افتتاح مهرجان حومتنا فنانة بفضاء «مسار»: لكم المال ولنا الفن، لكم الرفاهية ولنا مسار

«لنا الفن كي لا تقتلنا الضحالة، لنا الابداع كي لا يقتلنا النسيان، ولنا مسار كي لا يقتلنا التصحر الثقافي، لنا ابناء مسار كي لا يقتلنا الحرمان من الفن»، وسط حي شعبي تزين فضاء مسار باجمل حلة، لبس اجمل الالوان وتحلى

باجمل الرسومات، صور لأطفال صغار تزين الضحكة وجوههم، ضحكة رسمها الفضاء على ابناء الاحياء الشعبية ووشوش لهم انهم ابناء هذا الوطن واعطاهم حقهم المسلوب في الابداع.

حومتنا فنانة، حين تصحو كل الحومة صغارها وكبارها لتستمتع بمهرجان في البطحاء هو ملك لكل ابناء حومة بلدوف وماجاورها حسب الابداع المحلي لفضاء مسار، حومتنا فنانة مهرجان موجه للصغار والكبار والهدف منه افتكاك الحق في الثقافة وخلق ثقافة بديلة تكسر الصورة النمطية للمهرجانات.

تفشل المليارات احيانا امام صناعة فرحة الاطفال
تزين مسار بأجمل الصور، لبس اجمل حلة بمناسبة افتتاح «حومتنا فنانة»، مهرجان في دورته الخامسة... «دداش كبر وعاش» ليقدم لأبناء الحومة مجموعة من العروض الموسيقية والسينمائية والمسرحية مع عروض الورشات التي يعمل عليها الاطفال طيلة العام، صغار مسار الذين كانوا اشد المدافعين على الفضاء حين تم غلقه هم أيضا لبسوا اجمل الثياب وكأنه يوم عيد، نسوة ورجال اصطحبوا صغارهم للبطحاء لمشاهدة عرض الافتتاح والاستمتاع بموسيقى ياسر الجرادي ومجوعة سراب.

اول ما يشد الانتباه هي معلقة المهرجان على طول الحائط، صورة كاريكاتورية للفنان توفيق عمران تقدم عازفين الأول مبتسم يخرج من آلته ضحكات وقلوب وخلفه مجموعة من الاطفال وكتب تحتها مهرجاننا، وثانية لعازف مكفهر الوجه يحمل الة وعوض الالحان تخرج صورة لورقات نقدية وتحتها كتب مهرجانهم، كاريكاتور نقدي اراد ان يقدم عبره الرسام الفرق بين مهرجان مسار والفضاءات الموجودة في مناطق شعبية وداخلية والتظاهرات الكبرى في المهرجانات الكبرى، تلك التي تتميز بدعم كبير مقابل فشل جماهيري اما ما يقدم في الاحياء ففن حقيقي هو عنوان للحياة.

فن يناضل لاجل الانسان، فن لا يشترى بالأموال وانما بالحب.
رغم تهاطل الامطار انجز حفل الافتتاح وقدمت التظاهرة واستمتع الجمهور ولم يخافوا قساوة الطقس، افتتاح حضرت فيه أجمل الاغاني والموسيقات، افتتاح مهرجان اكد نجاح محبي الحياة والإبداع فيما فشلت فيه وزارة الثقافة ونجح في استقطاب جمهور وحقق ما عجزت عنه المليارات التي تصرف على كبرى التظاهرات، «حومتنا

فنانة» صنعت في يومها الاول الفرحة والفرجة...

الموسيقى...عنوان النضال
تمازجت النغمات، تباينت الالحان واجتمع الكل ليوفر للجمهور نشوة الموسيقى و الكلمة، امام مسار انطلق الحفل قبل ان تجبرهم الامطار على أن يكملوا البرنامج في الداخل، استكبر الطقس وتجبر فكانت ارادة حب الفن اكثر شراسة وتحدت القيتارة والناي والإيقاع ايقاعات المطر وموسيقاها.

لحب الحياة والإرادة والتمسك بالقضايا الاساسية غنى الفنان ياسر جرادي واهدى اغنية «راسي كاسح» لصالح حمودة صاحب فضاء مسار الذي عاند المشاكل والمطبات لاعادة فتح الفضاء، «راسي كاسح» أغنية تتغنى بالقوة والمثابرة من اجل الحصول على الحقوق اغنية تنادي بالعدالة وافتكاك الحق في الثقافة ومسار هو رمز الثقافة البديلة في حومة بلدوف والجبل الاحمر والعمران.

داخل الفضاء المقاوم تجمع اطفال الحي، ريمان وفريزة و احمد ورنيم وكل صغار الورشات كانوا اول الواصلين للفضاء، في العاشرة والنصف انطلقت النغمات رقيقة من قلب الة الناي، موسيقى هادئة هدوء اطفال صغار يحلمون بغد اجمل وواقع افضل وحقوق متاحة للجميع دون تمييز اجتماعي او طبقي او جهوي، ثم تكون الكلمة لسيدة المقام الة القيتارة التي صرخت باعلى صوتها ان نعم للفن نعم للحياة نعم لمعاندة الكل لنعيش ونحلم، القيتارة عاندت موسيقى المطر وتماهت مع الجمهور الذي غنى بقلب واحد وصوت اوحد الشيخ الصغير للحمائم البيض هدية لعمار القاسمي الذي شاركهم الغناء».

إن شخت كالجذع يوما وغادرتني الطيور، فقد مشيت طريقي ولم تعقني الصخور، قد يهجر الورد كفي ولا يرى ادمعي، فالورد يطلب عمرا والعمر ليس معي، سيملئون السلال ليرحلوا بالقليل، واكتفي بالقليل لاصنع المستحيل” و بالقليل صنع الفنان صالح حمودة صحبة فريق مهرجان حومتنا فنانة وكل منشطي النوادي المستحيل وجمعوا جمهورا مميزا ومختلفا ونجحوا فيما عجزت عنه الحكومات والمسؤولين ليؤكدوا ان الثقافة حب ورغبة في الابداع قبل المال.

تتواصل فعاليات مهرجان «حومتنا فنانة» وويتواصل معها الحلم بثقافة بديلة تكون مهرجاناتنا عنوان للوطنية ولافتاك الحقوق المنهوبة فالفن نضال متواصل والموسيقى صدى الارواح التائقة لحرية الابداع.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115