في مدينة صفاقس ويقوم بتوزيعها لوحده على المحلات والاكشاك ثمّ غيّر اسمها لتصبح جريدة جربة جرجيس تواصلت الى منتصف تسعينات القرن الماضي ثمّ انقطعت نهائيا نظرا لصعوبة التوزيع ، وغياب الدعم المادي و المعنوي ..كما حمل الراحل مشروع بعث اذاعة جهوية بولاية مدنين... يكتب الشاعر وأساسا القصيدة العمودية ولديه بعض النصوص في التفعيلة ،ومن اصداراته المجموعات الشعرية التالية: «حديث الحبّ و الصيف و الجزيرة» و«يا ذات العينين الزرقاوين» و«أنا و فارلان على نفس موجة الحلم» و«تغوري دصّح (الطين الاصيل)» و« من أحزان فاقد الاشياء «سنة 2015 و«كلمات الى منّور صمادح و قصائد أخرى» سنة 2016.
عاش الراحل فارس خلال السنوات الاخيرة رحلة شاقة مع المرض حيث اصيب بعجز كلويّ شبه تام اجبره على تصفية الدم في مصحة الكلى بحومة السوق يتنقل اليها مرّتين في الاسبوع ، ورغم نداء استغاثة وجه لاصحاب القرار محليا ووطنيا وزارة الثقافة خاصة ، الا ان هذا النداء بقي للاسف دون تجاوب او حتى اجابة حتى رحيله المفاجئ هذا الاسبوع.. «غادرنا الشاعر الذي كرس حياته للكتابة و الشعر كتب شاعر واعلامي الجزيرة جمال قصودة مباشرة اثر وفاة المبدع نور الدين فارس مضيفا : الشاعر المقبل على الحياة و العاشق للوطن تونس و الوطن الكبير الذي حمله بين الشغاف .. غادرنا وبالقلب الف غصة ، غصة المرض العضال الذي الم به و رغم النداءات ما من مجيد، غصة وزيرة الثقافة التي زارت جزيرة جربة منذ اسابيع قليلة و لم تحرك ساكنا ولم تفكر في زيارة شاعر عاش بكلية مريضة ( لقد كان ينتظر ان تكرمه ولو بزيارة خاطفة في مصحة تصفية الدم، غصة جرائد التي فتحها ( جريدة ايام جربة و من بعدها جربة جرجيس) و اجبرته الظروف ان يغلقها، غصة الدواوين الشعرية التي طبعها على كاهله الخاص
برغم حالته الاجتماعية و لم يكتب حولها ولو حرف واحد و لم تنظم ولو ربع امسية للاحتفاء به و بانتاجه غصة، الظلام و الظلامية و قد زارني منذ يومين و بيديه اخر قصيدتين في هجاء الظلام و الظالمين و كنا نفكر في تسجيلها هذه الايام لكن الموت كان اسبق ،غصة الابواب التي اغلقت في وجهه مع انه لم يطلب الكثير طلب ان يوصل صوته لرفاقه فانكروه، الى روحك السلام عمي نور الدين دمت اخضرا مخصبا و شاعرا عربيا صادقا
الى جنات الخلد»..
من نور الدين فارس الى منوّر صمادح :
مثلما عشت غريبا يا صديقي:
شارد الفكر حزين النظرات
ها أنا ذا بين يأس و اغتراب
يسرق النسيان منّي امنياتي
و اغتراب البعض من أهل القوافي
قدر يقتلهم قبل الممات
هكذا عشت و هذا حالي اليوم
كلانا لم يمتّع بالحياة
في بلاد بدل العطف علينا
سخّرت خيراتها للمافيات
و عباد من كنوز غنموها
لم نجد حتّى فتاتا للفتات