في رحيل محمد البدوي (1951 /2022): شهادة صديق ورفيق

بعد صراع مع المرض رحل محمد البدوي إلى العالم الأخر مخلفا في نفوس أصدقائه وطلبته ومستمعيه في إذاعة المنستير الحسرة والأسى والألم المر..

صديقي الدكتور محمد البدوي مكانتك في قلبي لا تضاهيها مكانة أي صديق آخر ..كم أنت عزيز على القلب.. ذكرياتنا معا سواء في الصين او في سلطنة عمان لن تنسى على مر الزمن ..وخاصة عندما بقينا في العاصمة بيكين (وهم يكتبونها بيجين) ساعة وربع الساعة ونحن نتجول بحثا عن مقهى لنعثر في النهاية على محل صغير جدا لبيع المرطبات ورأفة من صاحبته بنا مدت ألينا فنجاني قهوة من قهوتها التي اعدتها في المنزل ورفضت أن تأخذ منا الثمن قائلة أنها هدية منها الينا .. وبعد ان شكرناها – بالانجليزية طبعا – خرجنا وضحكنا وقلنا «وحدك يا تونس» أضف إلى ذلك إلى ذكريات أخرى في مسقط بسلطنة عمان وفي المغرب..ووقتها كنت رئيس اتحاد الكتاب التونسيين (2008 - 2014) وإجمالا وحتى يعرف الجميع تفاصيل رحلتك في الحياة وجبت الإشارة إلى انك من ابرز والمع الأصوات الأدبية في بلادنا وأنت الأستاذ الجامعي للغة والآداب العربية بكلية الآداب بسوسة والقيروان كما أنك درست طيلة ثلاث سنوات في المغرب وأنت الكاتب والباحث الذي في رصيده أكثر من عشرين كتابا من بينها : أوهام العقاد في العبقرية/الأرض والصدى / طائرالفينيق/المنهجية في البحوث والدراسات وكلها كتب صدرت عن «دار المعارف» كما أنك أصدرت عدة كتب اخرى لما انشات دار نشر وهي «دار البدوي للنشر» – ثم «دار ابن عربي للنشر» ومن الأعمال التي أصدرتها والتي تعد مرجعا مهما على مر الزمن كتابان هما «تراجم المبدعين» في ولاية المنستير (صدر في 2001) و«تراجم المبدعين» في ولاية سوسة (صدر في 2005) ولاشك يا صديقي أن كل الذين كتبت مقدمات لإصداراتهم سيدعون لك بالرحمة وان يسكنك الله فسيح جنانه ..واحد وسبعون عاما قضيتها في ربوع هذه الحياة الدنيا مرت كلمح البصر ..وبالأمس اي يوم الاثنين 12 سبتمبر ثم إيواؤك في مثواك الأخير في مقبرة مدينة طبلبة تلك المدينة التي ولدت فيها 1951..وداعا يا صديقي العزيز ونرجو ان يتغمدك الله بواسع الرحمة والمغفرة فيسكنك الجنة وكل التعازي لأسرتك واهلك وطلابك .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115