Print this page

أهالي تطاوين يستغيثون: الموقع الأثري «مسجد الرقود السبعة» في خطر !

تنام الأسطورة في جفون الحقيقة في «شنني»، وتصحو على اعتقاد سكان هذه المنطقة الجبلية في أنّ قصة أهل الكهف المذكورة في القرآن قد حدثت في منطقتهم

وأنّ أصحاب الكهف هم «الرقود السبعة» الذين تم دفنهم في «غار» الجبل. ولكن مما لا اختلاف فيه أن القبور الموجودة بالمكان هي شواهد تاريخية لا محالة عن فترة من حقب الماضي السحيق.
في شننتي تسكن القرية الجبل في حفظ لوصية الأجداد الأمازيغ بحماية المكان من الغزاة واللصوص حتى صارت قبلة سياحية تغري الفضول والعقول لاكتشاف سر هذه القرية السمراء كالصحراء.
تظلم إلى معهد التراث
عند زيارة «جامع الرقود السبعة» في شنني قد يتساءل الكثيرون عن سر طول تلك القبور الطويلة التي يتراوح طولها بين 04 و 05 أمتار. وهذا هو السر العظيم في الموقع الأثري الكبير الذي يضم عديد المعالم التاريخية، ومنها : كهف انائمين السبعة ومقامات أولياء الله الصالحين والقصر القديم المقابل للمسجد مباشرة ....
وفي الوقت الذي تحاول فيه ولاية تطاوين استثمار هذا الموقع الذي يجمع بين الحقائق التاريخية وروايات الخرافة والمخيال الشعبي في سياق السياحة الثقافية والتنمية الاقتصادية، قامت أيادي العابثين بالاعتداء على المكان في غياب للحراسة والإنارة الليلية.
وقد توجه سكان منطقة شنني بتطاوين برسالة تظلم إلى المدير العام للمعهد الوطني للتراث قصد إنقاذ الموقع الأثري ومسجد الرقود السبعة» من الاعتداءات التي طالته وإيقاف الانتهاكات التي يتعرض لها، ومن بينها: سرقة الهلال الذي كان موجودا في أعلى صومعة المسجد. كذلك تعمد البعض نبش القبور الطويلة الموجودة بالمكان.
وأشار أهالي شنني إلى دخول سيارات مجهولة المصدر إلى الموقع ليلا وتحول المكان إلى مرتع للفساد وعقد الجلسات الخمرية. وأمام هذه التجاوزات التي لحقت بالموقع الأثري الشهير طالب السكان معهد التراث بوضع حراسة للموقع ليلا ونهارا ومدّه بشبكة الكهرباء لإنارته في الداخل وحول محيطه .
ويسعى سكان شنني إلى تكوين جمعية تعنى بحماية «جامع الرقود السبعة» بتطاوين حتى تحافظ هذه القرية الجبلية الشامخة في كبرياء على حكاياتها الملهمة وإغرائها الذي لا يقاوم للتوغل بين أحجارها ومغاورها وكهوفها ... عسى أن يبوح الجبل الشاهق بسره الدفين.

المشاركة في هذا المقال