وزارة الثقافة تطلق رسميا «موقع البيانات الثقافية المفتوحة»: هل رحل عهد «الضبابية» وحلّ عصر الشفافية؟

«في إطار تجسيم تعهّداتها بتكريس الشّفافيّة وتسهيل النّفاذ إلى البيانات والمعلومات والإحصاءات الثّقافيّة المختلفة، وتنفيذا للتّشريعات والقوانين المتعلّقة بتحرير المعلومة وضمان حقّ الأشخاص في الاطّلاع عليها...» أعلنت وزارة الثقافة والمحافظة على التراث يوم أمس عن فتح

موقع البيانات الثّقافية المفتوحة، انطلاقا من يوم الخميس 30 جوان 2016 على الرابط التالي www.openculture.gov.tn .
استنادا إلى مقتضيات القانون الأساسي عدد 22 لسنة 2016 المؤرخ في 24 مارس 2016 والمتعلقة بالحق في النّفاذ إلى المعلومة، والفصل 32 من دستور 27 جانفي 2014 الذي ينص على الحق في الإعلام والحق في النفاذ إلى المعلومة، أطلقت وزارة الثّقافة والمحافظة على التّراث موقع البيانات الثقافية المفتوحة.

معلومات محيّنة، مفتوحة...ودورية
«مشروع النفاذ إلى المعلومة سيمكن من توفير قاعدة بيانات مفتوحة على ذمة طالبيها من إعلاميين ومواطنين ومؤسسات على غرار التقارير الأدبية والمالية للمهرجانات والتظاهرات الكبرى حيث لابد من القطع مع صورة وزارة الثقافة بكونها صندوقا أسود...»كان هذا تصريح وزيرة الثقافة سنيا مبارك في حوار أخير لجريدة «المغرب». ويوم أمس، تم فعلا إطلاق موقع البيانات الثقافية المفتوحة حتى يكون النفاذ إلى المعلومة سهلا وممكنا ومتاحا ...
وقد أفادت وزارة الثقافة بأنّ موقع البيانات الثقافية المفتوحة سيمكّن «جميع المهتمّين بالقطاع الثّقافي من الحصول «على معلومات محيّنة، مفتوحة، دورية في شكل قابل للاستعمال بما يمكّن من الاطلاع على سير عمل مختلف هياكل وزارة الثقافة والمحافظة على التراث ويفتح أبواب إعادة استغلال تلك المعلومات والتّصرف فيها، كما هو الشأن في البلدان التّي سبقتنا إلى الانخراط في الحكومة المفتوحة ، قصد بعث مواقع، تطبيقات، برمجيّات جديدة من شأنها المساهمة في خلق مواطن شغل ودفع عجلة الاقتصاد والتّنمية».

وزارة الثقافة سبّاقة في تنفيذ المرسوم 41
في تصريح لـ»المغرب» أفادت «سلوى عبد الخالق» كاهية مدير بإدارة التنظيم والأساليب والإعلامية بوزارة الثقافة والمكلفة ببرنامج النفاذ إلى المعلومة بأن «موقع البيانات الثقافية المفتوحة هو ترجمة ملموسة لمفهوم الديمقراطية التشاركية وركيزة من ركائز الشفافية الإدارية بدأ الاشتغال عليه منذ صدور المرسوم عدد 41 لسنة 2011 والمتعلّق بالنفاذ إلى الوثائق الإدارية اعتمادا على خارطة طريق محددة امتدت على 3 مراحل ليكتمل المشروع في سنة 2016 .ومع انطلاق موقع البيانات الثقافية المفتوحة في العمل، فإن وزارة الثّقافة والمحافظة على التّراث كانت سباقة إلى وضع خطّة طريق وجدول زمني واضح لتنفيذ برنامج النفاذ إلى المعلومة كما كانت المبادرة بإصدار منشور تطبيقي للقانون الأساسي عدد 22 لسنة 2016 وبتكوين لجنة استشارية للنفاذ وذلك منذ سنة 2013».
وعن محتويات وأصناف المعلومات المتاحة على موقع البيانات الثقافية المفتوحة، أفادت المكلفة ببرنامج النفاذ إلى المعلومة «سلوى عبد الخالق» بأن الموقع تضمن بعد ساعات قليلة من إطلاقها 89 معطى باللغتين العربية والفرنسية في انتظار مزيد تطعيمه بكافة البيانات المتعلقة بالشأن الثقافي ووزارة الثقافة والهياكل التابعة لها والمؤسسات الثقافية في الجهات...

وردا على سؤال «المغرب» حول مدى الالتزام بإدراج تقارير نتائج الدعم والتقارير الأدبية والمالية للمهرجانات والتظاهرات الكبرى وغيرها من المعلومات المثيرة للجدل على موقع البيانات المفتوحة ، صرّحت «سلوى عبد الخالق» بأن الوزارة سائرة في هذا الاتجاه وقريبا سيتم إنزال تقرير اللجنة الخاص بالمشاركة التونسية الأخيرة في معرض «جنيف» بعد أن أثارت هذه المشاركة النقد وجلبت لوزيرة الثقافة المساءلة في مجلس نواب الشعب ... فهل سينتهي عصر الشك والاتهام والضبابية بدخول موقع البيانات الثقافية المفتوحة حيز الاستعمال لتكون الانطلاقة الحقيقية لعصر الشفافية والوضوح؟

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115