"ضحكة الحوت" كتاب تلاعب فيه بن بريك بالسرد الذي كان متمكنا منه وهو الذي اراد ان يكون صحفيا لا لينشر الاخبار بل لينسج قصصا واستدعى لنا جميع ابطال الاساطير والروايات العالمية الجميلة واستعمل ذاكرته الفنية وذائقته السينمائية ليجعل من حياته وخيباته ونجاحاته واضرابه فيلما سينمائيا خالص التشويق تتقاطع فيه الدراما مع الكوميديا والمونولوج مع تعدد الاصوات الغريب..
وجاء في تقديم الكتاب"لحظات ضحكت فيها كثيرا، وأخرى حزنت، مواقف استوقفتني وأخرى أصابتني بالاستهجان والغثيان، صفحات عسيرة الهضم مع شخوص لازالت بيننا، تعيش وتتحرك، بل ومنها من برز خلال العشرية الاخيرة وكان فاعلا في الساحة السياسية والحقوقية.
لقد ضحك الحوت، ضحك بن بريك بسخرية مريرة من نفسه ومنا، من ملهاة السياسيين والنخب والبلدية والحقوقيين والاعلاميين وتجار الكلمة والفكرة، سخر من كرنفال الحياة نفسها".
سيكون لهذا الكتاب تبعاته ذلك أنه وإن حاكم المنظومة السابقة وفضح تجاوزاتها فإنه كذلك نزع الغطاء عن المعارضة "الوطنية" الموجودة وقتها وعن عمل الحقوقيين والصحافيين والذين لا يزال الكثير منهم موجود في الساحة الحقوقية والاعلامية.