صاحبت «سميرة سعيد» في حفلها ضمن الدورة الثانية والخمسين لمهرجان قرطاج الدولي فرقة تتكون من عشرة عازفين رافقوها منذ عشرين سنة لذلك جاء تنفيذها للأغاني متقنا وتفاعلت كثيرا مع الجمهور متوسط العدد الذي شارك في أداء بعض الأغاني.
كانت الديفا «سميرة سعيد» وفية لأصولها المغربية فقد تحدثت باللهجة المغربية ووجهت التحية إلى المملكة المغربية معبرة عن فخرها واعتزازها بالانتماء إليها، واستهلت حفلها بأغنيتها المغربية «مازال»، لتتجول بعد ذلك بين عدد من إنتاجاتها القديمة والجديدة مثل «ع البال»، «هوى هوى»، «عايزة أعيش»، «علمناه الحب»، «اللي بينا» وغيرها من الأغاني التي تنوعت بين الإيقاعي الخفيف، والرومانسي والطربي.
وكانت مفاجأة السهرة مشاركة الطفلة «نور قمر» التي صادف وجودها في المسرح لحضور حفل «سمير سعيد» وهي عاشقة لأغنيتها «قال جاني بعد يومين، فدعتها «الديفا» إلى المسرح وكان واضحا أنها لم تخطط مسبقا للاشتراك في آداء أغنية «قال جاني بعد يومين» فانصرفت للنقاش مع قائد فرقتها ولأنها لم تجد الطبقة الملائمة لصوتها ولصوت «نور قمر» تركتها تؤدي الأغنية وحدها، راقبتها بتأثر، وصفقت لها، وكانت «نور قمر» كعادتها عفوية ومتمكنة من آدائها لواحدة من أجمل أغاني «سميرة سعيد» التي لم تحرم جمهورها من إعادة غنائها ولم تجد حرجا في احتمال أن يقارن الجمهور بين صوت فتي وقوي مساحته واسعة (نور قمر) وبين صوت آخر لفنانة في الستين من العمر لمع صوتها في القرار وفي الجواب أيضا، تغني بالكثير من الإحساس وتعرف جيدا إمكانياتها الصوتية وتحسن التحكم فيها.
نذكر بأن في رصيد الديفا «سميرة سعيد» ما يزيد عن 500 أغنية، الكثير منها مصنف ضمن كلاسيكيات الطرب العربي، وكان يمكنها أن تمتنع عن الإنتاج وتستمر بهذا الرصيد ولكنها تفاجئ جمهورها في كل مرة بالجديد، لا تخشى التجديد، ولا تتباكى على زمن تعاملت فيه مع كبار الموسيقيين لأنها نجمة كل العصور وتعرف كيف تكون ابنة عصرها.