إصدارات: في كتاب «ثورة التوابين» لـبثينة بن حسين: المذهب الشيعي : الأسس والطقوس عبر التاريخ

نشأت حركة «التوابين» بعد مقتل الحسين بن علي للقصاص من قتلته فكانت تمثل تعبيرا عن اعتراف بالندم لعدم تقديم العون له وإحساس بالذنب من طرف شيعة علي بن ابي طالب

في الكوفة فمقتل الحسين كان سببا مباشرا لنشأة هذه الحركة في الكوفة بما انه كان حفيد الرسول وابن فاطمة وقد ثار بعد موت الخليفة معاوية بن ابي سفيان وتولي ابنه يزيد الخلافة حيث طالب الحسين بحقه في الخلافة مستندا على شرعية تاريخية مرتبطة بأهل البيت وكان يعتقد انها (اي الشرعية) كافية لخلع يزيد بن معاوية وانه سيجد الدعم من أهل الكوفة أي من شيعة علي بن ابي طالب وقد اندلعت هذه الثورة «ثورة التوابين» بعد ان قرر الحسين بن علي الخروج من الحجاز الى العراق حيث أرسل اليه الشيعة( شيعة علي) الرسائل تباعا يطلبون منه التعجيل في القدوم والأخذ بزمام الأمور في الكوفة فبادر الحسين بإرسال ابن عمه مسلم بن عقيل بن ابي طالب ليتأكد من صدق نوايا الشيعة ومن قوة طاعتهم ومدى توفر هذه الشروط .
شد الرحال الى هناك لكن الخليفة يزيد بن معاوية امر بقتل ابن عم الحسين بن علي نظرا لخطورة مطلبه على الدولة الأموية ذلك انه يهدد شرعيتها التاريخية بما انه ينادي باحقية أهل البيت في الحكم كما أمر الخليفة يزيد بن معاوية بضرورة الاستعداد لقدوم الحسين بن علي وذلك باعداد القوة العسكرية للقضاء عليه وعلى ثورة سبط الرسول .
تورط الشيعة في مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب
قرر الحسين بن علي الخروج من الحجاز إلى العراق وفي كربلاء اشتد القتال بين الطرفين أي بين الحسين ومن بايعه من أهل الكوفة وبين جيش الخليفة يزيد بن معاوية وفي الوقت أي قتل فيه الجيش الأموي الحسين بن علي وكل أفراد عائلته وأصحابه ومثل بحثته التي داستها الخيول وتم قطع رأسه وإرساله إلى الخليفة تخاذل الشيعة ولم يهبوا لنصرة الحسين ربما خوفا من والي العراق ومن بطشه بهم وربما خوفا من الموت وتشبثا بالحياة وربما أيضا لمصالح اقتصادية وهم في نهاية المطاف قد كرروا نفس التصرف الذي كانوا قد اتبعوه مع علي بن أبي طالب .
حركة التوابين والقصاص للحسين وللتوبة وغسل الذنوب
لما مات الخليفة يزيد بن معاوية وتخلي ابنه معاوية عن الخلافة خرج الشيعة للقصاص للحسين بن علي وللتوبة من الذنب الأعظم وهذه الصورة المتأخرة للشيعة اي لحركة الشيعة التوابين تطورت من دعوة دينية للقصاص الى مطلب سياسي وهو افتكاك السلطة من الأمويين وإرجاعها لأهل البيت كان ذلك في سنة 64 هجري وهكذا انشأ التوابون حجر الأساس للهوية الشيعية .وقد أشارت الباحثة الأستاذة بثينة بن حسين في كتابها الصادر مؤخرا عن دار الاتحاد للنشر والتوزيع إلى مختلف الإحداث والمعارك والى مميزات حركة التوابين والى حروبهم وطقوسهم والى كثير من التفاصيل الدقيقة التي تبرز مدى ما بذلته من جهد في البحث والتنقيب عبر التاريخ .
خلاصة القول ان كتاب ثورة التوابين يشد إليه القارئ بكثرة ودقة وتفاصيله ويكشف مدى اختلاط الديني بالسياسي منذ القرن الأول للهجرة وان «ثورة التوابين» هذه قد وضعت الطقوس الأولى للمذهب الشيعي من تقديس لموقع استشهاد الحسين بن علي وزيارة قبره في كربلاء والبكاء للاستغفار عليه وغيرها من الطقوس الأخرى .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115