وبلغة الارقام تحتل قناة الحوار التونسي في اليوم الخامس عشر من رمضان المرتبة الاولى ب 559.3بالمائة من نسب المشاهدة (تحديدا أولاد مفيدة)، تليها قناة نسمة بنسبة 36.7 ٪ ثم «التاسعة» التي يشاهدها 1.836.000 مشاهد بنسبة 18.4 ٪ والمرتبة الرابعة للوطنية بـ15.5 ٪ و ثم قناة حنبعل بنسبة مشاهدة قدرت حسب «سيغما كونساي» بـ 15.2 ٪ وتبقى الزيتونة في ذيل الترتيب والاقل مشاهدة.
الاكابر في جزئه الثاني
أرقام سيغما كونساي لم تنصف الاكابر في حلقته الاخير اذ تراجعت نسب مشاهدات قناة حنبعل الى المرتبة الخامسة بنسبة 15.2 بعد ا ن كانت تحتل المرتبة الثالثة بنسبة 18.2 لحد ان الوطنية تجاوزت نسب مشاهدتها قناة حنبعل ب 0.3بالمائة ، الارقام لم تنصف الاكابر وفي المقابل انصفه النقاد و المثقفون، الاكابر مسلسل مميز ينقل ظاهرة الغدر وعالجها بطريقة بوليسية وذكية، الحلقة الاخيرة من الاكابر مثلت «صدمة ايجابية» للمتفرج واثبتت ذكاء المخرج مديح بلعيد وكاتبي النص حسام الساحلي ومحمد علي دمق، نهاية فتحت اكثر من سؤال فالمتفرج كان يعتقد ان نهاية المسلسل بقتل مازن «ايلي شالوحي» لرشيدة العثماني «زهيرة بن عمار» ولكن المخرج اختار نهاية أخرى ليظهرا متعانقين يخططان لهدف واحد ويفتح الآفاق لجزء ثان،
في الاكابر ايضا استغرب النقاد من دور ريم الرياحي الذي بدا عاديا امرأة لها ابنة وحيدة تسهر على راحتها فقط دون اسرار او مطبات كما عهدنا ادوار ريم الرياحي ليكتشف في الدقائق الاخيرة من الحلقة الاخيرة ان لها سر كبير مع «رشيدة عبد الدايم» سرّ يمكن ان يعرفه المتفرج في رمضان القادم، الاكابر او مسلسل الاسرار أظهر حقيقة عدة ممثلين على الاقناع، قدم صورة مخالفة للفنان لطفي عبد الغفار الذي عرفه المتفرج في مسلسل «نجوم الليل» ولكن في الاكابر كان له دور البطولة واقنع المتفرج وقد يكون العمل انطلاقة
جديدة لممثل مميز ومقنع.
الاكابر تميز تقنيا وحضور ممثلين من لبنان شد انتباه المتفرج ولقي اقباله، كاستينغ الاكابر قدم صورة جديدة للممثلة رشا معاوية التي اظهرت حرفية جد عاليةة وأبدعت في دور دلال، كذلك الممثل زياد التواتي الراقص والمسرحي والمغني زياد اتقن دور «علي» وقدم صورة جديدة عنه ولكن هناك عدة هنات في اختيار الممثلين ومنها الاداء غير المقنع لبية الزردي و عمر حميدة و حمدي حدة ثلاثتهم بدوا باهتي الاداء و غير مقنعين و نسيوا من الذاكرة بانتهاء الحلقات.
انتهى الجزء الاول من الاكابر، مسلسل حقق نسب مشاهدة محترمة خاصة على اليوتيوب ولكن يبقى اولاد مفيدة الاكثر مشاهدة.
امتياز لبعض الوجوه ولكن ...
ضجة اعلامية كبرى ، تصريحات صحفية ولقاءات للحديث عن ا لمسلسل الاكبر و الذي ينتظره التونسيون هكذا كان المشهد الإعلامي والتلفزي قبل رمضان وهكذا كانت ا لتصريحات الحصرية للحديث عن العمل الضخم «وردة و كتاب»، مسلسل انتاج التلفزة ا لوطنية يقدم «جيش» من ا لممثلين ، عاطف بن حسين وامال علو ان و رؤوف بن عمر وعائشة عطية وبلال الباجي ودليلة المفتاحي ومجموعة أخرى ، مسلسل قال عاطف بن حسين لصحيفة «اخبار الجمهورية» كلفته مليار و400 ألف دينار، وردة وكتاب واجه النقد منذ البداية وفي رد على الانتقادات أشار خالد هويسة أن الصحفيين هم من أفشلوا المسلسل كما جاء في «جريدة الشروق».
«وردة و كتاب» من الحلقة الاولى الى الخامسة عشر، أحداثه لا تزال رتيبة، في الجنيريك كتبوا «احداث وأماكن و شخصيات وأسماء هذا المسلسل لا تمت للواقع بصلة وكل تشابه هو من وحي الخيال»، ثم يجد المشاهد ان المسلسل يوثق بطريقة مباشرة لإحداث الثورة التونسية ، يتحدث عن سيدي بوزيد والتهريب في الحلقة 14 يشعل البوعزيزي نفسه، ثم خطاب لبن علي والمظاهرات والايقافات و خطابات قناة الجزيرة، فعن اي خيال يتحدثون؟؟.
