ثم الحساب ثم الخلود بعد الحساب، وأَعِدَّ لله عز وجل ما يسهل به عليك أهوال تلك المشاهد وكربها.
فإنك لو رأيت أهل سخط الله تعالى وما صاروا إليه من أهوال العذاب وشدة نقمته عليهم وسمعت زفيرهم في النار وشهيقهم مع كُلوح وجوههم وطول غمهم وتقلبهم في دركاتها على وجوههم لا يسمعون ولا يبصرون ويدعون بالويل والثبور لم يتعاظم شيء من الدنيا إلا طلبت به النجاة من ذلك وأردت به الأمان من أهواله، ولو قدمت في طلب النجاة من تلك الشدائد جميع ما ملك أهل الدنيا لكان صغيرا حقيرا.
ولو رأيت أهل طاعة الله تعالى وما صاروا إليه من كرم الله عز وجل وشريف منزلتهم عنده مع قربهم منه عز وجل ونضرة وجوههم ونور ألوانهم وسرورهم بالنعيم المقيم والنظر إليه سبحانه والمكانة منه لتَقَلَّلَ في عينك عظيمُ ما طلبت به صغيرَ ما عند الله، ولصَغُر في عينك جسيمُ ما طلبت به صغيَر ذلك من الآخرة.»