عرض «الولادة» على ركح دقة الأثري: إقتفاء أثر على خطى ذاكرة شفوية لأصوات نساء عابرة للعصور

حالمة، هادئة، صوتها يعانق السماء كلما غنت، هي طفلة شغوفة بموسيقاها، احبت الغناء واختارته وسيلتها للتعبير عن ثورتها الداخلية،

الفنانة لبنى نعمان صاحبة الصوت القوي والحضور المجنون ستفتتح مهرجان دقة الدولي وستصعد على الركح الاثري يوم 5 أوت، «الولادة» ستعود الى الحياة بعد غيبة عامين، «الولادة» ستنبعث من جديد على ركح دقة الاثري الساحر ومن عظمة المكان ستستلهم الفنانة القليل من الجنون لتضيفه لوصفتها العجيبة كلما صعدت على الركح.
«الولادة» اسم العرض، كناية عن المرأة والوطن، الولادة هي التونسية الحرة والشامخة عبر التاريخ، هي المرأة الريفية الفلاحة زارعة الارض قمحا وحياة، هي الحضرية الحالمة زارعة الامل والجمال، هي تونس بكل اختلافاتها والوانها تتبعها لبنى نعمان صحبة رفيق الفكرة والمشروع مهدي شقرون لتقديم الولادة بنسخة موسيقية تونسية الغناء والبحث وعالمية التوزيع والتقديم.
«الولادة» هي رصد للاغاني التونسية المتغنية بالمرأة وقوتها، اغان تتحدث عن الظلم المجتمعي ورغبة المرأة في الحرية وأخرى تتضمن معاني سياسية ونداءات خفية للثورة،فأغاني النساء ذاكرة سياسية ، وكم من أغنية ترددها النسوة وتتغنين فيها بمناضلين ووطنيين ونقابيين تناستهم الكتب الرسمية أحيانا، ولان جبنيانة مدينة النقابيين ومدينة لمن اختاروا الوطن وسلامته في أغنية «بابور» تستحضر النسوة ذكرى الهادي شاكر وفرحات حشاد «هيا امشوا، سي الهادي مات ومالحقش الحرية» والاغنية تعيدها نعمان بصوتها الشجن.
«الولّادة» هي إقتفاء آثر على خطى ذاكرة شفوية لأصوات نساء عابرة للعصور. أصوات غنّت وتغنّت فصدحت بالحب والفرقة والألم والفرح، غناء النسوة وأصواتهن هو إرث تتناقله النساء عبرالاجيال ، فتسافر الأغنية كحكاية تروى، كخيط يربط أحاسيسهن فتدوّي كصرخة ألم وتوق للحرية، ومنها كانت «الولّادة» رحلة استكشافية، قام بها مهدي شقرون ولبنى نعمان باحثين في معاني الذاكرة، والوجوه و ألأصوات.
«الولادة» هو اغاني النسوة الثائرات، اغانيهنّ المعبرة عن صخب داخلي، اغانيهن الحالمة و الكاشفة عن وجع تخفيه المراة لتتحرّر منه في اغانيها، جولة جغرافية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، تلتقطها لبنى نعمان لتقدمها في عرضها «الولادة» المتغني بالمرأة التونسية، المرأة الكيان الحالم، المرأة الفكرة المتمردة، المراة الوطن الشماخ.
الولادة هو جزء من روح لينى نعمان الموسيقية تلك الفنانة المتمردة على النواميس الحالمة بوطن افضل وبمشهد موسيقي أجمل، لبنى نعمان خريجة الفنون المسرحية تطوع مهاراتها الدرامية على الركح كلما غنّت لتضيف للاغنية لمساتها الجنونية الخاصة، طفلة تتماهى مع الكلمات فتبكي كلما غنت «يما وجعتوها» وكانها تؤديها للمرة الاولى، لبنى نعمان صوت حقيقي وجميل صادح بالكلمات الجميلة والاغاني التونسية ذات اللحن المميز، فنانة تنحت في صخور «العلاقات» لتصنع ذاتها الفنية بموسيقاها وحبها لفنها، وعلى ركح دقة الاثري ستحلق الولادة حاملة كل معاني شموخ المراة التونسية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115