وردة وكتاب تميز بالحوارات الطويلة و»الباردة» منها حوارات بين امال علوان ورؤوف بن عمر دقائق مقلقة لا جديد فيها.
اختيار الممثلين لم يقنع النقاد لحد القول ان وجب أن يكون الكاستينغ جادّا بعيدا عن منطق العلاقات (هذا متاعنا وهذا لا) فهناك مواهب رائعة جدّا تنتشر في الفرق المسرحية الهاوية في كامل تراب الجمهورية يمكن أن تكون خامة لمبدعين كبار، فقط لو وجدت تلك المواهب فرص المشاركة بما يصنع التراكم لديهم وبالتالي كسب التجربة وتطوير الأداء بما يعود بالفائدة على الأعمال التلفزية واللافت للانتباه ايضا وما اثار نقد مستخدمي التواصل الاجتماعي «ماكياج» ممثلات وردة وكتاب خاصة عائشة عطية و امال علوان وزينب امين ، ماكياج اثار سخرية الكثيرين حد وصفه بالبناء الفوضوي.
وردة وكتاب لم يلق اعجاب الكثيرين ونسب المشاهدة التي بلغ اقصاها 20 بالمائة مقارنة بـ 74.3 ٪ «لاولاد مفيدة»، ولكن هناك ممثلون تميزوا وكان أداؤهم جد مقنعا... ممثّلون مهمّين جدا ولكنّ أداءهم المميّز ضاع وسط زحمة الوجوه التي لا تمتّ للتمثيل بصلة ممثلون مثلوا نقطة قوة في المسلسل ومنهم محمد اديب حمدي في دور «المنجي» محرك الاحداث رغم اقامته في السرية ، ورشا معاوية عن دور «عفوة» والممثل صالح الجدي عن دور المحامي الذي يدافع عن المظلومين والمقموعين كما لا ننسى الاداء المتميز للفنانة دليلة مفتاحي ممثلين ادوارهم ليست برئيسية أو بطولية ولكنهم منعوا المسلسل من السقوط.
«ألو جدة» يتراجع وبوليس يحتل المرتبة الثالثة
الو جدة الكاميرا الخفية حققت في اولى حلقاتها اعلى نسب مشاهدة 74 بالمائة و لكنها تراجعت في الايام الاخيرة لشهر رمضان ووصلت إلى المرتبة الرابعة بعد اولاد مفيدة ودليلك ملك و نسيبتي العزيزة و تراجعت نسب مشاهدتها الى 17.9 ٪، «ألو جدة» اقلقت المتفرج ربما لأنه سئم الساسة والسياسيين.
وفي نفس القناة التاسعة حقق «بوليس حالة عادية» للمخرج مجدي السميري نسب مشاهدة مرتفعة وتقدم في سلم الترتيب، بوليس حالة عادية يضحك ويشد الانتباه و الثلاثي لطفي العبدلي والشادلي العرفاوي وكمال التواتي أبدعوا لكل واحد منهم طريقته في السخرية وثلاثتهم مقنعين، بوليس حالة عادية شد انتباه الكثيرين في الحلقة15 حلقة الانقلاب الرئاسي الذي اشرف عليه عاطف بن حسين، حضور عاطف بن حسين كان مختلفا هذه المرة، هادئ بسيط وغير ذكي صورة جديدة ومختلفة ، بوليس حالة عادية افتك نسب المشاهدة من نسيبتي العزيزة.
انتهى النصف الاول لرمضان وانطلقت برمجة جديدة بمسلسل فلاش باك على قناة الحوار التونسي التي لازالت تتربع على عرش نسب المشاهدة فخمس ملايين و تسع مائة وثلاثة وعشرون الف متفرج يشاهد الحوار مقابل مليون وخمس مائة وتسع الاف يشاهدون حنبعل و المرتبة الاخيرة لقناة الزيتونة يشاهدا 83 ألف تونسي فقط بنسبة 0.8 ٪.
هوامش:
• سلام ميسيو موجود في كل القنوات «ناقص نلقاوه في «صحفة الشربة» كما قال البعض.
• سلسلة «دنيا أخرى» عن فكرة أصلية لسامي الفهري ونوفل الورتاني نسخة مطابقة للأصل لبرنامج لاباس... الممثلين والسكاتشات وطريقة الكلام نفسه...
• كريم الغربي أكثر من «ياكل كفوف» في مسلسلات رمضان وتحديدا دنيا اخرى...
• أميرة درويش ممثلة مقنعة ومبدعة تميزت في مسلسلي «وردة وكتاب» و«الأكابر»، ممثلة تحث الخطى في سلم النجاح.
• سمي شهر رمضان على المسلسلات التونسية ولكن الدراما التركية حطمت هذه العادة لان مسلسلي «بين نارين» و «ورد وشوك» يتقدمان في ترتيب نسب المشاهدة على عدة اعمال تونسية منها الاكابر ووردة وكتاب وهاذوكم وحتى نشرة الاخبار الرئيسية .