الكوريغراف آمال العويني لـ«المغرب»: الجسد لغة وعلى السلطة الالتفات إلى الرقص المعاصر

تصنع عوالمها الإبداعية بكل الصدق والاجتهاد، راقصة محترفة وممثلة متميزة كلما صعدت على الركح تحدث جسدها عن معاناة الفنان وصراعات الانسان،

تحترق كما الفراشة حين تقترب من النور، تذوب في الشخصية ثم تنبعث من جديد، الجسد لغتها الخاصة من خلاله تفكك شيفرات هذا العالم المزدحم بالأمل والالم.
الكوريغراف آمال العويني، احدى ابرز العاملات في مجال الرقص المعاصر والمدافعين عنه، وقد تحدثت لـ«المغرب» عن تجربتها الفنية بين المسرح والرقص.
• كيف تقدم آمال العويني نفسها للقراء؟
امال العويني ممثلة و كوريغراف وراقصة محترفة متحصلة على شهادة في القطاع السمعي البصري اختصاص «تركيب» استاذة رقص في فضاء «التياترو»ادارة توفيق الجبالي.
• متى انطلق الشغف بالفنون؟
منذ الطفولة تعلقت بمشاهدة الافلام والفوازير ثم خضت تجربة المسرح المدرسي ويمكن اعتبار تجربتي بجمعية مسرح الشمال ببنزرت هي الانطلاقة الحقيقية في هذا العالم الساحر، منذ2008 وفي الجمعية قدمت العديد من الأعمال وشاركت في تربصات مختلفة، أما انطلاقتي في الرقص فكانت عام 2013 حين قمت بخطواتي الأولى في الرقص المحترف بحكم شغفي وميولي للرقص وكانت الانطلاقة في المركز المتوسطي للكوريغرافيا مع عماد جمعة واعتبر التجربة نقلة فنية حقيقية، ليكون عرض «المجنون» مع الكبير توفيق الجبالي الاثبات الحقيقي لامال الكوريغراف، ومنذ تلك الفترة وجدت نفسي بين فعلين إبداعيين اعشق كليهما، التمثيل والرقص رغم تكويني السينمائي.
• آخر اعمالك «خارج عن السيطرة»؟ كيف تقدمين العمل؟
«خارج عن السيطرة» عرض تدور احداثه في أحد الأحياء القصديرية القديمة قرب المناطق العمالية ، يحدث إنفجار لعبوات الغاز بأحد المصانع في حالة من الهلع والخوف ، غادر السكان منازلهم خوفا من حصول كارثة بين الرثاء و الحزن بين الأمل و الحلم تتفاعل الأجساد مع الوضع الراهن و كأنها تطالب بفتح أبواب أخرى للعيش ، كأنها تواجه الكارثة بأجساد عارية الروح و القدرة.
في العمل يلخص مقترحنا الكوريغرافي وضعية العمال تحت الضغط و ما بعد الكارثة، اردت الحديث عن تسلسل حياة العامل اليومي عبر ما يعيشه الجسد من تكرار للفعل حتى يصبح جسدا ميكانيكيا من جهة، ومن جهة اخرى ننقل بأجسادنا المفاجآت غير المتوقعة التي تحدث في اليومي.
• في أعمالك يكون الجسد حمّال معان؟ أي جسد تريده امال العويني؟
الجسد لغة، الجسد يعبر، حاضر بقوة وهو خير مفسر ومترجم لافكاري ومشاعري.
• «لا مفر» الى «بونداج» و»خارج عن السيطرة» تجارب بحثية يتولى الرقص التعبير من خلالها عن افكارك؟ كيف تكتبين العرض؟
هي بنات الروح، تجارب مختلفة احاول دوما طرح مواضيع مختلفة، الانطلاق دوما من تجربة ذاتية، قد تكون اغنية، صورة فوتوغرافية، كلمة سمعتها في الشارع او مشهد شدّني اليه، ادرس الفكرة، اطوّرها ثم اكتبها بطريقة معاصرة قبل ان تولد على الركح وفي كل الاعمال اؤمن بالعمل الجماعي، فالمجموعة قادرة على التحليق بالفكرة في سماوات مختلفة ربما لم انتبه لها اثناء الكتابة.
• في علاقة الرقص بالموسيقى؟ كيف تشتغلين على هذا المجال؟
الموسيقى عنصر اساسي لانها تمنحنا طاقة للذهاب بلغة الجسد بعيدا، ويمكننا كتابة الجمل الراقصة، شخصيا الموسيقى تؤثر في طريقة طرحي للفكرة وقد تتغير بفعلها، في الاعمال السابقة اشتغلت على موسيقات معروفة لكن في التجربة الاخيرة اردت تطوير العملية الابداعية وصنعنا موسيقى خاصة بعرض «خارج عن السيطرة» ابدع في كتابتها اسامة السعيدي واعتبر التجربة جد ناجحة لانه عبّر عن فكرتي وحول لغة الجسد الى نوتات مبهرة.
تجربة أداء شخصية «مارلين مورو» في مسرحية «كابوس انشتاين» كيف عشت التجربة؟
• كيف تحملين الشخصية افكارك ومشاعرك؟
شخصية «مارلين مونرو «كانت في مسىرحية كابوس اينشتاين اخراج انور الشعافي و نص كمال العيادي الكينغ وانتاج مسرح الاوبرا كانت تجربة رائعة. الشخصية بدأت تطور و تكبر الى ان وجدتني مارلين مورو حقيقية على الركح، هماك الكثير من التفاصيل التي اشتغلت عليها، شاهدت الشخصية كثيرا، تتبعت تفاصيلها مع المخرج الى ان وصلنا لتلك النتيجة واعتبرها ممتعة وبالاضافة الى الاداء كان إتقان الكوستيم والماكياج من ادوات نجاح الشخصية ايضا.
• كيف تحملين الشخصية افكارك ومشاعرك؟
ابحث عن النقاط المشتركة مع الشخصية، افككها واحاول ايجاد نقطة اللقاء ومن هناك تبدأ عملية بناء الشخصية وتحميلها مشاعري وافكاري، اتخيل صورها امام مرآتي، اعيش تفاصيلها، قبل النص المسرحي.
• كيف تشخصين واقع الكوريغرافيا في تونس؟
في الحقيقة حين دخولي لمجال الرقص اكتشفت انّه الاقل حظا مقارنة ببقية الفنون، عشت مع عماد جمعة تجربة مختلفة، فنان يريد التأسيس، كوّن العديد من الراقصين ووضعهم في المسار الفني، تلك التجربة ساهمت في خلق جيل مختلف يؤمن بقدرة الرقص على التغيير وبعد اعوام يمكن القول اننا اسسنا لثقافة الرقص المعاصر.
كل من يمارس هذه المهنة يعمل بطريقته لتطويرها، وتطوير ذاته الفنية، وارتفع عدد الشباب المقبل على الرقص، فهو فن نبيل سكنني، امارسه وادافع عنه، لكن ينقصنا مراهنة الوزارة عليه في الدعم والتوزيع والانتباه لقيمة هذا الفن وكذلك معاهد خاصة بها الفن في العاصمة وخارجها.
• انتظاراتك وأعمالك للعام الجديد؟
تتواصل عروض «خارج عن السيطرة» و«على هواك» لتوفيق الجبالي و»كابوس انشتاين» لانور الشعافي واستعد لاعمال جديدة انتصر فيها لامال الانسانة الشغوفة دائما بالفن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115