قال قتادة: القدوس المبارك .
وقال ابن كثير: القدوس المنزه عن النقائص الموصوف بصفات الكمال.
• الله القدوس فلن يبلغ مدحته أحد، ولا يجزي باﻵئه أحد، فهذا أعلم الخلق بربه محمد عليه السلام يقول:(لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك).
• الملك يستلزم صفات الكمال والقداسة من الشر والعيب وهذا لا يكون إلا الله الملك القدوس فهو الفعال لما يريد المنزه من العجز والظلم ومن كل نقص.
• ملوك الدنيا يعتريهم النقص والعيب فهم في حاجة إلى اﻷعوان والجنود وهم فقراء فقد يحصل في ملكهم ما لا يريدون ويمرضون ويموتون وينزع ويسلب منهم ملكهم.
• القدوس لا يثبت ملك من يظلم أبدًا ففي الحديث: (إن الله لا يقدس أمة لا يؤخذ للضعيف منهم حقه) فالظلمة ينزع ملكهم منهم نزعا (وتنزع الملك ممن تشاء).
• كتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز إليه: أما بعد..فإن مدينتنا قد خربت فإن رأى اﻷمير أن يقطع لنا مالاً نرممها به، فرد عليه: أما بعد: فحصّنها بالعدل ونقّها من الظلم.
• جاء في الحديث:(دخلت امرأة النار في هرّة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش اﻷرض) حبس هرة ظلمًا أدخل هذه المرأة النار! فكيف بحبس رجل أو امرأة ظُلمًا؟!
• عن جابر لما رجعت إلى رسول الله مهاجرة البحر قال: ألا تحدثوني بأعاجيب ما رأيتم بأرض الحبشة؟ قال فتية منهم: بلى يا رسول الله، بينا نحن جلوس مرت بنا عجوز من عجائز رها بينهم تحمل على رأسها قلة من ماء فمرت بفتى منهم فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها فخرت على ركبتيها فانكسرت قلتها فلما ارتفعت التفتت إليه فقالت: سوف تعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي وجمع اﻷولين واﻵخرين وتكلمت اﻷيدي واﻷرجل بما كانوا يكسبون فسوف تعلم كيف أمري وأمرك عنده غدًا.
قال: فقال رسول الله: (صدقت، صدقت، كيف يقدس الله أمة لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم) رواه ابن ماجه
• إذا أراد القدوس بعبده خيرًا رزقه قلبًا طاهرًا نقًيا فهناك قلب يلامس السماء رفعة، وقلب يلامس الحضيض ضعة.
• هناك قلوب كبيرة لا تزال تزداد بالقرب من الله القدوس قداسة وطهارة، وهناك قلوب صغيرة تعاظم فيها كل حقير حتى تعلقت بسفاسف اﻷمور.
• القدوس قدّس قلوب عباده الصالحين عن حب الدنيا والتعلق بها فهي في أيديهم وليست في قلوبهم، فلا يحزن إن أدبرت ولا يبالغ في الفرح إن أقبلت.
• قيل للإمام أحمد بن حنبل: الرجل يملك ألف دينار يكون زاهدًا؟ قال: نعم إذا لم يفرح بزيادتها ولم يحزن على نقصها.
• القدوس يريد لعباده الطهارة ولذا شرع لهم كل ما فيه تطهير لقلوبهم وأبدانهم ولصحائفهم من اﻵثام قال ربنا: وثيابك فطهر*والرجز فاهجر.
• لما كانت أعضاء الوضوء هي اﻷكثر مباشرة للمعاصي وهي اﻷكثر عرضة للغبار والوسخ شرع القدوس الوضوء لطهارتها من اﻷوساخ و اﻵثام حتى تخرج كل خطيئة مع آخر قطر الماء.
• الزكاة تطهير للمال قال الله: خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها والصوم مغفرة للذنوب ففي الحديث: (من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه).
• القدوس جل جلاله أمر عباده بتطهير أموالهم من المال الحرام.
أورد الذهبي أن أحد العلماء دخل على أحد الخلفاء فقال له : حدثني بأعجب ما رأيت مع الخلفاء فقال العالم: دخلت على عمر بن عبدالعزيز في مرض الموت فقيل له: يا أمير المؤمنين يأتيك عطاء بيت المال كله وها أنت تموت وقد أفقرت أفواه بنيك من المال فقال عمر ادعوا لي أبنائي، فأدخلوا عليه وكانوا بضعة عشر ولدًا ليس فيهم من بلغ الحلم فلما رآهم بكى، ثم قال: يا بني والله ما أنا بالذي أجمع مال المسلمين ثم أعطيكم إياه، وأنتم أحد رجلين فإما أن تكونوا صالحين فالله يتولى الصالحين، أو تكونوا مفسدين فما أنا بالذي يعطيكم اﻷموال لتفسدوا في اﻷرض ثم مات.. يقول العالم: والله لقد رأيت بعض بنيه يحمل على مئة فرس في سبيل الله مما وسع الله عليه، ودخلت على أحد الخلفاء وهو في مرض الموت وقد ترك لكل ولد من أولاده ستمائة ألف دينار ثم مات هذا الخليفة، ولقد رأيت بعض بنيه يتكفف الناس ويسألهم من الحاجة ..!
• لما جاء في وصف الملائكة: (كرام بررة) وأنهم (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) فهم مطهرون وعلى رأسهم جبريل روح القدس الذي جاء في وصفه ذي قوة شديد القوى عند ذي العرش مكين أي ذو مكانة ووجاهة عند الله تعالى وقال عنه ربنا ذو مرة أي جميل المنظر، حسن الصورة.
• لما تعلقت النفوس بقداسة الملائكة وبروح القدس خاصة، لذا شرع الله لعبده أن يقول في صلاته (سبّوح قدوس رب الملائكة والروح) ليوقن أن القدوس وحده هو الله.
• مهما تظاهر الناس لنا بالكمال لا بد أن تظهر عيوبهم ونقصهم شاؤوا ذلك أم أبوا ﻷنه لا عظيم يستحق أن نحبه وتقدسه ونصفه بالكمال غير الله القدوس تعالى.