تقليد النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأشياء ليس من السُنّة .. إنما السُنّة في أن نقلده فيما انفرد به وتميز ..
وقد تميز نبينا بمكارم الأخلاق .. فقال له ربه: وإنك لعلى خلق عظيم.
لم يمتدح ربنا لباسه ولكنه امتدح خُلُقه .. وهنا مناط الأُسوة والتقليد
وجوهر السُنة أن نقلد النبيء في أمانته وفي صدقه وفي كرمه وفي شجاعته وفي حلمه وفي ثباته على الحق وفي حبه للعدل وكراهيته للظلم ..
أمّا أن نترك كل هذا ونقيم الدنيا ونُقعدها على تقصير الثوب .. ويقول الواحد منا : أقلد ولا أفكر .. فنقول له بل تفكر ..
فالتفكير في الإسلام أكثر من سُنة .. التفكير فرض .. ويصف القرآن وخاصة المؤمنين بأنهم :يتفكرون في خلق السماوات والأرض.
وأنهم يتدبرون القرآن وأنهم ينظرون في كل شيء .. في اختلاف الليل والنهار وفي الإبل كيف خُلقت وفي السماء كيف رُفعت وفي الأرض كيف سطحت وفي الجبال كيف نُصبت وهُم ينظرون في أنفسهم كيف خُلِقوا ومما خُلِقوا ..
وإذا جاء ذكر الثياب في القرآن فيقول ربنا وثيابك فطهِّر.. فالنظافة كانت نقطة لفت النظر .