ومسلسل «الاكابر» هو الاجود من حيث الصورة والاداء والفكرة.
«الاكابر» للمخرج مديح بلعيد منذ البداية كان مختلفا ، جينيريك مشوق وألوان لها اكثر من دلالة ، اغنية حزينة تكررت فيها كلمة «الغدر» اكثر من مرة كتبها وغناها اللبناني ايوان.
خلفية سوداء خلف صورة الممثلين مع وجوب وجود اللون الاحمر إما في الاسم او في طلاء الاظافر او احمر الشفاه او السيجارة ونار تشتعل تحت الصورة، جنيريك ميزته الاحمر والاسود ونيران مشتعلة هي نيران الغدر الملتهبة داخل النفوس كما شاهدنا في اولى الحلقات
الاكابر عن نص اصلي لمحمد عزيز هوام وصياغة سيناريو وحوار لحسام الساحلي ومحمد علي دمق، مسلسل يبدأ باهداء يقدمه المخرج الى من علمه السينما «الياس الزرلي»، اهداء يتبين منه المشاهد من الحلقات ان المسلسل صور بطريقة سينمائية جد جميلة .
الاكابر جمع ثلة من الممثلين التونسيين مع ممثلين لبنانيين وهو من بطولة زهيرة بن عمار «رشيدة عبد الدايم» و حسام الساحلي و لطفي عبد الغفار و حسام الساحلي ورشا معاوية واميرة درويش ومحمد مراد و اللبنانيان ايلي شالوحي و جوال فران .
من الحلقة الاولى يكون التشويق موسيقى قوية تنطلق مع تتر البداية ثم جولة بانورامية في بيروت جولة فوقية للمدينة ثم تقترب الكاميرا للأزقة والبنايات و زينة الغرافيتي في الحائط لوضع المتفرج في الاطار العام للمسلسل، صورة بانورامية سينمائية للتعرف قليلا على أين يعيش اللبناني «مازن ناجي» (ايلي شالوحي) محرك الاحداث والشخصيات.
ثم صورة بيضاء وسوداء وكأنها عودة للذاكرة لحوار بين رجلين عن امراتين لبنانيتين ليفهم فيما بعد ان «نرمين» اللبنانية المتوفية هي الاخرى سبب من اسباب تصاعد الاحداث في الحلقات السبع .
حكاية «الاكابر» بسيطة ولكن طريقة التناول هي المميزة، حكاية طفل صغير اسمه «احمد العثماني» رماه والده في ميتم بعد قتل والدته من طرف «رضا» (لطفي عبد الغفار) وتنطلق الاحداث حين يطلب طفل اخر قطعة الحلوى المسمومة فيموت الطفل مازن عوض احمد، ومن هناك تنطلق قصة طفل صغير كبر على الانتقام والغدر ليعود بعد عشرين عاما إلى تونس للانتقام من عائلة العثماني و بطريقة بوليسية و سينمائية تتسارع الاحداث وكل حلقة لها احداثها الاكثر تصعيدا، وبمجرد اقتراب مازن ناجي (ايلي شالوحي) من عائلة العثماني يكتشف المتفرج ان «رضا» (لطفي عبد الغفار) رئيس عصابة لتهريب المجوهرات و يعتمد على فتيات يصورهن في جلسات حميمية ثم يهددهن بفيديو لجبرهن على العمل في المافيا ،.
في الاكابر لكل شخصية سرها ولكل حلقة احداث متسارعة ، مسلسل يكشف الجديد يوميا ولم يسقط في الرتابة كبقية الانتاجات الدرامية، عمل يؤكد ان هناك قدر ات اخراجية تونسية قادرة على التميز والجمع بين السينما و التلفزة لتقدم الاجمل الى المتفرج التونسي، «الاكابر» ربما لم تنصفه الارقام و لكنه مقنع ويشد انتباه المتفرج لمشاهدة جميع الحلقات لتتبع الاحداث وفهمها، وهو مسلسل تونسي يبث في لبنان وسوريا.
حسام الساحلي:
مبدع ومتالق
هادئ، مقنع، اداء مختلف وحزن رسم في عينيه طيلة الحلقات السابقة الممثل حسام الساحلي تميز في دور صابر العثماني في مسلسل الأكابر وقد أجبره دوره على أن يكون هادئا خانعا لامه و لتعليماتها ، دور مختلف عما قدمه الساحلي في مكتوب و ليّام وغير ها من المسلسلات التونسية.
زهيرة بن عمار:
«الكبير كبير»
مبدعة، مميزة، مقنعة، تشد المتفرج تدفعه لكرهها لانها شريرة وقاسية، واحيانا يعشقها لطيبتها، وجهها كتاب مفتوح باستطاعتها ان تكتب عليه ما تشاء من مشاعر الغضب و الفرح و الحزن و الخوف و احيانا جميعها ، الممثلة زهيرة بن عمار في دور «رشيدة عبد الدايم» هي «دومينو» المسلسل و محرك الاحداث ابدعت منذ البداية ولكن شخصيتها لهذا العام جد قريبة لشخصية « يامنة» في ناعورة الهواء «.
رشا معاوية:
تشق طريق النجاح بخطى حثيثة
اقنعت المتفرج في دور شمس في مسلسل «ليلة الشك» العام الفارط، احبها التونسي لأنها طفلة هادئة انيقة فقيرة تعمل لتوفر ثمن دوائها ودراستها، رشا معاوية ممثلة وجدها المتفرج في دور مخالف تماما ففي دور «دلال» لهذا العام هي فتاة غنية جدا كل ما تطلبه يكون بين يديها كما انها مغرورة الكل يحبها ولا احد تحبه، انانية وقاسية، وأبدعت رشا معاوية في تقمص الشخصية وأثبتت انها تسير في درب النجاح بخطى حثيثة.