يقول الإمام القشيري:
«المقيت عز وجل : قيل الحفيظ، وقيل معطي القوت ، والله سبحانه جعل أقوات عباده وخلقه مختلفة، فمنهم : من جعل قوته الأطعمة والأشربة على اختلاف أنواعها وأوصافها : وهم الآدميون : وغيرهم من الحيوان، ومنهم : من جعل قوته الطاعة والتسبيح، وهم الملائكة، ومنهم : من جعل قوته المعاني والمعارف والعقل: وهي الأرواح».
ويقول الإمام أبو حامد الغزالي :
يقول : «المقيت عز وجل: خالق الأقوات، وموصلها إلى الأبدان وهي الأطعمة، وإلى القلوب وهي المعرفة. فيكون بمعنى الرازق إلا أنه أخص منه، إذ الرزق يتناول القوت وغير القوت ... وأما أن يكون بمعنى المستولي على الشيء القادر عليه ، والاستيلاء يتم بالقدرة والعلم ، وعليه يدل قوله تعالى: وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتاً ، أي مطلعا قادراً . فيكون معناه راجعا إلى القدرة والعلم ... ويكون بهذا المعنى وصفه بالمقيت أتم من وصفه بالقادر وحده وبالعالم وحده، لأنه دال على اجتماع المعنيين .. وبذلك يخرج هذه الإسم عن الترادف».
ويقول الشيخ الأكبر ابن عربي :
«المقيت : هو مقدر الأوقات والأقوات أي العالم بها».
وعلى العبد المؤمن أن يسعى لقوت قلبه وروحه، فكما يغذي بدنه عليه تغذية قلبه، فإنه يجوع ويعطش كما يجوع البدن ويعطش، يقول عتبة الغلام:
أنا العطشان من حبك لا أروى أنا الجائع الذي لم يشبع من حب ربي..
وأعظم الأقوات للقلب والروح الذكر.. فهو أعظم الأقوات التي توصل إلى معرفة الغايات وهي معرفة الله جل وعلا. فإذا فقد القلب هذا القوت أنهكته الأمراض النفسية من كآبة وضيق واختناق وهم وغيره. فليكن لك قوت قلبي من الذكر والطاعة لا تقطعه أبدا، وإلا ضعف قلبك ووهن كما يضعف البدن حين يفقد قوته اليومي.
من دعاء النبي صلي الله عليه و سلم عن أبي هريرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «اللهم، اجعل رزق آل محمد قوتا».
يا الله يا مقيت.