مهرجان رواد لفنون الهواة: للهامش حقه في الثقافة والإبداع

ان يكون لمدينتهم مهرجانها الخاص، مهرجان يلبي احلامهم وإيمانهم بدور الفنون في تغيير الانسان وتوعيته بحقوقه وواجباته، ليولد مهرجان «فنون الهواة برواد» فكرة ملتزمة تنتصر لكل قضايا التحرر وتذهب بالفن الى المواطن اينما وجد، شعار الدورة الوليدة «للهوامش ايضا الحق في النفاذ للثقافة» شعار سيطبق على ارض الواقع ايام 20 و21و22اوت 2000 على شطّ رواد، اذ ستوفر مجموعة الشباب عددا من العروض الى رواد الشاطئ وسكان مدينة رواد المتعطش ابناؤها للفنون وللإبداع.
الى روح الناشط الاجتماعي مالك الصغيري تهدى الدورة الوليدة اعترافا بنضالات شاب تونسي مع الإيمان الدائم بالعدالة الاجتماعية والرغبة في ايصال الحق في الثقافة الى كل التونسيين، الى مالك الذي رحل جسده وظلت نضالاته وأفكاره ستكون الدورة الاولى من مهرجان ملتزم، يدافع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وينتصر لسكان الهامش الذي يبعدون كيلومترات قليلة عن مركز العاصمة.
المهرجان تكريس للامركزية الثقافة
«تويزة فاست» هو اسم المهرجان الذي تشرف على تنظيمه حركة شباب اريانة ، وكلمة «تويزة» امازيغية وتعني تعني التشارك و التعاون من أجل الصالح العام وهي الفلسفة العامة لمهرجان رواد في دورته الأولى، ويقدم المهرجان بالشراكة مع دار الثقافة رواد، جمعية نشاز، منصة «بين البينين»، المعهد العربي لحقوق الإنسان، بلدية رواد، نادي CVL بمعهد الوفاء، المنتدى التونسي للحقوق الإقتصادية و الإجتماعية وفضاء مسار الثقافي، وتشترك جميع هذه الاطراف في الدفاع عن الطابع الاجتماعي من خلال برامجها الثقافية المشجعة على الابداع والتجديد.
في فضاء مفتوح تقدم فعاليات المهرجان، الى مصطافي وروّاد وشاطئ رواد تقدم باقة من اجمل العروض الموسيقية والسينمائية والفرجوية في ركح مفتوح وعروض مجانية للجميع، في يومه الاول يكرم المهرجان النساء الحرفيات من خلال معرض يمتد طيلة ايام المهرجان تشجيعا لابداعهنّ وحفاظهنّ على الصنعة اليدوية والموروث التونسي، ولمحبي المسرح والكتابة المسرحية موعد مع فنانة احبت المسرح وقدمت له الكثير من النجاحات والابداع، ليلى طوبال المسرحية الملتزمة والمدافعة عن حقوق النساء تقدم ورشة في الكتابة المسرحية للمغرمين بالفن الرابع والكتابة.
الفنون مطية لنبذ العنف والدفاع عن حقوق الانسان
في الافتتاح الرسمي للمهرجان يلتقي جمهور رواد مع فنان تونسي يغني الاغنية الملتزمة وينتصر بأغانيه للهامش «حليم اليوسفي» ومجموعة «قول تره» بعد نجاحهم في قرطاج يغنون لجمهور رواد في اطار التشجيع على نشر الاغنية المنتصرة للقضايا الكونية، وللشباب فرصته من الفعاليات مع عروض لموسيقى «الهيبهوب» وتختتم فعاليات يوم 20اوت مع السينما، اذ سيتحول الشاطئ بداية من منتصف الليل الى قاعة للسينما.
«للهوامش ايضا الحق في النفاذ للثقافة» هو شعار المهرجان، والأفارقة في تونس جزء من مجتمع مهمّش وهم يعانون من العنصرية والنبذ، ولهم يخصص المهرجان يومه الثاني بعنوان «سهرة نبذ العنصرية والعنف» فتنطلق العروض بورشات الحرفيين وورشة ادارة الاعمال ذات الطابع الاجتماعي تقدمها لطيفة غزال، ثم ورشة مناهضة العنصرية يقدمها وسام الصغير لتقدم الفرصة لإبداعاتهم الموسيقية والفنية وتعبيراتهم المختلفة المعبرة عن ثقافات سكان جنوب الصحراء والغاية من السهرة تشريك متساكني رواد من مواطني جنوب الصحراء في الفعل الثقافي والمجتمعي وإشعارهم انهم جزء من المنظومة المجتمعية والاقتصادية التونسية، لهم حقوقهم في هذا الوطن وتختتم فعاليات اليوم الثاني بالأفلام السينمائية والفن السابع.
تتواصل فعاليات المهرجان ليومه الثالث الموافق ل22اوت ومحورها السهرة الايكولوجية، تنطلق اولا بعرض لمجموعة «الرحالة» لتقديم تقنيات التخييم الايكولوجي والحفاظ على البيئة، فورشة في صناعة مواد التنظيف الايكولوجية تقدمها صابرين الشناوي، ونظرا للتغيرات المناخية وانتشار التلوث ولانّ الثقافة فعل منفتح على كل المجالات يقدم المهرجان ندوة حول «اشكالية البيئة والمحيط والتغيرات المناخية» يقدمها الناشط الايكولوجي خير الدين دبية وتختتم فعاليات المهرجان مع السينما و»تصبيحة سينمائية».
مهرجان رواد فرصة لسكان الهامش ليلتقوا مع الابداعات الفنية والثقافية، مهرجان نحو طابع اجتماعي واقتصادي وقد سجل في العروض 180طلب مشاركة من مختلف جهات البلاد مثل اريانة وبن عروس وبنزرت وتطاوين وتوزر وجندوبة، ويقدم المهرجان مسابقة تتكون لجنة تحكيمها من ريم الرياحي وشيراز الجزيري وخالد بوزيد وأسامة نبيل النباوي.
المهرجان فعل نضالي جديد يخوضه شباب يؤمن بالحرية وضرورة افتكاك الحقوق بالفنون، فرصة لإيصال الفن الى المواطن اينما وجد، شباب يقوده الحماس للتغيير يعملون ويحلمون شعارهم «اقترب من الذين يفتحون في روحك نوافذ من نور، ويقولون لك أنه في وسعك أن تضيء العالم».