنطقة كلها.
وقد أثار كلامه الكثيرين ممن ردوا عليه بإسهاب ووصل الأمر بالبعض حد تكفيره لأنه بتصريحاته تلك شكك في معجزة الإسراء والمعراج، وصلاة النبي محمد في المسجد الأقصى.