في تجربة الفنان النحات زهير البخري (الصدّام): منحوتة الحياة و صراع الإنسان مع حياة متقلبة..

من الخردة و بقايا المصانع و المهمل من الصناعة ومشتقات الحديد تفنن في ابتكار أشكال فنية على هيئات متعددة ..هي لعبة فن الاستعادة و الرسكلة على نحو فني متخير..

زهير البخري شهر الصدام فنان في ورشته بضاحية سكرة يعمل باستمرار في معالجات فنية لعلى ما جادت به مواد مختلفة من بقايا الحديد و الخردة ليتحف الناس بأعمال جميلة و مميزة فيها الكثير من لمساته الابداعية و هو الفنان الموهوب الذي هام بالفن فمنحه ما أراد بعد سنوات شاقة و صعبة..
يقول عن تجربته «... منذ 8 سنوات كانت علاقتي بالعمل في ميدان الحديد و ما تتطلبه ممارسته من مشاق وصعوبة تجربة مهمة مع البشير الساحلي الذي علمني الكثير و أفدت من خبراته حيث كان ذلك بعد انقطاع عن التعليم لظروف عائلية صعبة فكان خروجي للعمل و في ظرف شهرين تعلمت عدة تقنيات وخصوصيات التعاطي مع الحديد كاللحام و القص و كان أول ما أنجزت غرفة جلوس لعائلتي التي كانت بحاجة اليها ..و بعد ذلك مضيت أكثر في اتقان هذه الصنعة فسعدت بعد أن هدني الاحباط و السؤال عن لماذا كلما قصدت شيئا لا أنجح فيه وبالتالي ماذا سأضيف لبلادي هذه و أنا في هذه الظروف...الحمد لله تجاوزت كل ذلك و صرت متقنا لشيء أحبه و صار عالمي الروحي و لكتشفت موهبة سكنت بداخلي و هي النحت كفن صرت أعشق عالمه الساحر وأحب الناس أعمالي الفنية فيه و شجعني الكثيرون و منذ بلغ عمري 14 سنة أنجزت أعمالا كانت ضمن الهواية وكنت أبيعها بثمن بخس و تطوت اثر ذلك علاقتي بعملي هذا حيث كنت مغرما بالكتابة لأكتب بالحديد حكايات..كل عمل صار كتابة محكية و قصة خاصة ..صرت أرسم بالحديد و بعت أعمالي هذه و لكن

مع كل عمل أبيعه كنت أبكي لأن العمل قطعة من كياني و حياتي و بالمناسبة أشكر ادريس ساسي و هو صاحب شركة بنابل تعرفت اليه عن طريق الفيس بوك و زرته و قد أعجبته أعمالي و التقينا في تونس و تحدثنا ليشجعني و يدعوني لاظهار أعمالي على الصفحة في الفيس بوك ..وكانت أعمالي المنحوتة و منها « الغوريلا» و «الحصان» و قد أعجب الناس ما أنجزت وكانت شهرتي بينهم و عرفت عندهم بزهير شهر الصدام وانطلقت في العمل و الابداع ..أنا فنان و لست تاجرا و قد عملنا معا في ظروف متغيرة و صارت هذه المهنة مورد رزقي و لم أعرض الكثير من أعمالي الفنية..زارني فنانون و لم أكن أتصور أن ألتقي تجارب مثل علي الزنايدي وعبد الرزاق حمودة و غيرهما و شعرت بالسعادة ..هؤلاء كأني أعرفهم من سنوات و حدت محبتهم و تشجيعهم لي ..كما أني أشكر الفنان محمد المالكي الذي شجعني كثيرا وتابع تجربتي و أعمالي و كذلك الفنان المميز حمادي بن نية الذي وقف معي داعما ...أقول اذن الفن ليس عملك فقط بل هو أن يكون لك قلب « مزيان»..الفن هو أن تفتح الآغاق لعيرك وتحب الناس..الأفكار كثيرة في عملي و أنا الآن بدأت ..أنظر لغرفتي و أشياء ورشتي و مخزني و حزني وحزن الناس و أفراحهم و السؤال هو مدى تحويل كل ذلك الى أعمال فنية ..أعمالي تباع و لكن ليس بالثمن المطلوب وظروف العيش افتضت ذلك...عرضت مع الرابطة التونسية للفنون التشكيلية و بفضاء دار الثقافة المغاربية ابن خلدوة و بفضاء المعارض بكنيسة سانت كروا بمذينة تونس العتيقة و لي دعوة لانجاز أعمال فنية و عرضها بالمغرب الأقصى ...أمنيتي أن تخرج أعمالي الفنية التي هي مورد رزقي الوحيد لجمهور الفن خارج تونس ..أنا أشتغل يوميا و باستمرار..أنا أحب عملي و فني ...».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115