افتتاح الدورة الرابعة لـ «بعيونهن»: النساء صناعات السينما لهنّ القدرة على تجميل كل مشوّه

يصنعن الفارق امام الكاميرا وخلفها، يكتبن بأفكارهنّ سبل تعبير مختلفة وسبل نجاح مميزة تقف خلفها عزيمة النساء، تكريما لابداعاتهنّ وتميزهنّ وقدرتهنّ

على تقديم سينما تنتصر للنساء وتدافع عن حقوقهن تنجز فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان «بعيونهنّ» الذي انطلق يوم12اكتوبر ويتواصل الى غاية 16 أكتوبر2022.
المهرجان الدولي لفيلم المرأة تنظمه الجامعة التونسية لنوادي السينما بمدينة ياسمين الحمامات، المهرجان عاد بعد انقطاع عامين بسبب «الكوفيد» ليكون بوصلة لأفلام النساء وفرصة ليكتشف المتفرج ابداعات نسوية فكرة واخراجا ومضمونا، ايام من السينما النسائية تكتبها افكار وإرادة لا تعرف معنى المستحيل.
إلكترو عود و«البانو»
في حفل الافتتاح
بعيونهنّ تكون الصورة اوضح وأجمل، بعيونهنّ تعاد صياغة الحقائق لتصل الى عين المتفرّج وتخترق قلبه وفكره، بعيونهنّ تكتب افلام قصيرة تعبر عن هموم المرأة في العالم العربي والعالم، تنقل الكاميرا قصص النساء الكادحات الحالمات، تصنع الفارق في الفكرة وطريقة طرحها بعيونهنّ مهرجان يهتم بأفلام المراة، يكرّم النساء خلف الكاميرا وكذلك تكون قصص النساء وحكاياتهنّ موضوعا للأفلام المطروحة، بعيونهنّ تجربة سينمائية فريدة تشرف عليها الجامعة التونسية لنوادي السينما في دورة رابعة تضمّ 17فلما يشارك في المسابقة بالإضافة الى عروض لأفلام نسائية على هامش المهرجان ونظرة على السينما النمساوية والعودة على مسيرة رندة الشهال المخرجة التي دافعت كثيرا عن النساء وابرزت في افلامها المعاناة من الانقسامات الطائفية.
في مدينة ياسمين الحمامات اقيم حفل افتتاح الدورة الرابعة للمهرجان، امام جمهور السينما كان الموعد مع نغمات العود الكلاسيكية في انسجامها مع الموسيقى الالكترونية، تونسيات صنعن الاختلاف بتوليفة موسيقية تخاطب الروح، فصوت العود الكلاسيكي الهادئ وإيقاعاته الرقيقة تتحول فجأة الى موسيقى قوية ونغمات تشبه تدفق مياه الشلالات، طريقة للتجديد الموسيقي ضمن ورشة «الكترو عود» التي ينظمها مركز الاقتصاد الثقافي والرقمي والعرض النسائي جمع كلا من نور اسكندر عازفة العود والديدجي امال نفاتي وشيماء صغايري، ثلاثتهنّ تميزن في لقائهنّ الاول بالكترو عود مع الجمهور وعزفن موسيقى فيلم «صمت القصور» فكان التماهي بين صور الفيلم وإبداعات تونسيات يخضن غمار التجديد الموسيقي ويخرجن العود من صورته النمطية التقليدية ليكون جزءا من موسيقى العالم والموسيقى الالكترونية.
وخصصت فعاليات النصف الثاني من حفل الافتتاح للسينما وفيلم «البانو» للمخرجة انيسة داود، الفيلم من بطولة محمد الداهش ويضع المتفرج امام الانكسارات النفسية التي يعيشها الطفل وتكبر معه، تروي احداث الفيلم قصة اب يجبره سفر زوجته على البقاء مع ابنه لرعايته، حينها تتفتّح ذاكرته على انكساراته النفسية وأوجاعه المدفونة منذ الطفولة، حسب احداث الفيلم فالأب قد تعرض في طفولته الى «تحرش» من احد رجال العائلة، واثناء رعاية الاب لابنه يسترجع ذاك الوجع ويعبّر عنه بالانفعال، تركز كاميرا المخرجة مع تعابير الوجه والعين لتنقل للجمهور كمية الالم النفسي الدفين، الذي يخفيه الانسان عن العائلة والمجتمع.
