علمنا معاني الرحمة، وما نزلت لنا كلمة أو هدي أو سنة إلا رحمة في معناها أو مبناها وكان الرسول يعلمنا الرفق في الأمر كله، مشيراً إلى أن وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين تفضي بنا إلى قيمة علوية تجعل هذا الدين رحمة ليس للإنسان فقط بل للأكوان.
ومن عجائب التكوين القرآني في الآية الكريمة، أن الله سبحانه وتعالى لم يقل وما أرسلناك إلا رحمة للإنسان أو المسلمين، بل قال «وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين»، ليغرس في نفس كل مسلم أن الله وضع بين أيدينا مواريث النبوة التي لا تتسع المسلمين فقط، بل تتسع لتشمل العالمين.
والله أنزل القرآن الكريم من باب الرحمة المفتوح إلى يوم القيامة، وجعل الله القرآن ميثاق الخلق ودستوره، فقال الله إن القرآن يتوجه بالخطاب إلى كل إنسان على الأرض.