مهرجان فرحات يامون للمسرح عرس ثقافي جمع حوله العديد من الالوان الفنية المتماهية مع اب الفنون والمنسجمة مع فكرة الحرية.
مهرجان فرحات يامون كان فرصة للقاء واكتشاف اختلافات المدينة وتنوعاتها الفنية والتاريخية والحضارية، المهرجان فضاء لتلاقي الفنانين وتبادل الخبرات ونشر تيمة الفرحة في المدينة.
جربة فسيفساء من الموسيقات والفنون
ثلاثة ايام من الصخب والفرجة واللقاء، ثلاثة ايام من الموسيقى والمسرح والسينما والمعارض الفنية، لثلاثة ايام اينما وليت وجهك اعترضتك مجموعة تحلق حول حدث ثقافي ما، لايام ثلاث ظلت جربة مدينة للفرحة والزهو والفنون ضمن فعاليات جربة تحتفل وفرحات يامون للمسرح وليالي اوليس وتظاهرات الديوان الوطني للسياحة بالقرية الحرفية وتظاهرات اللباس التقليدي الجربي الذي تنظمه وكالة احياء التراث في متحف العادات والتقاليد، لثلاثة ايام وجزيرة جربة تحديدا منطقة حومة السوق تشبه منبت الورد الصغير الموشى باجمل الالوان وجميعها لها عطر الحرية والجمال في وطن صغير يحتفي دوما بالفن والحياة.
اختلفت التلوينات الموسيقية المنجزة، هاهو بوشناق يتغزل «يا الخضراء انا مجنونك» ومن هناك صوت نسائي يصدح بتراث الجهة الموسيقي، غير بعيد عنه مجموعة تعزف موسيقى الجاز وترقص على ايقاعاته الصاخبة، المحفل والفلكلور لهما الحضور عبر الفرقة الوطنية للفنون الشعبية وعرض «النوالة»، في المتحف تتغزل منال عبد القوي بجزيرتها الحالمة وتغني لارض اللقاء والتثاقف، موسيقى واغاني الاطفال ضمن الاعمال المسرحية التي تسكن القلب قبل الاذن، فسيفساء من الاغاني والموسيقات، صخب الاطفال وهرج الكبار جميع ذلك صنع المشهد لثلاثة ايام في حومة السوق.
للمسرح بريقه وفرحته
تحولت ساحات المدينة الى مسارح مفتوحة، بثت الفنون في اغلب الشوارع انتصارا للحب وللمسرح، ضمن مهرجان فرحات يامون اصبح الشارع مساحة لتشارك الابداع مع الجمهور، مكان للقاء والتماهي بين الباث والمتلقي، فالمسرح وسيلة للتواصل، وفضاء لتقابل الافكار والاراء باختلافها وجربة مدينة اجتماع الثقافات والحضارات والاديان وساحاتها طيلة المهرجان كانت مساحة لتبدل الخبرات الفنية باختلاف مدارسها، من الكلاسيكي الى الحداثي جميعها قدمت لجمهور متعطّش للفرجة.
لغياب القاعات، ورغبة في كسب عدد اكبر من الجمهور أنجز عدد من العروض في الساحة، مثل مسرحية «عرش النفايات» قدمت امام قاعة مركز الجمعيات المتوسطية، كذلك الكرنفال وعروض سيرك باباروني في اليوم الثالث للمهرجان، انفتاح على المحيط، وانفتاح على المعاهد عبر تجربة التربص في فنون السيرك لاستقطاب متابعين جدد للمسرح وكسب جمهور متجدد بعد غياب المهرجان بسبب ازمة الكورونا.
