المهرجان تظاهرة ثقافية، ترفيهية و تربوية موجهة للطفل للمساهمة في إثراء خياله و الانفتاح على شكل متميز من أشكال التعبير المسرحي ألا و هو مسرح الدمى أو مسرح العرائس من خلال مجموعة من أفضل العروض المسرحية و مجموعة أخرى من الورشات التكوينية في صنع الدمية وخيال الظل و عدة مجالات أخرى، هكذا تحدث مدير دار الثقافة طبربة وحيد البجاوي عن التظاهرة التي ستنطلق من 13 الى 19 مارس الجاري.
يستقبل الاطفال العطلة للراحة و الابتعاد عن ضغط الدروس وعدد كبير من الاطفال يتوجهون لدور الثقافة في عطلتهم المدرسية و لاطفال طبربة موعد مع المسرح، موعد تقوده الدمية التي ستبعث في الاطفال شحنة معنوية قوامها الامل و البحث المتجدد عن الافضل.
اليوم الاول سينطلق بكرنفال تنشيطي يجوب شوارع المدينة، ففي صبيحة الاحد 13مارس سيستيقظ اطفال المدينة على صوت الابواق والموسيقى ودمى عملاقة تجوب مدينتهم لإيقاظهم من نعاسهم ومرافقتهم الى دار الثقافة، وفي بهو دار الثقافة سيكتشف الصغار العديد من اسرار الدمية كيف تصنع؟ وكيف تتحرك؟ اسئلة تبدو صعبة عند الاطفال ولتبسيطها سيكون لهم موعد مع معرض للعرائس وورشات في كيفية صنع الدمية وكيفية تحريطها ومما تصنع العروسة التي تبهر الطفل و لا يعرف سرها.
بعدها يكون الموعد مع مسرحية تتحدث عن الوطن وتزرع في الطفل حب الوطن والذود عنه وعدم الخوف من العدوّ وان كان ثعبانا ساما، «مدينة الخلد» للمخرج محسن الادب، مدينة الخلد مسرحية 2015 بامتياز/ عمل يقدم قيم الشجاعة و حب الوطن ابطالها خلدان صغار، يغفلون لحظة عن المدينة فيدخلها ثعبان يريد نفث سمه في المدينة الهادئة، كما الدواعش الذين يريدون بث الخوف في صفوف الشعب التونسي ولكن ارادة الحياة تنتصر، مدينة الخلد تقدم للاطفال رسالة حب الوطن.
وفي اليوم ذاته يكون اللقاء مع مسرحية «مغامرات المهرج الصغير»، ومن رسائل الوطنية، الى رسالة حب العمل والجهاد من اجله لتحقيق مرتبة متميزة في مسرحية «تراب الغاب» انتاج مركز الفنون الركحية والدرامية بالكاف، مسرحية تتغنى بقيم العمل وتبث في الاطفال شحنة معنوية لحب العمل و الدفاع المتواصل عن قناعاتهم.
ويوم 15مارس يلتقي اطفال دار الثقافة طبربة مع قراءة اخرى لحكاية سندريلا ومسرحية «انا سندريلا» للمخرج حسان السلباني وانتاج المركز الوطني لمسرح العرائس، ويقدم المركز عملين اخرين هما «لقاء» و «ايقاعات» اعمال تتوجه للطفولة لتقدم صورة جميلة عن الدمية وتتوجه للأطفال برسائل عن الوطن والأمل والعمل.
انتظار هبة الوزارة الى متى؟
مهرجان مسرح الدمى هو فرصة للأطفال ليستمتعوا وينسوا ضغط الدروس والأخبار الدموية المفزعة ولكن الى متى سيظل مديرو دور الثقافة ينتظرون منّة ادراة المسرح ليحصلوا على عروض مدعومة يقدمونها لتأثيث البرمجة؟ الى متى سينتظر المشرفون على دور الثقافة هبات الوزارة لتقديم تظاهراتهم خاصة مع حل اللجان الثقافية من جهة، والدعم الضعيف المخصص لدور الثقافة من جهة ثانية 12الاف ميزانية دار الثقافة طيلة العام، تقسم بين التظاهرات و الاحتفالات بشهر التراث و البرنامج الصيفي وخلاص الاساتذة المنشطين؟.
ضعف ميزانيات دور الثقافة اثر على المشهد الثقافي خاصة في الجهات والمدن الداخلية، وحلّ اللجان الثقافية كان له الاثر السلبي على تراجع عدد التظاهرات والمنشطين ايضا، فبعد حل اللجان الثقافية اصبح انجاز تظاهرة في دار ثقافة يقترب من «المعجزة الفنية» لصعوبة الحصول على «باتيندة» وغيرها من التعقيدات الادارية، ومن مشاكل دور الثقافة ايضا غياب المنشطين فدار الثقافة طبربة على سبيل الذكر كانت تقدم نادي موسيقى منذ سنوات ناد كون العديد من الاطفال الذين أصبحوا مواظبين على الحضور وباتوا من العناصر القارة ولكن بعد حل اللجان الثقافية خير الاستاذ المنشط الخروج من النادي لعدم حصوله على راتب يساعده على المواصلة.
وهنا يطرح السؤال التالي: كيف يمكن لمؤسسة ثقافية ميزانيتها السنوية لاتتجاوز في اغلب الاحيان 12 الف دينار من أن تنتدب منشطين متعاقدين لا تقل منحة التنشيط الشهرية لكل واحد منهم عن 150 د و اذا اعتبرنا 3 منشطين في كل دار فذلك يعني 1500د * 3 يغني 4500 د تنفق فقط على خلاص المنشطين فما الذي سيتبقى لاقتناء العروض الثقافية؟
و كيف ستقوم هذه الدور بتنظيم تظاهرات ثقافية سنوية لا تقل كلفة الواحدة منها عن 3 او 4 الاف دينار؟ اسئلة تطرح في كل منبر وتطرح قبل وبعد كل تظاهرة تنجز في دور الثقافة .