على غرار مسرح الهواء الطلق، وقاعات العروض وغيرها، مما يجعل الجهة محرومة من العروض الكبرى على عكس الولايات والمدن الاخرى الأكثر حظا من حيث تعدد الفضاءات وتنوعها، ورغم النداءات المتعددة إلا أن المشاريع المبرمجة من طرف وزارة الشؤون الثقافية منذ سنة 2011 -و إن بلغ البعض منها مرحلة إعداد الدراسات- لاتزال حبرا على ورق إلى حد كتابة هذه الأسطر...
وفي هذا السياق المشحون بتساؤلات ونداءات ومطالب أهل الثقافة لتمكين الجهة من حقها في مجال المشاريع والإنجازات الثقافية، لايزال مهرجان توزر الصيفي الدولي، وعلى سبيل المثال والذي التحق بركب المهرجانات الدولية منذ أربع سنوات، يعاني من هذه الوضعية الثقافية المزرية والتي تتسبب في كل دورة في إجهاض برمجة العروض الكبرى، التي من شأنها إسعاد الجماهير التي لاتزال محرومة من متابعتها على غرار جماهير المهرجانات الأخرى بعديد الجهات...
إشترك في النسخة الرقمية للمغرب
من خلال الدورة الحالية 37 لهذا المهرجان العريق، حرصت الجمعية المنظمة له على الخروج من هذا الوضع وتحقيق المعادلة الصعبة بإيجاد فضاء للعروض وإعداد برمجة متنوعة حسب الإمكانيات المتاحة، حيث كانت البداية بتشكيل هيئة لإعداد وتنظيم هذه الدورة، أسندت إدارتها إلى السيدة «عائشة رحيلي» وهي من الوجوه الثقافية المعروفة بالجهة، فتم وبعد عديد المشاورات اقتراح الفضاء الخارجي لدار الثقافة أبو القاسم الشابي المغلقة منذ سنوات باعتبار انها بناية قديمة تعود إلى ستينات القرن الماضي، وغير صالحة للاستغلال، وإعداد برنامج النسخة الجديدة للمهرجان التي حدد موعدها من 17 إلى 25 أوت الجاري، والتي تضمنت جملة من العروض المسرحية على غرار مسرحية «أكثر مالزها من غادي» لريان بوعبيدي، و«رأس ورويس» لفيصل الحضيري ويسرى المناعي، والعروض الموسيقية والطربية للفنان الجزائري عبدالله المناعي، والفنان مصطفى الدلاجي، وأيضا كل من صبري مصباح، وزهرة فارس إلى جانب عرض للموسيقى الصوفية بعنوان «الزاوية» وعرض حكواتي للأطفال، ولأحباء السينما تحت برمجة فيلم «في عينيا» لنضال السعدي، وسنعود للحديث عن هذه البرمجة لاحقا، والتي انطلقت في ظروف طيبة رغم استياء جمهور المهرجان من فضاء العروض بأكثر تفاصيل.
في هذا الفضاء المؤقت ولاحظنا اجتهاد الهيئة المديرة في توضيبه وإخراجه في حلة جميلة و أنيقة. وفي سياق الحديث عن النقائص الثقافية، فإلى جانب مسرح الهواء الطلق، لا تزال مدينة توزر تنتظر انجاز المركب الثقافي ومركز الفنون الدرامية والركحية والقسط الثاني من المكتبة الجهوية، وهي مشاريع كما أشرنا اليها سابقا مبرمجة منذ سنة 2011، ولم تحظ الجهة خلال هذه الفترة إلا بإنجاز دار للثقافة بحامة الجريد، وأخرى بمعتمدية تمغزة، لاتزال كل منهما في حاجة إلى المزيد من التجهيزات، على غرار الكراسي الثابتة احقاقا للحق لم يقف هذا الوضع المزري للمؤسسات الثقافية، حاجزا أمام الأنشطة والتظاهرات التي كانت ولازالت ثرية ومتنوعة بمختلف المعتمديات بتنظيم من المؤسسات والجمعيات والهيئات الثقافية وبدعم وإشراف من المندوبية الجهوية الشؤون الثقافية، سيما عروض الشارع والعروض السينمائية وعروض الأطفال والعروض المسرحية، في محاولة جادة وهادفة لمزيد إثراء وتنشيط الساحة الثقافية بالجهة، ولنا عودة...