عروض الساحات او عروض الشارع استقطبت عدد كبير من المتفرجين، صغارا وكبارا ربما الساحات المفتوحة لا يهابها المتلقي ويريد اكتشاف ماذا يقدّم امامه، عروض الفضاءات الخارجية لها جمهور كبير العدد مقارنة بعروض مسرح العلبة، في الخارج يكون اللقاء مباشر بين الممثل والمتلقي، حميمية تبنى اثناء العرض وتواصل بين الطفل والمؤدي، علاقة خاصة يبنيها الطفل مع شخصيات المسرحية المقدّمة تضمن عودته ووالديه ليشاهد بقية عروض المهرجان، فالطفل المعجب بشخصية او عمل يكون الورقة الرابحة بالنسبة للمهرجان لانه سيقود العائلة الى مشاهدة المسرح، وضمن فعاليات الدورة الاستثنائية لفرحات يامون نجح المهرجان في كسب قاعدة جماهيرية كبرى واستقطاب عدد محترم من المتفرجين.
وفي تصريح لـ«المغرب» يقول مدير الثقافة فريد غازي ومدير المهرجان كمال بن تعزايت «الدورة الحالية احتفالية بالقمة الفرنكفونية، انطلقنا بالعروض التنشيطية والسينمائية والمسرحية للاطفال منذ 30 أكتوبر الى ان وصلنا لتربص فن الشارع وفنون السيرك، وانطلق المهرجان بكرنفال ملون بالوان الجزيرة وهويتها واختلافها» ويضيف محدثنا «المهرجان عرس نحتفي به، في رحابه نجد سعادتنا لمشاهدة الفرحة المرسومة على سكان الجزيرة، المهرجان هو عودة الروح والفرحة لكل جمهور فرحات يامون، مساحة لمشاهدة العروض وكذلك للتربصات، وهناك نواة لمدرسة سيرك في جربة نريد ان نعمل على تكوينها وانجازها، نجح المهرجان طالما رسمت الفرحة، رغم غياب الفضاء وصعوبة الظرفية».
جربة دون دار ثقافة منذ اعوام وفي تصريحه اكد بن تعزايت ان الاشغال انطلقت في دار الثقافة ، حاليا في مرحلة الاساسات وننتظر البناءات وسنعود الى الدار بمجرد انتهاء الاشغال وقد تكون الدورة القادمة من المهرجان في فضاء دار الثقافة بحلتها الجديدة.
ولغياب فضاء قار للنشاط، اختارت المجموعة التنقل لتقديم المادة التنشيطية والفنية الى الجمهور اينما وجد، وفي هذا السياق يقول بن تعزايت «ننشط ضمن قافلة ثقافة والفن منذ عام نتنقل من مدرسة الى اخرى، ننجز ورشات وعروض في جل الفنون ونتوجه الى كل الشرائح العمرية والاجتماعية، القافلة تضم الكتب والموسيقى والمسرح وورشات فن تشكيلي، ننجز عروضنا ونكتشف الطاقات وابداعات الاطفال كنزنا المستقبلي للحفاظ على ديمومة منابع الابداع».
أمام جمهور متنوع الأذواق، وفي فترة زمنية وجيزة تحدى المشرفون على المهرجان كل الصعوبات المادية واللوجيستية لانجاح تظاهرتهم وعرس مدينتهم المسرحي، تنوعت المادة الابداعية المقدمة، اختلفت تيمة العروض وسيمائيتها البصرية ورسائلها الفكرية، نجح المهرجان في تحويل قاعة ندوات الى فضاء للمسرح، استطاع كسب الرهان لجلب الجمهور لكل العروض داخل القاعة وفي الساحات العامة، ونجح الفريق الصغير في الدفاع عن مهرجان فرحات يامون احد الاعمدة الرئيسية للمهرجانات المسرحية في الجنوب التونسي وصنع المهرجان الفرحة في الجزيرة.
مهرجان فرحات يامون للمسرح: المسرح يصنع الفرحة ويحيي المدينة
- بقلم مفيدة خليل
- 10:10 15/11/2022
- 1156 عدد المشاهدات
تصنع الجزيرة عرسها المسرحي وتستقطب الاطفال لتزرع فيهم حبّ الحياة والتمسك بالفنّ الذي هو تميمة ضد الظلامية والتطرّف،