كتبت كمنجات الاوركستر السمفوني بالمنستير اجمل الذكريات وأروع التعابير في افتتاح الدورة الاولى لتظاهرة ليالي البحيرة بفضاء البحيرة تونس.
«خزائن الالحان» هو عنوان العرض قدمت فيه المجموعة الموسيقية المتكونة من 40 عنصرا بقيادة المايسترو سمير الفرجاني، عرضا انطلق بمعزوفة «الجازية الهلالية» وهي موسيقى لمسلسل اذاعي تحصل عام 2010 على جائزة المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون.
تونس الجازية...تونس الوطن الاكبر
تنساب النغنات هادئة رقيقة من قلب الكمنجات العاشقة للحب والامل، نغمات كدقات قلوب من عشقوا الجازية الهلالية ودفعوا الغالي والنفيس لنيل رضاها، تحتشد النوتات وتتدافع لتكون اقوى وكانها ثورة غضب امرأة ترفض ان تقيم بالمال والدينار لأنها الاغلى والجمال، يصمت الكل امام همس الكمنجات، تتواصل الوشوشة ويصبح الهمس حديثا عن الجمال والحب عن تونس ومآثرها وعن الجازية الهلالية فتكون الموسيقى قوية كركوب الفارسة على حصانها تحارب حينا وهادئة احيانا وكأنها تجلس امام مرأتها تكحّل عينا وتمشط شعرا، هكذا كانت المقطوعة الاولى التي قدمتها المجموعة وهي «الجازية الهلالية».
ثم كلمة ترحيبية قدمها المايسترو سمير الفرجاني الذي أثنى على البادرة النبيلة التي قام بها أشرف الشرقي مدير المهرجان والمتمثلة في محاولته تحقيق اللامركزية الفنية والتعريف بمجموعات موسيقية جادة لكنها محدودة الشهرة لندرة مشاركاتها في التظاهرات الفنية والثقافية والأركستر السيمفوني لمدينة المنستير احد هذه المجموعات التي للأسف لا تقدم عروضها إلا في إطار محلي رغم تميز عناصرها ومستواهم الفني واعتبر أن هذه البادرة فاتحة خير لتحقيق الإشعاع المطلوب.
لتونس غنى الكل...
في افتتاح ليالي البحيرة كانت تونس رمز الحفل، خزائن الالحان عرض غاص في الخزينة العربية ونبش في الذاكرة عن اجمل النغمات والالحان التي حققت شهرة منقطعة النظير، لعمالقة عزفوا وتبحر بالجمهور في دنيا الكلمات العذبة ومن الخزينة وقدمت توليفة من القصائد القديمة للملكة فيروز ووديع الصافي بصوت كل من سندة الصقلي ومحمد شيبة ثم غنت هند النصراوي «يا طيور» للراحلة أسمهان.
وبصوت رقيق غنت الشابة ملاك حسون رائعة «شهرزاد» ثم «القدس «، اغان تشهد على نبوغ ملحنين وتفوقهم وتميزهم في تقديم لحن ساحر لا ينسى.
ومن الخزينة العربية الى الخزينة التونسية اين تألقت الفنانة هند النصراوي وغنت صليحة، هند النصراوي قدمت «ساق النجع» و «ياالي بعدك ضيع فكري» ومجموعة من أغاني الراحلة صليحة، خزينة الالحان التونسية ر حلة في النغمة التونسية و الكلمة الحلوة حلاوة روح الفنانة، في الجزء التونسي شدت الكمنجات وتماهت مع الة القانون ل تقدم باقة من اجمل النغمات التي انعشت قلوب الجمهور الحاضر وخيّر الحضور لمشاهدة الاوركستر السمفوني للمنستير امام مغريات كل الفضاءات الموجودة في منطقة البحيرة.
ولأجل تونس غنى الكل «الوطن الاكبر» للخالد عبد الوهاب وتمت تونسة الاغنية للحديث عن هذا الوطن الصغير وعدم قبوله لكل خائن من بنزرت لتطاوين، لتونس الصغيرة جغرافيا غنت هند النصراوي و تدخل المايسترو في بعض الكلمات ليصبح الوطن الأكبر فهي تتغنى بتونس وشعابها وجبالها ورجالها وحريتها.
اسدل الستار لليوم الافتتاحي لمهرجان ليالي البحيرة، افتتاح انجز بغياب تام لكل مسؤول يمثل الثقافة او السياحة مقابل حضور ثلاثة وزراء في افتتاح مقهى «المدينة» البعيد بضعة امتار عن فضاء المهرجان، اسدل ستار اليوم الاول للمهرجان الوليد ولا زال هناك العديد من السهرات بانماط موسيقية ومسرحية متباينة ومنها «بيك نعيش» لحسان الغربي و«ليلة على دليلة» للامين النهدي و«جعفر شو» لجعفر القاسمي مع سهرة سطمبالي وسهرة الجاز والحضرة.