ففي الأولى يحمده بأن وفّقه لذلك، وفي الثانية يستغفره ويتوب إليه، ولهذا كلّ العجب لأحوال العبد إن أصابته سرّاء شكر، وإن أصابته ضرّاء صبر ولاذ بجانب الله سبحانه وتعالى { فادعوه مخلصين له الدّين الحمد لله ربّ العالمين } غافر آية / 65 ، {وءاخر دعواهم أن الحمد لله ربّ العالمين} يونس آية / 10 « وإنّ هذا الحمد هو قول، والقبول فيه على الله جلّت قدرته»
وأما النوع الآخر من الحمد هو حمد المقارنة...الذي فيه دقّة، وفيه ناحية تسليميّة لأمر الله ولقضائه وقدره، فهو المتصرّف في ملكه ومخلوقاته، يهب لمن يشاء ويحرم من يشاء، وفيه ناحية تفصيليّة المتكفّل بها الله ما بين عبادة، حيث أنّه حرّ في خلقه وملكه { هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} النحل آية / 75، {هل يستويان مثلا الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون} الزمر آية / 29 ، وهو بمجمله حمدا يحصل بالتفضيل ما بين اثنين..
نور النبئ صلى الله عليه وسلم
قَالَ حَسَانُ بِنْ ثَابِت لَـمَّا رَأى سَيِّدَنَـا مُحَمَّدً صَلَّى اللَّـهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ
لَـمَّا رَأيْتُ أنْوَارَهُ سَطَعَتْ
وَضَعْتُ مِنْ خِيفَةٍ كَفِّي عَلَى بَصَرِي
خَوْفًا عَلَى بَصَرِي مِنْ حُسْنِ صُورَتِه
فَلَسْتُ أنْظُرُهُ إلَّا عَلَى قـَدْرِي
رُوْحٌ مِــنَ النـُّوْرِ فِيْ جِسـْمٍ مِنَ الْقـَمَـر
كِحِلْيـَـةٍ نُسِجَتْ مِنَ الأنْـجـُـم الزُّهـُـرِ