هو أن تكون ضائق الصدر تتراقص أمام عيونك كل هموم الأرض .. و في لحظة ينشرح قلبك بذكره الذي تطمئن القلوب به.
هو أن تكون يائسا من ذنبك حتى ضاقت بك الأرض بما رحبت.. و في لحظة يتحول يأسك بشرى بقوله تعالى : لا تقنطوا من رحمة الله .
هو أن تكون ضالا لا تعرف طريق العودة .. وفي لحظة ترى نورا فتحاول أن تقتبس منه شيئا فما تبلغ منه سوى ما يهديك لضالتك .. هل أدركت يوما انك كنت ضالا فهداك و كنت فقيرا فأغناك .. و كنت ضعيفا فقواك .. و كنت لا شيء فسواك.
معنى أن يكون ربك الله هو أن تحطم صنم المستحيل .. هو أن تملأ صدرك فخرا بأنك عبد لرب جليل معنى أن يكون ربك الله هو أن لا تسمح لنفسك أن تأخذك لحظة يأس .. لحظة حزن .. لحظة خوف .. فكيف يأخذك هؤلاء و ربك و ربي الله.
الذي نطالب بالتجمل معه بخلق الحياء ..قال الإمام الماوردي فى كتابه ( أدب الدنيا والدين ) عن أدب الحياء.. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: يا ابن آدم إذا لم تستح فاصنع ما شئت»
وفي مثل هذا الخبر قول الشاعر إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستح فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ... ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيى بخير ... ويبقى العود ما بقي اللحاء وقال بعض الحكماء: «من كساه الحياء ثوبه لم ير الناس عيبه». وقال بعض البلغاء: «حياة الوجه بحيائه، كما أن حياة الغرس بمائه»
واعلم أن الحياء في الإنسان قد يكون من ثلاثة أوجه...
• حياؤه من الله تعالى فيكون بامتثال أوامره والكف عن زواجره..
وروى ابن مسعود أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «استحيوا من الله عز وجل حق الحياء.» فقيل: يا رسول الله فكيف نستحي من الله عز وجل حق الحياء؟ قال: «من حفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وترك زينة الدنيا، وذكر الموت والبلى، فقد استحى من الله عز وجل حق الحياء..»
• حياؤه من الناس فيكون بكف الأذى وترك المجاهرة بالقبيح
قال بعض الشعراء.
ورب قبيحة ما حال بيني ... وبين ركوبها إلا الحياء
إذا رزق الفتى وجها وقاحا ... تقلب في الأمور كما يشاء
• حياؤه من نفسه فيكون بالعفة وصيانة الخلوات...وقال بعض الشعراء
فسري كإعلاني وتلك خليقتي ... وظلمة ليلي مثل ضوء نهاري..
وهذا النوع من الحياء قد يكون من فضيلة النفس وحسن السريرة.