Print this page

جنى عليه مجلس النواب القديم بالغلق: فهل ينقذ البرلمان الجديد متحف باردو؟

جنت السياسة على متحف باردو ليتكبد خسائر مالية كبيرة وذلك بسبب غلقه في وجه الزائرين والسائحين. وفي الوقت الذي لم تتعاف فيه الثقافة من مخلفات جائحة كورونا

جاء غلق متحف باردو ليزيد الطين بلّة بعد أن كانت مداخيله تنعش الميزانية وتنفض غبار الكساد عن شباك التذاكر. وكان غلق المتحف بسبب حلّ مجلس النواب القديم فهل سيكون فتحه للعموم مشروطا بتنصيب البرلمان الجديد؟
  منذ تاريخ 25 جويلية 2021، لم تعد زيارة المتحف الوطني بباردو ممكنة. ومنذ ما يزيد عن السنة ونصف يتواصل غلق المنافذ أمام فضول الزوار التونسيين والأجانب في اكتشاف حقبات التاريخ وآثار الحضارات المجسدة في لوحات خالدة من الفسيفساء.
 خسائر مالية فادحة
قد يجوز وصف متحف باردو بأنه واجهة تونس السياحية ووجهة أهم الوفود السياحية. ويحتل متحف باردو لقب ثاني متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية بعد متحف فسيفساء زيوغما في تركيا، وتشمل مجموعته آلاف اللوحات الفسيفسائية الرومانية التي يمتد تاريخها من القرن الثاني قبل الميلاد إلى ما بعد القرن السادس الميلادي.
ويمثل متحف باردو ثالث الأثافي لمداخيل وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية إلى جانب موقع الجم والموقع الأثري في قرطاج حيث يساهم هذا الثلاثي في تأمين حوالي 70 % من مداخيلها . وقد كان عدد زوار متحف باردو سنة 2019  يبلغ 119 ألف و904 زائر، وفي 2020 تراجع العدد إلى 17 ألف و940 زائر أي بفارق 101 ألف و964 زائر في تسجيل لانخفاض بنسبة 85 %. ولئن كانت الكورونا سببا مباشرا في هذا التراجع الكبير فالأكيد أن غلق متحف باردو في صيف 2021 عاد بالوبال على مداخيل الوكالة وعلى عائدات الثقافة والسياحية في الوقت ذاته.
 يتجاوز ملف متحف باردو اليوم صلاحيات وزارة الشؤون الثقافية - التي حاولت في أكثر من مناسبة إيجاد مخرج لفك عزلة المتحف- ليكون الحل والعقد بيد السلطة السياسية. وقد جنى مجلس النواب المنحل على متحف باردو فتم غلق الاثنين لاشتراكهما في المقر نفسه لأسباب أمنية.
وفي سنة 2015 داس الإرهاب حرمة متحف باردو ولقي 22 سائحا حتفهم إلى جانب عشرات الجرحى من مختلف جنسيات العالم. ولكن هذا المتحف لم يستسلم ولم يرضخ بل سرعان ما سارع إلى إعادة فتح أبوابه أمام زواره في تحد للإرهاب وفي إعلان بأن ثقافة الحياة أقوى من الموت. أما اليوم فيبدو أن السياسة قد كانت أقوى في كبح جماح شيخ المتاحف التونسية.
أمام غلق متحف باردو لدواع سياسية وغلق متحف قرطاج للترميم والصيانة خسرت السياحة التونسية جناحيها الاثنين في استقطاب الوفود والزيارات وتحريك عجلة اقتصادها المنهك والمنهمك في حل إشكالات عويصة أثرت على الحياة اليومية في تونس اليوم.

المشاركة في هذا المقال