ليلة القدر خير من ألف شهر

حم «1» وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ «2» إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ «3» فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ «4» أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ «5» رَحْمـَةً مـِنْ رَبِـّكَ إِنَّـهُ هـُوَ السَّمِيـعُ الْعَلِيـمُ «6»

 إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ «1» وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ «2» لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ «3» تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ «4» سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ «5» 

لماذا أعطي النبي ليلة القدر ؟
رُوي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل لبس السلاح في سبيل الله ألف شهر ، فعجب المؤمنون وتقاصرت إليهم أعمالهم ، فأُعطوا ليلةَ القدر هي خيرٌ من عمل ذل الغازي .
وقيل : إنّ النبي صلى الله عليه وسلم أري أعمار الأمم كافة ، فاستقصر أعمار أمته ، فخاف ألاّ يبلغوا من العمل مثل ما بلغ غيرهم ، فأعطاه الله ليلة القدر ، جعلها خيراً من ألف شهر لسائر الأمم

ماذا يحصل في هذه الليلة ؟
ـ تَنزَّلُ الملائكةُ والروحُ فيها، والروح إمّا جبريل عليه السلام ، أو خلق من الملائكة لا تراهم الملائكة إلاّ تلك الليلة ، أو الرحمة . والمراد بتنزلهم : نزولهم إلى الأرض يُسلمون على الناس ويؤمِّنون على دعائهم .
ـ «سلامٌ هيَ» أي : ما هي إلاَّ سلام على المؤمنين، جعلها نفس السلام لكثرة ما يُسلِّمون على الناس.
فقد رُوي أنهم يُسلِّمون على كل قائم وقاعد وقارىء ومُصَلِّ.

أو : ما هي إلاِّ سلامة، أي : لا يُقَدِّر الله تعالى فيها إلاّ السلامة والخير، وأمّا في غيرها فيقضي سلامةً وبلاء والملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى.

ـ وقال ابن عباس: يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت وحياة ورزق ومطر حتى الحج، يقال: يحج فلان ويحج فلان. إنك لترى الرجل يمشي في الاسواق وقد وقع اسمه في الموتى، وتجد الرجل ينكح النساء ويفرش الفرش واسمه في الأموات .
وهذه الابانة لاحكام السنة إنما هي للملائكة الموكلين بأسباب الخلق.

ـ كان يقال انتظروا القضاء في شهر رمضان .

ـ يجاء بالديوان الأعظم السنة إلى السنة ، فيغفر الله عز وجل لمن يشاء ، ألا ترى أنه قال : رحمة من ربك.

ـ لا يستطيع الشيطان أن يصيب فيها أحدا بخبل أو داء أو ضرب من ضروب الفساد ولا ينفذ فيها سحر ساحر
متى هي ليلة القدر ؟

ـ عن ابن مسعود مرفوعا:
«اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة واحد وعشرين وليلة ثلاث وعشرين» ثم سكت.
وكان زيد بن ثابت لا يحيى ليلة من رمضان كما يحيى ليلة سبع عشرة ويقول: إن الله فرق في صبيحتها بين الحق والباطل وأذل في صبيحتها أئمة الكفر وحكى الإمام أحمد هذا القول عن أهل المدينة: أن ليلة القدر تطلب ليلة سبع عشرة.
روي عن علي وابن مسعود رضي الله عنهما: أنها تطلب ليلة واحد وعشرين وثلاث وعشرين.
وحكى للشافعي قول آخر: أرجاها ليلة ثلاث وعشرين وهي الليلة التي لها عناية كبرى عند آل البيت الأطهار

«تحروها ليلة سبع وعشرين» يعني ليلة القدر

ـ قال ابن عباس : «هي سابعة تمضي أو سابعة تبقى من العشر الأواخر».
ولعل السر في إخفائها تعرض مَن يريدها للثواب الكثير بإحياء الليالي في طلبه.
اترك الاختلاف الذي هو سبب غياب الأمور العظام عن المرء.

ـ حتى مطلَعِ الفجر أي : تنتهي إلى طلوع الفجر، تنزل الملائكة فوجاً بعد فوج إلى طلوع الفجر وتُسلِّم إلى مطلع الفجر.
ماذا يفعل في ليلة القدر ؟
العبادة ـ الاستغفار ـ إحياؤها بالذكر ـ الصلاة ـ صلاة التسابيح.

ـ في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله . «وأحيا الليل كله» .

ـ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر الأواخر من رمضان طوى فراشه واعتزل النساء وجعل عشاءه سحورا.

ـ وخرج الطبراني من حديث علي عليه السلام: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان وكل صغير وكبير يطيق الصلاة..
قال سفيان الثوري: أحب إلي إذا دخل العشر الأواخر أن أتهجد بالليل وأجتهد فيه وأنهض الأهل والولد إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك.

ـ يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر الإعتكاف والتنظف والتزين والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن كما يشرع ذلك في الجمع والأعياد وكذلك يشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات كما قال تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى. لا يصلح لمناجاة الملك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما خصوصا لملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى وهو لا ينظر إلى صوركم وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس وباطنه بلباس التقوى.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115