دار الثقافة ابن رشيق : مسرحية هوية للمخرج مكرم السنهوري: صرخة الصمت أشد قسوة من جور الكلمات

أجساد صامتة تتحرك تنطق الجسد بأبلغ التعابير، عيون زائغة حينا حزينة حينا آخر صرخت بأجسادها ضد الحرب و الظلم والتشريد ، صرخت للحياة فتقطعت الاوصال في المخيمات وضاعت الحقوق وانتهكت الأجساد في محاولة بحث عن بصيص امل هكذا كان الممثلون على الركح...

اجساد صامتة عبرت بأجسادها عن معاناة لاجئي المعمورة وما يشرعون به من مهانة ومذلة .

«هوية» هو عنوان العمل المسرحي الذي قدم مساء السبت 4جوان بدار الثقافة ابن رشيق في اقتباس عن مسرحية «الام الشجاعة» للالماني «برتولت برشت» وتمثيل اسماء بن محمد و اكرم بن محمد ومختار بن لطوفة وخلود الزفزاف و سلمى الزفزاف و وسيم بلحاج اخراج مكرم السنهوري و سينوغرافيا شرف الدين بن علي وانتاج الجمعية ا لتونسية لمساعدة الصم بدوز.

لاجئ.. نعم.. ولكنني انسان
ما احساس الطفل الذي فقد امه؟ كيف يشعر من ترك بيته و وطنه وجاب البراري والبحور عله يجد موطئ قدم آخر؟ كيف تشعر الصغيرة التي خلّفت دميتها هناك في منزلهم الذي زينته الياسمينة وخرجت حافية باكية لان الرصاص اشتد وقعه؟ ما حال ذاك الاب الوهن الذي قتل أبناؤه أمامه فهرب خوفا على البقية و كيف يشعر ذاك الذي اجبرته الحرب على أن يكون «لاجئ».. أسئلة عديدة طرحتها مسرحية «هوية».

ممثلون يلبسون الاسود... والركح منقسم إلى نصفين بالحديد كما يحدث في كل المخيمات، صوت اطلاق رصاص مع موسيقى حزينة توهن الروح، أجساد مرمية بعضها يتحرك وبعضها ساكن خائف وجل، الحاويات كتب عليها شعار (اليونسيف) و غيرها من المنظمات الدولية وللحاوية رمزيتها فكما نرمي القمامة في الحاويات كذلك الحقوق عند المنظمات الدولية.

تتحرك الاجساد المنهكة بأسمالها البالية وعيونها الزائغة، ظهور منحنية كأنها تحمل وزر العالم، شعور منفوشة وأحذية ممزقة، يحاولون زعزعة الحديد و الانطلاق والتحرر، يزداد صوت الرصاص ثم يكون الموعد مع مشهد دموي يحاول فيه ملثمون اغتصاب النسوة وسرقة بعض ذكرياتهنّ هنا يعلو صوت درويش موجها خطابه الى قاتل:

“إلى قاتل : لو تأملت وجه الضحية .. وفكرت , كنت تذكرت أمك في غرفة الغاز , كنت تحررت من حكمة البندقية .. وغيرت رأيك : ما هكذا تستعاد الهوية».

في هوية الجوع كافر ايضا، خواء البطون عبر عنه الممثلون برقصة الجوع، كانوا يحملون صحونَ وملاعقَ وينقرونها بشدة تعبيرا عن الجوع والغضب ، رائحة الموت تنتشر في المخيم وبعيونهم ابدع الممثلون في تجسيد المأساة ونقلها الى جمهور دار الثقافة ابن رشيق.
وسط الدموع يظهر على الشاشة فيديو لطفلة سورية تحدثت عن معاناة اللاجئين « عمرك شفت طفل ينام وهو من امو محروم، ينام الناس واحنا لوجه الصبح بنتوجع رغم الجرح ر غم الوجع ما ننهان» رسالة طفلة صغيرة تتحدى الظلم والقهر كذلك كانت الام في مسرحية هوية تحاول مواساة اطفالها علهم ينسون الوجع، في هوية حديث عن الظلم والقهر والتشرد والجوع والانسانية أيضا ففي احدى المشاهد بعد.....

اشترك في النسخة الرقمية للمغرب ابتداء من 25 د

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115