بعيونهنّ مهرجان للدفاع عن المرأة
تتواصل احلام ابناء الجامعة التونسية لنوادي السينما، ولازال للحلم متسع من الوقت ولعل الدفاع عن سينما بديلة ودمقرطة الثقافة من ابرز اهداف الجامعة ونواديها، والدفاع عن حقوق النساء الاقتصادية والاجتماعية عبر الصورة من الاهداف الاساسية للجامعة وضمن هذا الاطار ولد مهرجان «بعيونهن»، المهرجان الدولي لسينما المرأة والمهرجان حقق نجاحه لاختلاف فكرته وسعي ابناء الجامعة لتقديم سينما حقيقية تدافع عن النساء خلف الكاميرا، فجاء المهرجان انتصارا للنساء، يقدم للجمهور ابداعاتهنّ ويقدم للمهتمات بسينما المرأة ورشات في الصورة والكتابة السينمائية ليكون فرصة حقيقية للتعرف على انجازات النساء خلف الكاميرا وفي الكتابة ومعانقة أفكار النساء الجامحة والمختلفة.
«بعيونهنّ» المهرجان الحلم، حلم تشاركناه في الجامعة التونسية لنوادي السينما، اردنا انجاز افلام عن المرأة والانتباه للنساء صنّاع السينما، حلمنا ان تكون الجامعة الصرح المدافع دائما عن السينما البديلة والحق في السينما هي باعثة المشروع والمشرفة عليه رغم كلّ الصعوبات، صعوبات اولها الدعم العمومي، تلك المعيقات حولناها الى مصدر قوّة، فكانت هشاشتنا قوية واستطعنا بفضل ايماننا باهمية السينما ودفاع الجامعة عن افكارها تحقيق هذا الحلم» حسب تصريح منال السويسي مديرة المهرجان والجامعة التونسية لنوادي السينما.
««بعيونهنّ» مهرجان يضم عديد الأقسام ومنها «الإقامة الفنية لكتابة السيناريو مع المخرج المصري باسل رمسيس، وطاولة مستديرة حول الإقامات الفنية لكتابة السيناريو وأهميتها في صناعة السينما بحضور ضيوف من تونس وخارجها، تقديم لكتاب المرأة مستقبل السينما العربية لابراهيم العريس وحديث مع أهم النقاد السينمائيين، لقاء خاص مع المخرجة اللبنانية زينة دكاش حول العلاج بالدراما «انجزت تجربة في العلاج بالدراما بعد ورشات مسرحية داخل السجون ومنها قدمت مادتي السينمائية وصنعت افلاما تنقل الامراض النفسية لعدد من المساجين، تجربة اردت مشاركتها مع المهتمين بالدراما كوسيلة للعلاج» ، قسم دقيقة ضوء لتكوين الشباب في صناعة الأفلام في دقيقة.
ويقدم المهرجان الدولي لفيلم المرأة في دورته الرابعة 17فيلم توزع على ثلاث فضاءات هي قاعة سينما ياسمين الحمامات والمركز الثقافي الدولي بالحمات والفضاء الثقافي جيلان بنابل، وتشارك مخرجات من تونس والمغرب والاردن ولبنان والجزائر وفلسطين في المسابقة الرسمية وتتكون لجنة تحكيمها من حسان كشاش من الجزائر ونورة النفزي من تونس Mélanie iredale من المملكة المتحدة.
التشجيع على انجاز افلام قصيرة ونشر الثقافة السينمائية من اولويات الجامعة التونسية لنوادي السينما، واحتراما لهذا المبدأ يقدم المهرجان في دورته الحالية مسابقة بعنوان «دقيقة ضوء» وتتمثل في انجاز فيلم باستعمال الهاتف الجوال، فالهاتف مكون اساسي لهوية شباب اليوم ووسيلة للتلاقي والصورة لغة تواصل مهمة وبهدف ضمان الديمقراطية الرقمية والمواطنة المتساوية، تنظم الجامعة التونسية لنوادي السينما بالتعاون مع منظمة Actions In Meditearean (AIM) ومركز تونس الدولي للاقتصاد الرقمي والثقافي (TIC DCE) تدريبًا على إنتاج الفيديو بواسطة الهاتف والمرأة هي محور الافلام المشاركة في المسابقة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115