عرض نسمة جنوب للزهر شعير: «يا تونس غير اتكلّمي مشتاقين لكلامك الزين»

كلمة بدوية، شعر باللهجة الجنوبية يتغنى بالوطن والمرأة والحب، كلمات رقيقة رقّة موسيقى الناي وساحرة سحر نغمات الكمنجة و ثائرة ثورة آلات الإيقاع نسمة جنوب نسمة هادئة لفحت قلوب الحاضرين حبا و جمالا، نسمة ثقافية جميلة غنى فيها لزهر شعير اجمل الحانه.

نسمة جنوب هو اسم العرض الذي قدمه الملحن لزهر شعير بقاعة المونديال بالعاصمة، عرض كما النسمة قدم فيه مجموعة من الاغاني التي لحنها وكتبها الشاعر الصحبي شعير فكان الموعد مع الكلمة الحلوة والاحساس النقي الصاق.

لتونس التحايا من بلاد الشعر والقوالة
لتونس الوطن والأم و من مارث «بلاد الشعر والقوّالة» كانت التحية لوطننا الصغير المميز من الفنان لزهر شعير الذي افتتح عرضه بأغنية «يا تونس» ويقول فيها «يا احلى الاسامي يا شمعة غرامي يا تونس يا حلوة سكنتك بعيني يا روحي يا عيني غالبني حنيني من حبك ما أروى» اغنية انجزت في 2013 تتغنى بتونس احلى الاوطان وعروس البلدان.

لتونس التحية ولها الحضور الاكبر في عرض نسمة جنوب نقد الفنان في اغانيه الساسية ورجال السياسة وسياساتهم فهم الذين يفكرون فقط في انفسهم ومصالحهم الضيقة دون مراعاة المصلحة الوطنية لهم قال «على ناس خوانة مباديهم، خوانة اياديهم، لا المبدأ يعنيهم ولا بالغير حاسين» نقدهم باغان كلماتها رقيقة وقاسية، نقدهم بالحان قوية صارخة كما النفوس الكارهة للسياسة ولظلم السياسيين وانانية بعضهم.
«نسمة جنوب» وهو عصارة تفاعلات ومواقف واختلاجات كبيرة من الملحن والمطرب الازهر شعير الذي يتنقل في اغانيه بين مواضيع مختلفة مثل الغزل والوطن والاجتماعي والثورة ورغم اختلاف المواضيع الا انها تصب في خانة واحدة وهي خانة اللحظات الجميلة التي عاشها في حياته ومعه في الكلمات عبد الصمد كرشيد والصحبي شعير ومنير بن نصر.

الشعر الشعبي وكلمات الغزل والحب
جميلة هي الكلمة البدوية، ورقيقة هي الصورة في وصف الحبيبة، يجلس وسط الركح ويحمل عوده كطفل صغير ينقره ويداعبه لتخرج اجمل الالحان الحان عود عاشق للحياة ويقول لزهر شعير كلمات عن الحب.
للشعر الشعبي قدرته على امتاع الاذن بأجمل الكلمات وأروع الصور الشعرية كتلك التي استعملها شعراء الجاهلية في تغزلهم بالمرأة و عن اللقاء مع الحبيبة يقول لزهر شعير واصفا رجفتها كلما التقيا».
«رحيلها ودموعها ورعشة ايديها وين مانحكيلها، ونظراتها وبسماتها وجميلها « صورة شعرية تحدث عنها شعراء الفصحى واستعملوا كثيرا عبارة «الرجف» من شدة الشوق والخوف.
يواصل الشاعر الشعبي التغزل بالحبيبة ليصف شعرها بسواد الليل ويقول « والليل غطى اكتافها طايح وصل لأطرافها لعبت معاه الريح ، يبعد مسافات ويوليلها» ووصف الشعر بسواد الليل صورة قديمة تحيل على الجمال والفتنة لان شعر المرأة الذي أحبّه الشعراء هو الشعر الأسود الحالك كالليل، على أن يكون طويلاً، فطول شعر الأنثى وشدّة اسوداده من عناصر الجمال في المرأة الجاهليّة كقول امرئ القيس:

غذائرها مستشذرات إلى العلى ..... تضّل العقاص في مثنى ومرسل
اما العينان والحاجبان « عيون الغزل، الحاجب هلال، فمك بكله قد الريال» ، عيون الغزال الكبيرة « تصد وتبدي عن أسيل وتتقي ، بناظرة من وحش وجرة مُطْفِلِ» كما يقول الشاعر، والحاجب في شكل الهلال والفم الصغير جميعها من مقومات الجمال التي شدت انتباه شعراء الفصحى وحبروا في وصفها.

فالشعر البدوي اذن لا يقلّ مقامة عن الفصحى وصوره الشعرية جد مميزة وخاصة تكاد تكون اقرب الى الروح من الفصحى ، الشعر الشعبي في تونس له رواده وله محبوه وله شعراؤه و الصحبي شعير من الشعراء اصحاب الكلمة الرقيقة والصورة الشعرية القريبة الى المهجة وفي جل قصائده تكون المراة الحبيبة والوطن هي نبراس الامل وسبب الكتابة.

في عرض نسمة جنوب كانت السطوة للكلمة الرقيقة، الكلمات التي تذيب النفس عشقا وتنقلها لتتجول في البادية وتشاهد جمال الجنوب بالكلمات فالصحراء «ارض الحب والعطاء» كلمات كانت حلوة حلاوة موسيقى الناي موسيقى تماهت مع صديقته موسيقى الكمان فكانت الرحلة في عالم من الجمال والبهاء عالم ميزته الحب، و كيف لا يحضر الحب حين يتغزل الناي بالكمنجة وتصدر عن قلبيهما ارق الالحان وأكثرها شذى.

في نسمة جنوب اكتشف الجمهور سحر الكلمة البدوية وربما يكون العرض غير المدعم لا من وزارة الثقافة ولا من اي مسؤول فقط من ر جل اعمال آمن بالحان لزهر شعير قد يكون فرصة لمزيد البحث في التراث الشفوي اللامادي ومحاولة ارشفته كي لا يضيع مع ضياع الذاكرة وينسى، الشعر الشعبي من مقومات التراث اللامادي له مميزاته وخصوصياته ويستحق التفاتة من المسؤولين عن التراث لحفظه لأنه جزء من هوية التونسي.

الوطن والمراة والحب والمواضيع الاجتماعية هي المحاور الكبرى لحفل «نسمة جنوب» عرض من ضيوفه الشاعر الليبي معاوية الصويعي الذي القى قصائد بالعامية تتحدث عن لوعة الحب والفراق وعشق الوطن، وغنت ايضا الفنانة جيهان بوعزيزي وقدمت اغان من الحان لزهر شعير.

(نسمة جنوب) عرض تغنى بالمرأة، عرض جمع عدة الحان مميزة سبق وان قدمها لزهر شعير من كتابات الشاعر الصحبي شعير، عرض تونسي يتغنى بالجنوب التونسي ويقدم موروثه وثقافته، عرض يحملك عنوة لتذوق اجمل عبارات الغزل.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115