البرنامج الاذاعي «الدار الكبيرة» على موجات الاذاعة الوطنية: الاذاعة والثقافة في خدمة المواطنة ...

نحتت السنون ترانيمها على وجوههم، كتبت السنوات حكايات ورسائل في شكل تجاعيد شاهدة عما عاشوه و عما عانوه و عن الحكايات التي يستحضرونها عن سنين خلت، أرجل بطيئة وظهور مقوسة و نظرات ثقيلة وضحكة لازالت تعاند الدهر، هكذا هم اغلب شيوخ وعجائز

دار المسنين بمنوبة الذين انتقل اليهم مصدح الاذاعة الوطنية في أولى حلقات برنامج «الدار الكبيرة» الذي تقدمه الإعلامية يسر الحزقي والفنان عاطف بن حسين.
«الدار كبيرة» برنامج اذاعي مباشر مساء كل يوم ثلاثاء على موجات الاذاعة الوطنية واختار المقدمان يسر الحزڤي وعاطف بن حسين أن ينتقل الاستوديو حيث يوجد اناس لا سند لهم اناس عاندهم الدهر وقست عليه الظروف ليوجدوا اما في دار المسنين او المراكز المدمجة او الاصلاحيات بغاية الحديث عن مشاكلهم ونواقصهم وأشعارهم إنهم مواطنون يستحقون ان يتمتعوا بالثقافة والترفيه.

الجمعيات الخيرية هل يحل المواطن محلّ الدولة؟
سهرة رمضانية تزينت بعطر الياسمين المزروع في كل مكان، عجائز وشيوخ جاؤوا ليكونوا ضيوف الحلقة، قهوة وحلويات تونسية هدية لهم، سهرة رمضانية حضرت فيها الضحكة الصادقة والدعاء الاصدق بالافضل لتونس دارنا الكبيرة، هناك في مركز ايواء المسنين تعمل الجمعية التونسية للمسنين على تقديم اجود الخدمات للمسنين المقيمين هناك، قرابة 95 مقيما على حد قول السيدة شريفة عقوني نائبة رئيس جمعية رعاية المسنين التي تعمل هناك منذ 30 عاما أو يزيد وقالت «مرحبا بكم في داري، هنا أشعر أني في دار بابا وامي لاني امضيت سنوات معهم»، واغلب العجائز ومنذ دخولهم يبادرون بمعانقتها وتقبيلها وطلب شيء ما كما يفعل الطفل الصغير مع أمه تماما.
ومن القائمين على جودة الخدمات ورعاية مسني دار المسنين رئيس الجمعية السد نبيل سفان الذي أشار أن المقيمين عادة هم من فاقدي السند المادي والمعنوي وهم يعيشون بحرية داخل المركز، يخرجون و يعيشون حياة طبيعية وعادية مع رعاية مضمونة كما قال العم محمد.

جمعية رعاية المسنين تقدم رعايتها ولكن المال قوام الاعمال و الجمعية التي تتحصل على ميزانيتها من الاتحاد التونسي للتضامن الاجتماعي لا تفي الميزانية بمتطلبات المقيمين من دواء و مأكل و حاجياتهم الاساسية وخاصة المسنين المقيمين عند العائلات الحاضنة خاصة بعد ان تراجعت وزارة المرأة عن تقديم الدعم المادي الذي كانت تقدمه قبل الثورة؟، وهنا وجه المسؤولون نداء الى وزيرة التربية علها تتجاوز سياسة التسويف و الوعود الكلامية وتقدم دعمها للجمعية كما كانت تقدمها في العهد السابق؟.
ومن خلال برنامج الدار الكبيرة توجه رئيس جمعية رعاية المسنين بنداء الى وزارة المالية لإعفاء الجمعيات الخيرية من الاداءات والسبب أن حافلة المركز لا يمكنها الخروج والجولان دون دفع أداء ثلاثة أعوام وقيمته 8 آلاف دينار مع الاشارة ان الحافلة كانت معطلة وتبرعت سيدة تونسية بـ 25 ألف دينار لإصلاحها والحافلة هي الأداة الوحيدة لتنقل المسنين صيفا وشتاء، فهل ستستجيب السلطات ام ينتظرون فاعل خير يحل محل الدولة؟.

ومن المشاكل الاخرى نقص الاطار الطبي فالطبيب الذي يتقاعد لا يعوض وبعد ان كان هناك اربعة اطباء لرعاية المسنين هناك أصبح طبيب واحد وهو غير قادر على تلبية كل طلبات المسنيين؟ فاين الاطباء الشبان؟
عديدة هي مشاكل المسنين طرحها رئيس الجمعية في برنامج «الدار الكبيرة» فهل سيتدخل المسؤولون لرفع بعض الضغط عن مسنين قست عليهم السنون؟.

موطن الياسمين ووزارة الداخلية تعمل على «بوليس القرب»
«أنا أمني أردت ممارسة مواطنتي من خلال المجتمع المدني» بهذه الكلمات افتتح السيد سليم العقربي حديثه عن البادرة الاولى والفريدة التي نظمتها جمعية «موطن الياسمين» صحبة جمعية «الأمنيين الشبان» والتي تمثلت في اخراج بطاقات تعريف وطنية للمسنين المقيمين دون هوية فهناك مسنون «يولدون ويموتون دون هوية، والبادرة لضمان مواطنتهم»، بادرة تفاعل معها المدير العام للأمن الوطني و الشرطة الفنية الذين تنقلوا إلى دار المسنين بمنوبة بتجهيزاتهم لتمكين المسنين من بطاقة تعريف وطنية تحملت تكاليفها وزارة الداخلية، بادرة قال عنها سليم العقربي انها محاولة لتحسين العلاقة بين الامني و المواطن وتقريب الخدمات من المواطنين في اطار «بوليس القرب» او «امن الجوار» واشار رئيس جمعية موطن الياسمين ان دورهم كمجتمع مدني هو معاضدة مجهود الدولة، ومن برامج الجمعية المستقبلي التنقل للحدود لانجاز هويات لاولئك المرابطين يحمون تونس حدوديا وبعضهم لا يملك بطاقة تعريف وطنية في اطار امن الجوار بمعنى تقريب الخدمات الأمنية للمواطن.

الدار الكبيرة تقديم عاطف بن حسين ويسر الحزقي في حلقتها الأولى أبهجت المسنين وجعلتهم يعودون بالذاكرة الى سنوات خلت وسرد ذكرياتهم وشعروا انهم وسط أبنائهم وعائلتهم تحدثوا بطلاقة وعفوية حلقة اولى من برنامج اختار إذاعة القرب والخروج من الاستوديو للالتحام بالمواطن مشاغله، وسيكون البرنامج في حلقته الثانية في SOS قمرت.

جمعية موطن الياسمين
جمعية موطن الياسمين، جمعية ذات صبغة ثقافية عامة وهي جمعية فتية عمرها اربعة اشهر تعمل على إرساء حس المواطنة لدى مختلف الأجيال والفئات العمرية ، في الجمعية خمسة مراصد وهي مرصد حماية الموروث الثقافي والحضاري و مرصد حماية المتضررين من الارهاب و مرصد تحسين العلاقة بين المواطن والامن ومرصد الاسرة والدفاع الاجتماعي و مرصد حماية المبلّغين على الفساد والرشوة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115