شيء إلا يبلى إلا عظما واحدا وهو عجب الذنب ومنه يركب الخلق يوم القيامة.» وفى مسند الإمام احمد من حديث طويل (حديث رقم 6268) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثم يرسل الله أو ينزل الله قطراً كأنه الطل أو الظل نعمان الشاك فسره العلماء بمني كمني الرجال فتنبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام.»
ولتبيان الإعجاز العلمي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، دعونا نقرؤه قراءةً علمية، فالحديث يتحدث عن الإنبات، واختار من النباتات «البقل» كأبرز مثل دنيوي يشابه إنباته وإنبات الإنسان يوم القيامة، كما وصف الحديث صفات الماء اللازم لعملية إنبات الإنسان يوم البعث، ثم تحدث الحديث الشريف عن أن البذرة الإنسانية التي سننبت منها جميعاً، هي ما سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم «بعجب الذنب»
أولا: بذور نبات البقل
البقل من النوى، حيث يقول الله تعالى: { إِنَّ اللّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى........... }. هذه الآية الكريمة فرقت بين الحب والنوى، والمعلوم علمياً أن الحب غير النوى، فالحبة ثمرة كاملة، مثل حبوب، الذرة والقمح والشعير أما النوى فهو من البذور وهي جزء من الثمرة، ومن أمثلتها النباتات البقولية مثل الفول البلدي والفاصوليا، وفول الصويا وغيرها، كذلك نوى البلح والنبق والخوخ والعنب، وقد أشار الله عز وجل إلى إنبات النخيل وأنه مشابه لإنبات الإنسان يوم القيامة في قوله عز وجل: {ونزلنا من السماء ماء مباركا فأنبتنا به جنات وحب الحصيد، والنخل باسقات لها طلع نضيد، رزقا للعباد وأحيينا به بلدة ميتا كذلك الخروج} ق 9-11
وقد اتفق علماء النبات أن بذرة نبات البقل هي كائن جنيني حي ولكنه في حالة من الكمون أو السكون وليس الموت فجميع العمليات الحيوية تتم فيه ولكن بمعدلات بطيئة جدا بحيث يظل الجنين محتفظاً بحياته لأطول فترة زمنية ممكنة، ويتكون هذا الجنين من نفس الأعضاء الخضرية الأساسية التي يتكون منها النبات الكبير، وحتى ينبت هذا الجنين فلابد أن يكون حياً، فالجنين الميت لا ينبت أبداً.
ويحدث الإنبات بتشرب الحبة أو البذرة للماء، فتنتفخ وتتمزق أغلفتها نتيجة للضغط عليها، ثم يظهر الجذير خارج الحبة أو البذرة إلى التربة والماء، ثم تظهر الرويشة أيضاً خارج الحبة أو البذرة وتتجه إلى أعلى غالباً وتعطي الساق التي تحمل الأوراق والأزهار والثمار والأشواك والمعاليق وباقي الزوائد.